ما هو خلع الولادة؟
تقول “الدكتورة فداء الغرابلي أخصائية الأطفال وحديثي الولادة” أن خلع الولادة ليس خلع شيء كامل، ولكنه عبارة عن مجموعة من المشاكل التي تحدث في تطور الورك، حيث يكون غير مطور بشكل كامل فيتراوح بين تلامس جزئي بين عظم الفخذ والورك، الى عدم تلامس نهائي بين عظم الفخذ والورك ويؤدي الى الخلع الكامل، ويمكن أن يكون هذا الخلع في رجل واحدة أو الرجلتين.
ما الأسباب التي تؤدي الى خلع الولادة؟
أسباب هذا الخلع مختلفة، فهي تكون جينية أو وراثية فنسبة كبيرة من الأطفال المصابين يكون لديهم سجل عائلي، كما ان هناك اسباب غير وراثية واسباب ميكانيكية، حيث يكون ناتجة عن الازدحام في الرحم أثناء الحمل وله أسباب مختلفة مثل نقص السائل المحاط بالطفل أثناء الحمل، أو إذا كان الطفل كبير الحجم، أو المولود الأول دائما يكون ما يعاني من هذه المشكلة، وتكون نسبة المصابين بخلع الولادة ٨٠% منهم إناث.
وهناك نظريات في هذا الموضوع توضح أن المصابين من الإناث أكثر من الذكور حيث أن الأمر تفرز هرمون يسبب رخاوة في المفصل وذلك يؤثر في الإناث أكثر من الذكور فيكون ذلك سبب الحمل.
وقد تكون زيادة وزن المولود ناتجة عن طبيعة حياة الأم والتي تسبب في حدوث الخلع، وهناك سبب آخر مثل كون المولود مقعدي، حيث تكون نسبة الإصابة فيه أكثر من غيره، أما تناول أدوية معينة او التعرض للأشعة السينية فكل هذه الأشياء لها مخاطر على الطفل ولكن لا تؤدي الى خلع ولادة.
هل يمكن معرفة اذا كان الجنين مصاب بالخلع أم لا؟
أثناء وجود الجنين في بطن الأم يكون معرفة ذلك صعب، فعند فحص الجنين يتم معرفة التشوهات الكبيرة، وليس خلع الولادة لأنه صعب، ولكن بعد الولادة يفحص الطبيب الطفل فحص معين عن طريق ابعاد الفخذين عن بعضهما، ويحاول إذا كان المفصل ثابت أم لا وهذه الطريقة تكون في أول شهر، بعد أول شهر بعد أول شهر يكون هناك علامات اخري مثل أن الورك لا يفتح بشكل كامل، أو أن ثنيات الجلد غير متساوية، أو أن طول الرجلين لا يكون متساوي، فهذه تكون دلالات على خلع الولادة، وتكون هناك دلالات عند مشي الطفل فيكون الرجلين غير متساويتان في الطول، أو يمشي مثل مشية البطة.
كما يوجد فحص من خلال الالترا ساوند، والذي يكشف عن التركيبة الغضروفية وليس العظم فقط، لأن قبل ال ٤ شهور لا يكون العظم مكتمل بشكل كامل ولكنه ما زال غضروف لا يمكن مشاهدته بالأشعة العادية، ولكن عن طريق الالترا ساوند يمكن الكشف عن رخاوة المفصل أو الخلع الكامل أو عدم اكتمال الورك، ولكن مشكلته أن في بعض الأحيان يكون الفحص السريري أقل منه، فلا يتم اجراء هذه الأشعة الا اذا تأكدنا من خلال الفحص السريري.
أما الطريقة الثالثة وهي معروفة عن طريق الأشعة السينية وهي طريقة سهلة ومتوفرة لفحص الورك، ويتم التأكد من خلال ذلك من وجود خلع أم لا، وهذا في عمر الـ ٣ شهور أو حين اكتمال الورك، ويمكن اجراء هذا الفحص بشكل دوري.
ما هو العلاج الأمثل لخلع الولادة؟
أهم نقطة في الوقاية من خلع الولادة هو الكشف المبكر، لأن العلاج كلما كبر الطفل يتعقد، فمنذ ولادة الطفل وحتي ٦ أشهر يوجد العلاج المعروف للجميع وهو المشد، يقوم بمباعدة الفخذين عن بعضهما ويجعل مفصل الورك ٩٠ درجة والذي يساعد على تطور الورك بطريقة مناسبة، وتكون نسبة نجاحه في أول أشهر ٩٥% إذا تم لبسه بالطريقة الصحيحة، ولذلك يجب الكشف المبكر لأن الموضوع وقتها يكون سهل وبسيط، وبعد ال ٦ أشهر يوجد علاج آخر وهو الجبس، وهو يتم عن طريق ارجاع العظم الى مكانه ولكن ليس عن طريق الجراحة، ثم يتم وضع جبس بطريقة معينة حتي يثبت، ولكن اذا اكتشف بعد السنتين يكون هناك مشكلة كبيرة ويلزم اجراء عملية كبيرة وفتح وتصبح المشكلة معقدة جدا، وتتم عن طريق فتح المفصل وارجاع العظم الى مكانه وقص العظم.
هل هناك طرق علاج خاطئة لهذا الخلع؟
هناك معتقدات كانت شائعة مثل ان يلبس الطفل حفاضتين، فمع بل الحفاضتين يرجع المفصل والعظم للتقرب من بعضهما، ولكنهم وجدوا أن هذه الطريقة ليست فعالة، كما أن هناك أهالي يعتقدون أن هذا له علاقة بشيء حدث أثناء الولادة، ولكن هذا خطأ فليس له دخل بطريقة الولادة نهائيا، كما أن هناك في الصين مثلا نسبة الولادة تكون ٠%، فعندما رجعوا للأسباب وجدوا أنهم يحملون أطفالهم دائما قريبا منهم، على بطنهم أو ظهرهم وتكون رجليهم بعاد عن بعض.
وقد تسبب الممارسات الخاطئة هذا الخلع بعد الولادة، ففي يوغوسلافيا وجدوا أن نسبة المواليد يكونوا ١٨٠ لكل ١٠٠٠ مولود، وقد وجد أنهم يشدوا رجل الأطفال ويقربوا الوركين والرجلين من بعضهم بشكل كبير لذلك تزيد هذه الظاهرة عندهم، فإذا كان الخلع موجود تزيد هذه الطريقة من الخلع، وان لم يكن موجودا فإنها تسببه.