متلازمة القلب المكسور هي حالة قلبية مؤقتة غالباً ما تنجم عن المواقف العصيبة كوفاة شخص أو ما شابه، فالأشخاص الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور يصابون بألم مفاجئ في الصدر أو يعتقدون بأنهم أصيبوا بنوبة قلبية.
ما هي متلازمة القلب المكسور؟
قال “د. زاهر الكسيح” استشاري القلب والشرايين. متلازمة القلب المكسور هي حالة تنتج عن تعرض الشخص لضغط عصبي شديد جداً، وأحياناً قد يكون بسبب مرض حاد، وتؤدي هذه الحالة إلى ضعف في أداء عضلة القلب، والذي يحدث أن جزء من القلب يتوسع أو يترهل وخاصة الجزء العلوي للقلب وبطن القلب وينتفخ كأنه بالون ويبقى الجزء الأسفل يؤدي وظيفته، وهذا يشبه تماماً ما يحدث في جلطات القلب، وعادة يأتي المريض بنفس أعراض الجلطة ويشتكي من ألم في الصدر وثقل في الذراع الأيسر وغثيان وتعرق وصعوبة في التنفس، وعندما يذهب المريض للطوارئ نقوم بعمل تخطيط للقلب، وعندها نكتشف أنه يوجد تغيرات في تخطيط القلب تشبه التغيرات الحاصلة عند الاصابة بجلطة قلبية، والفرق الذي يفرق بينهما أنه عند الفحوصات نجد المصابين بمتلازمة القلب الشرايين لديهم سليمة تماماً، ولكن بالطبع هذه الإصابة تؤدي إلى ضعف في عضلة القلب، ويقال أن سبب حدوثها أن الأوعية الصغيرة المجهرية التي توجد داخل عضلة القلب يحدث لها انقباض شديد بسبب تعرض الشخص لضغط نفسي شديد جداً سواء كان هذا الضغط سلبي أو ايجابي، فالسبب يكمن في ارتفاع هرمون الادرينالين والنورادرينالين بشكل مفاجئ، وهذا ما يجعل المريض يدخل في حالة تشبه الجلطة القلبية.
وقد تسبب هذه الحالة ضعف أو قطع في أحد أربطة القلب، أو في حالات نادرة يحدث أن القلب يترهل ومن ثم يفتح ويؤدي إلى الوفاة وهذه حالات نادرة جداً، لكن غالبية الحالات تتحسن ويعود القلب لحالته الطبيعية بعد شهر إلى ثلاثة شهور.
علاج متلازمة القلب المكسور
في هذا الصدد قال “د. زاهر” أن ارتفاع الانزيمات في هذه المتلازمة يكون أقل من حالات الجلطة القلبية و ينخفض هذا الارتفاع بشكل أسرع من انخفاضه اثناء الجلطة، ومن ثم التخطيط الكهربائي للقلب يختلف عن تخطيط الاصابة بالجلطة القلبية، والعلاج عادةً يكون بدخول المريض إلى العناية المركزة ويأخذ المسكنات اللازمة والأكسجين، وكذلك إذا كان الضغط منخفض يأخذ العلاجات التي ترفع الضغط والعكس صحيح، وأيضاً إذا كان هناك حالة عدم انتظام كهربائي يتم معالجتها، ولكن من الواجب ذكره أنه بحمد الله معظم الحالات تُشفى ويعود القلب لحالته الطبيعية من جديد.
كما قال “د. الكسيح” أن نسبة الإصابة بمتلازمة القلب المكسور في العالم تقريباً 2% فقط.
وأنهى بأن النساء هم أكثر عرضة من الرجال في الإصابة بمتلازمة القلب المكسور وخاصة بعد تجاوزهن سن الخمسين، وتفسير هذا هو قلة إفراز هرمون الاستروجين عند النساء وخاصة بعد انقطاع الدورة الشهرية، وهو ما يعمل على الحماية ضد هذا الارتفاع المفاجئ لهرمون الادرينالين والنورادرينالين.