يعتبر ارتفاع الكرياتينين في الدم هو مؤشر قد يكون غير جيد أو غير صحي للإنسان لأنه يؤثر على عمل الكلى وقد يتسبب في فشل عمل الكلى في مرحلة متقدمة، لذلك يجب علينا الحفاظ على الفحص الدوري للكرياتينين مع ضرورة اتباع العادات الصحية والغذائية التي تحافظ على نسبة بسيطة من الكرياتينين في الدم، ومن بين هذه العادات هي التقليل في تناول البروتينات خاصة اللحوم الحمراء مع أهمية الإكثار من شرب السوائل والتخفيف من النشاط البدني أو الرياضات المهلكة للعضلات قدر الإمكان.
ما هو الكرياتينين؟
ذكرت الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أن الكرياتينين هو عبارة عن فحص دم يحدد مدى عمل الكلى بالطريقة الصحيحة، وهو عبارة عن نسب الأوساخ أو نسب السموم التي يتخلص منها الجسم عبر الكلى.
يذهب الدم إلى خلايا فلترة الدم الموجودة في الكلى ثم يتخلص الجسم من العديد من السموم والأوساخ بالإضافة إلى السوائل المنحبسة الزائدة عبر الكلى عبر البول، وفي حالة عمل الكلى بشكل طبيعي فلا يجب أن يكون هنالك ارتفاع في مستوى الكرياتينين وهو مؤشر نسب الأوساخ أو السموم الموجودة في الدم ولكن في حالات عدم عمل الكلى بالطريقة الصحيحة أو في حالات العمل القصوى للكُلى فهنا يكون هنالك مشاكل في نسبة الكرياتينين في الدم.
ما هي النسب الطبيعية للكرياتينين في الدم؟
عادةً ما تكون النسب الطبيعية للكرياتينين للرجال هي بين 0.9 إلى 1.3 ملجم بينما تصل نسبة النساء من الكرياتينين الطبيعي من 0.6 إلى 1.1 ملجم وهذا يختلف حسب الكتلة العضلية الموجودة في الجسم والتي تختلف ما بين الرجال والنساء حيث أن النساء لديهم كتلة عضلية أكبر من النساء ومن ثم تزداد نسب الكرياتينين في الجسم مقارنةً بالنساء – وفق ما أشارت إليه رند الديسي.
بشكل مبسط يمكننا القول أن الكرياتينين هو عبارة عن سموم وأوساخ تنتج نتيجة تكسر الكرياتينين الموجود في الكتلة العضلية مما يؤدي إلى إنتاج الكرياتينين الضار، وفي حالة عمل الكلى أكثر من اللازم فإننا نتعرض إلى زيادة نسب الكرياتينين الموجود في الدم.
ما هي أعراض زيادة نسب الكرياتينين في الدم؟
هناك بعض الأعراض أو المؤشرات لزيادة نسب الكرياتينين في الدم وهذه الأعراض تستدعي ضرورة فحص الكرياتينين في الدم، ومن بين هذه الأعراض هي الشعور بالتعب الدائم والهزال وقلة في الشهية واحتباس السوائل في منطقة الرقبة والبطن وحول مفصل اليد والكاحل بجانب وجود تغيرات في نسب إخراج البول في اليوم الواحد كما يمكن التعرض في بعض الحالات إلى الاستفراغ والغثيان.
إلى جانب ذلك، من الضروري فور ما نتعرض لهذه الأعراض أن نتجه إلى أسباب رفع نسب الكرياتينين الموجود في الدم من بين هذه الأسباب هي تناول نسب عالية جداً من البروتين وبالأخص الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سابقة في الكلى.
يعمل انسداد المسالك البولية كذلك في زيادة نسب الكرياتينين بجانب الجفاف وقلة تروية الكلى بسبب تفاقم مشاكل الكلى والقلب، وهنا يأتي دور التغذية العلاجية لعلاج زيادة نسب الكرياتينين في الدم والذي يعتبر مؤشر واضح لفشل الكلى مما يؤدي إلى غسيل الكلى في مرحلة متقدمة.
ما هي الأغذية الصحية للوقاية من زيادة نسب الكرياتينين في الدم؟
هناك طرق غذائية يجب علينا اتباعها للوقاية من زيادة نسب الكرياتينين مع ضرورة التوقف عن ممارسة الرياضة المتعبة أو المجهدة على الرغم من أن الرياضة لها دورها في الحفاظ على الكتلة العضلية ونزول الوزن ولكن الرياضة المتعبة للشخص تعمل على تكسير العضلات خلال التمرين مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الكرياتينين في الدم وخلال ساعات النوم تعود تلك العضلة كما كانت قبل تكسرها أثناء إجراء التمرين الرياضي.
أضافت ” رند “: يجب علينا الحد من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكرياتينين خاصة لفئة الشباب المراهقين الذين يأخذون مثل هذه المكملات لبناء كتلة عضلية أكبر وهذا يعتبر مؤذي ويساعد على فشل في عمل الكلى في العديد من الحالات.
من الضروري كذلك التقليل في نسب البروتين خاصة البروتين من اللحوم الحمراء لأن الدراسات تثبت أن تعرض اللحوم الحمراء إلى درجات حرارة عالية يزيد من نسبة إنتاجية الكرياتينين الموجود بها وإنما يمكن استبدال اللحوم الحمراء بالخضروات مع الابتعاد عن الخضروات الورقية الداكنة حتى ما نرفع نسب الفوسفور والبوتاسيوم والتي تتطلب جهد كبير لعمل الكلى، ويجب علينا زيادة نسب السوائل في الجسم لأن ذلك يساعد الكلى على التخلص من السموم والأوساخ المتراكمة في الجسم بطريقة أفضل.
إضافة إلى ذلك، هناك مكملات التشيتسون الغذائية وهي عبارة عن السكريات المستخلصة من القشور الخارجية للمحار والجمبري والمأكولات البحرية ولها دور في عمل مادة لزجة موجودة بشكل طبيعي في المعدة وهذا يؤدي إلى انخفاض في نسب الكرياتينين الموجود في الدم، كما أن هذه المادة أو تلك المكملات تُستخدم في الأساس لنزول الوزن حيث أنها عبارة عن مادة لزجة تُنفخ داخل المعدة لتؤدي إلى الشعور بالشبع وقلة في امتصاص الدهون.
هناك البعض ممن يعاني من احتباس السوائل في الجسم ويخشى حينئذ شرب كميات أكبر من الماء حتى لا تزيد نسبة الماء المنحبس في الجسم ولكن هذا يعتبر اعتقاد خاطئ لأن السوائل المنحبسة في الجسم هي نتيجة الأملاح الموجودة والتي تتطلب ضرورة شرب كميات أكبر من السوائل للتخلص منها.
وأخيراً، يعتبر أكثر الفئات عُرضة لزيادة نسبة الكرياتينين في الدم هم كبار السن حيث يقل استهلاك السوائل بجانب مرضى السكري لأن الارتفاع الدائم في السكر يؤدي إلى قلة في تروية الكلى بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف أو فشل عضلة القلب الذي بدوره يؤدي إلى مشاكل الكلى، هذا إلى جانب الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من زيادة الكرياتينين في الدم.