يعتبر التقويم (تقويم الأسنان الوقائي) حلاً للعديد من المشاكل في شكل ووظيفة الأسنان، لكن طول مدة العلاج وكثرة المراجعات تجعل البعض يبتعد عن هذا الخيار، ورغم كل فوائد تقويم الأسنان إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب.
ما هو التقويم الوقائي؟ ومع أي فئة عمرية يُستخدم؟
قالت “د. رحاب حكمت” أخصائية طب أسنان الأطفال. التقويم الوقائي هو الإجراءات الوقائية لمنع المشاكل في إطباق الفكين، أي أنها الإجراءات التي تُنفذ للحيلولة دون مشكلات الإطباق بحيث نتفادى اللجوء إلى تركيب التقويم، وحتى مع وضع التقويم فإن تنفيذ هذه الإجراءات استباقاً يقلل من الفترة الزمنية اللازمة لتصحيح الإطباق.
وتابعت “د. حكمت” وبشكل عام تتعدد أنواع التقويم الوقائي بحسب الحالة المرضية، فمنها على سبيل المثال أجهزة الحفاظ على المسافة، حيث إذا حدث فقدان للأسنان المؤقتة يمكن من خلال تركيب تلك الأجهزة البسيطة المحافظة على المسافات بين الأسنان، وبالتالي منع سوء الإطباق وعدم الحاجة للتقويم في المستقبل، كما توجد أجهزة أخرى تعالج العادات الفموية السيئة مثل عادات مص الإصبع أو تحريك اللسان في وضعيات خاطئة، وبالتالي هذه الأجهزة تكبح هذه العادات من بداياتها لمنع حدوث أية مشكلات في الإطباق بما يضطرنا إلى اللجوء للتقويم.
أما من حيث الفئة العمرية الأوْلى بهذه الإجراءات الوقائية فنشير إلى أن الكشف عن الخلل يكون خلال الفترة العمرية ما بين الأسنان المؤقتة وبدء بزوغ الأسنان الدائمة، لكن تركيب هذه الأجهزة فعلياً يكون بعد وجود الأسنان الدائمة، أي في المرحلة العمرية التي تبدأ بعد سن الستة سنوات، وهذا لا ينفي إمكانية تركيب أجهزة العادات الفموية قبل هذا العمر.
وعن الفترة الزمنية لاستخدام وسائل التقويم الوقائي قالت “د. حكمت” تختلف مدة بقاء الجهاز في فم الطفل بحسب نوع الجهاز، فمثلاً جهاز مقاومة عادة مص الإصبع يُترك في الفم لمدة ستة أشهر، وتختلف المدة باختلاف نوع الجهاز ووظيفته.
هل يتحمل الطفل في مثل هذه الأعمار الصغيرة تلك الأجهزة؟
أشارت “د. حكمت” إلى أن بعض أنواع من الأجهزة بسيطة جداً ولا تتسبب في أي ألم للطفل، كما أنها لا تؤثر على وظائف الفم من حيث الكلام وتناول الطعام، وحقيقةً توجد أنواع أخرى مثل أجهزة توسيع الفك تكون صعبة التركيب والتعامل معها، لذلك تحتاج إلى تعاون من الطفل والأهل، وفي النهاية هذه الأجهزة رغم صعوبتها إلا أنها تُغني عن العلاج بالتقويم الذي يستغرق فترات زمنية طويلة تصل إلى عامين أو عامين ونصف، بل إن بعض الأجهزة قد تُغني عن اللجوء إلى جراحات فموية في المستقبل، وعند تفهم الطفل والأهل لذلك كله يحدث التعاون بشكل تلقائي وتتولد الرغبة في التحمل والصبر.
متى يجب على الطفل زيارة طبيب الأسنان؟
نصيحتنا لكل الأمهات ضرورة زيارة الطفل لطبيب الأسنان بصفة دورية كل ستة شهور بدءً من عمر العام ونصف، وذلك لأن التسوسات البسيطة قد تتسبب في تهدم الأسنان، وبالتالي فقدان الفراغ اللازم وجوده لخروج الأسنان الدائمة بشكل مستقيم، ويُشدد على هذه الزيارات الدورية خصوصاً خلال الفترة البينية من بعد الأسنان المؤقتة وحتى الأسنان الثابتة، وكذلك الحال مع ملاحظة أي اضطراب في الشكل الجمالي للأسنان أو اضطراب في وظائفها ووظائف الفم بشكل عام فعليها استشارة الطبيب فوراً.
ما مدى ضرر الأسنان من عادة مص الإصبع؟
إذا استمرت هذه العادة مع الطفل لما بعد مرحلة تبديل الأسنان، أي ما بعد عمر الست أعوام، فقد يؤثر ذلك على هيكل وعظام الفك بما يغير في شكل وتناسق نموها، ولذلك لابد من علاجها بشكل سريع قبل الحاجة إلى عمليات جراحية فموية لتعديل نسق الفكين، ويتماثل الحديث عن مص الإصبع مع الحديث مع استخدام الطفل للهاية الأطفال، فالإثنين متساويين في الضرر.
من المنوط به معالجة الإطباق عند الأطفال، طبيب التقويم أم طبيب أسنان الأطفال؟
اختتمت “د. رحاب حكمت” تقويم أسنان الأطفال والتقويم الوقائي من صلب عمل أخصائي أسنان الأطفال، وهذا لا ينفي إمكانية استشارة أخصائي التقويم لأخذ الرأي الطبي السليم، لكن القائم بالعلاج فسيكون أخصائي أسنان الأطفال بالتنسيق مع طبيب التقويم.