يُعد الناسور الشرجي من الأمور التي تؤلم المريض والتي تسبب له الإحراج عند الجلوس مع الغير بسبب الروائح الكريهة التي تظهر مع هذه الحالة المرضية التي تشبه حالة الباسور، لذلك يجب المتابعة مع الطبيب المختص فور الشعور بأية أعراض أو آلام خاصة بالناسور الشرجي حتى لا يحدث خطأ طبي في التشخيص ومن ثم تفاقم الأعراض الجانبية التي يشعر بها المريض.
ما الفرق بين الباسور والناسور الشرجي؟
ذكرت الدكتورة نغم القرة غولي ” أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار ” أن هناك البعض ممن يعتقد أن الباسور هو نفسه الناسور الشرجي ولكن هناك اختلاف بين كليهما حيث أن الباسور يظهر في صورة لحمية في منطقة الشرج كما أنه قد لا يظهر ويكون داخلي، أما الناسور الشرجي ففيه المريض قد لا يرى أي شيء يخرج من الظهر عدا نقطة صغيرة تُخرج قيح أو إفرازات تتسبب في الحكة ويخرج منها رائحة كريهة أو دم في بعض الحالات، وهذه النقطة الصغيرة لها امتداد لا يراه المريض في الشرج وإنما هو عبارة عن قناة أو التقاء بين سطحين ليس من المفترض أن يكون موجوداً في هذه المنطقة وليس كما الناسور الطبيعي الموجود في الجسم.
ما هي أعراض وأنواع الناسور الشرجي؟
يمكن أن يشعر المريض عند تعرضه للناسور الشرجي ببعض الآلام أثناء الإخراج أو أثناء الجلوس كما أنه قد لا يشعر بأي ألم ولكنه يُحرَج اجتماعياً بسبب وجود إفرازات وروائح كريهة إلخ إلخ..
هناك العضلة الداخلية وأخرى خارجية مقسمة إلى 3 أماكن، وحسب هذه العضلات نقوم بتقسيم أنواع الناسور ومن ثم يختلف نوع العلاج.
يجدر الإشارة إلى أن الناسور الشرجي يصيب الرجال بدرجة أكبر من النساء في أي عمر ولكنه يزيد في عمر الأربعينات كما أن الناسور الشرجي هو حالة مرضية يصاب بها ما يقرب من 40% من الأشخاص، لذلك فإن هذا الناسور هو أمر شائع يجب علاجه فور تشخيصه من قبل الطبيب المعالج.
تابعت ” غولي “: يتم تقسيم أنواع الناسور حسب مكانه وهنالك مشكلة قد تحدث في تشخيص الناسور حيث يعتقد بعض الأطباء أن الناسور الشرجي هو باسور ويكون ذلك بسبب خطأ طبي يقلل من فرص العلاج، وعند وضع المريض بوضعية تشبه وضعية الولادة فيمكننا ملاحظة وجود دهن من جهتي منطقة الشرج ويمكن أن يمتد الناسور بين العضلات ليصل إلى هذه الدهون.
بالرجوع إلى التقسيم يمكننا القول أنه إذا كان الناسور يمر بالعضلة الداخلية للشرج فهذا يُصنف على أنه نوع بسيط ويمكن علاجه بكل سهولة عن طريق الجراحة وتزيد فرصة نجاحه لتصل بين 40 و 50%.
أما النوع الثاني من أنواع الناسور الشرجي فهو يمر بالعضلة الأولى والعضلة الثانية ثم يُفتح بعدها على الجلد ليتكون في مسار الشرج.
أما النوع الثالث فيمر بالعضلتين ولكنه يرتفع إلى العضلة الخارجية ليخرج من مساره ويمكن أن يصل عبر الدهن سالف الذكر، ويعتبر هذا النوع هو أصعب أنواع الناسور الشرجي لأنه يمر بين عضلتين وهما المهمين بدرجة كبيرة للتحكم في الإخراج ومن ثم يصعب استئصاله وعلاجه بدون التأثير على عملية الإخراج.
ما هي كيفية علاج الناسور الشرجي؟
لابد للمريض قبل إجراء العملية الجراحية للناسور الشرجي أن يتم سؤاله عن فقدان السيطرة على الإخراج من عدمه لأن ذلك يؤثر على نجاح العملية.
يمكن لمريض الناسور الشرجي تحديد ما إذا كان الناسور الشرجي وصل لحالة متقدمة أم لا عن طريق وضعية جلوسه لتظهر الشرج على شكل ساعة ويتم رسم خط وهمي موازي لها ومن ثم نقرر ما إذا كانت حالته خطيرة من عدمه، ويمكن علاج الناسور عن طريق استخدام خيوط السيتون ووضعها مكان الناسور ونترك المريض قرابة 6 أسابيع ليتم علاجه بهذه الطريقة بعد مرور هذه المدة لنفتح مكان الناسور في المراحل التي يشعر فيها بالالتهاب أو بالمراحل المعقدة حتى نحافظ بهذه الخيوط على العضلة ولا نضطر حينها إلى قصها ونؤثر على عملية الإخراج.
يعتمد علاج الناسور الشرجي في الأساس على الجراحة ويمكننا استعمال الأدوية فقط لتساعدنا في تخفيف الالتهابات التي يشعر بها المريض.
وأخيراً، يمكننا اللجوء إلى طريقة أخرى في العلاج وهي ما تعتمد على سديرة المستقيم المتقدمة وفيها نقوم بأخذ جزء نظيف من المستقيم ونقحف الجزء الملتهب ومن ثم يُشفى المريض ونستعمل في هذه الحالة قطعة من الحديد لتدلنا على مسار الفتحة الداخلية والخارجية للشرج، ويجب التأكيد على أن علاج الناسور الشرجي قد لا ينجح من أول جلسة وإنما قد يمتد لعملية أخرى بعد 6 أسابيع، لذلك يجب على مريض الناسور المتابعة مع الطبيب المختص.