هناك فرق كبير بين كل من القرية والمدينة لما تمتلكه كل واحدة من مميزات وعيوب وصفات على حدة، وفي هذا المقال؛ سنقوم بتسليط الضوء على بعض الجوانب التي من شأنها توضيح الفرق بين القرية والمدينة.
القرية والمدينة
القرية هي عبارة عن تجمع سكاني لمجموعة صغيرة من السكان الذين لا يتجاوز عددهم 15 ألف نسمة على الأكثر، والذين يمتلكون مجموعة من العادات والتقاليد التي لا يستطيع أي فرد مخالفتها أو الخروج عنها. تتميز الحياة في القرية بالبساطة والهدوء، كما انها تتميز بالحياة القبلية حيث يخضع سكان القرية لمجموعة من القوانين القبلية وليس المحاكم والتي قد ينتج عنها انتشار الفوضى في كثير من الأحيان.
أما بالنسبة للمدينة؛ فهي عبارة عن تجمع سكاني لمجموعة كبيرة من السكان الذين قد يتجاوز عددهم المليون نسمة.
تتميز الحياة في المدينة بالتحضر، وضخامة وفخامة المنشآت والمباني، وتنوع وتطور مجالات الحياة وتخصصاتها. يتبع سكان المدينة مجموعة القوانين التي يتم تحديدها من قِبل النظام والتي يُطلق عليها اسم الأحكام المدنية.
في الحقيقة؛ المدينة ما هي الا تطور لشكل القرية، فجميعنا نعلم ان حياة الإنسان في تطور مستمر، فقد بدأت حياة الإنسان وقد كانت تتسم بالبدائية الشديدة، ثم بدأت بالتطور لعدة أشكال حتى وصلت لشكل القرية، ثم تطورت وتطورت حتى وصلت لشكل المدينة والتحضر الذي هي عليه الآن.
مميزات القرية والمدينة
إذا نظرنا في حياة القرية والمدينة؛ فإننا سنجد أن لكل منهما مجموعة من المميزات التي تميّز الحياة بداخل كل منهما. فتتميز القرية بقلة عدد سكانها، وقلة التلوث، والبساطة، وقوة الروابط الاجتماعية، والحفاظ على العادات والتقاليد واحترامها، والضبط الاجتماعي حيث يحترم السكان الأعراف ويقوموا بنقلها من جيل إلى آخر دون أن تتأثر بأي تطور يحدث حولها.
أما بالنسبة للمدينة؛ فنجد أنها تتميز بكبر مساحتها، وفخامة معمارها، وقوة التعليم بها، وارتفاع مستوى المعيشة نتيجة تنوع المجالات والتخصصات المختلف في ميادين العمل، وتوفر العلاج وتطور المجال الطبي والصحي، وتوفر الخدمات الأساسية المهمة لجميع السكان.
عيوب القرية والمدينة
لكل من القرية والمدينة مجموعة من العيوب الناتجة عن طبيعة الحياة في كل منهما. بالنسبة للقرية؛ نجد ان هناك إهمال للتعليم، كما ان هناك اهمال للجانب الطبي والعلاجي فعلى سبيل المثال: يمكننا ان نجد مركز طبي واحد في القرية الواحدة ذو إمكانيات بسيطة. يخضع سكان القرية للقوانين القبلية التي يمكن أن ينتج عنها إنتشار للفوضى. كذلك تتسم القرية بصغر مساحتها لذا نجد البيوت متلاصقة بشكل عشوائي وغير متحضر.
أما بالنسبة للمدينة؛ فنجد ان هناك غياب للعادات والتقاليد لتأثر السكان بالتطور الذي يحدث حولهم، كما تعاني المدينة من ارتفاع عدد السكان بها، وزيادة معدل التلوث البيئي مع مرور الوقت، وعدم توافر الغذاء الصحي، وسيطرة الروتين على الحياة بشكل عام لاحتياج سكان المدينة إلى العمل المستمر لكسب المال لكي يتمكنوا من توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.
الفرق بين القرية والمدينة
مما سبق يمكننا أن نستنتج أن المدينة ما هي الا تطور لشكل ومفهوم القرية في العديد من الجوانب، وفيما يلي أهم النقاط التي توضح الفرق بين القرية والمدينة:
- تتميز الحياة في القرية بالسلام والهدوء مقارنة بالمدينة، مما يجعل الكثير من الناس يفضلون الحياة بها بعيداً عن ضوضاء المدينة والازدحام.
- المدن هي عبارة عن مجموعة من القرى التي توسعت لتضم قرى أخرى مجاورة مكونة المدينة.
- تفتقر القرى في كثير من الأحيان لمرافق النقل والخدمات الهامة، وكذلك محدودية فرص العمل مقارنة بالمدينة.
- لا يوجد رئيس بلدية في القرية حيث ان سكانها لا يخضعون للقوانين المحلية، فالقرية ما هي الا جزء من البلدة.
- تتميز المدن بتوافر المدارس التي تقدم مستوى عالي من التعليم على عكس القرية التي تفتقر إلى ذلك.
- تتميز المدينة بمستوى عالي في النشاط الاقتصادي على عكس القرية، فيوجد بالمدينة البنوك والمؤسسات التجارية الأخرى مما يجعلها مكان ذو نشاط اقتصادي يوفر لسكانه فرص أفضل مقارنة بالقرية.
في الحقيقة؛ الحياة في القرية تختلف كل الاختلاف عن المدينة. وبالرغم من كل التطور والامكانيات الموجودة بالمدينة، الا اننا نجد ان هناك بعض الناس يفضلون العيش في القرية للتمتع بالبساطة والهدوء والنظافة واحترام العادات والتقاليد، بينما يفضل آخرون العيش في المدينة للتمتع بالرقي والتحضر والازدهار العمراني والتطور في كافة المجالات.