لماذا تواجه الأمهات صعوبات في تغذية الأطفال؟
قالت الأستاذة “رُبى مشربش” أخصائية التغذية: من الطبيعي وجود إختلافات بين الأطفال من حيث الشهية وكمية الطعام التي يتقبلونها، وما يجب على الأم معرفته أن معدل النمو منذ الولادة وحتى عمر العام يكون سريع جدًا وبدرجة ملحوظة جدًا ومن ثَم يحتاج إلى كميات أكبر من الحليب والغذاء، بل وعلى عمر السبعة شهور تزيد شهيته نحو تجربة أنواع جديدة من الطعام، أما بعد إتمامه للعام الأول من العمر يبدأ معدل النمو في الإنخفاض والتباطأ، لذلك من الطبيعي جدًا أن تقل كمية الطعام التي يتناولها وكذلك تنغلق شهيته نحو الطعام من عمر العام وحتى الثلاث أعوام. ومن ناحية أخرى تبدأ إهتمامات الطفل بعد عمر العام في التغير حيث يبدأ في إستكشاف ما حوله مع محاولته للوقوف والمشي، وبالتالي تنصرف إهتماماته إلى أمور أخرى غير الغذاء.
لذلك على الأم الإطمئنان الكامل في أن إنخفاض شهية الطفل بعد عمر العام من الأمور الطبيعية جدًا، ومن الطبيعي أيضًا أن تمر على الطفل أيام يأكل فيها بشكل جيد وأيام أخرى تَعِف نفسه وشهيته الطعام ويكتفي بأشياء بسيطة لا تُذكر، وهذا يلغي التصور الخاطئ العالق بأذهان الأمهات بأن الطفل لابد وأن يلتهم كميات كبيرة من الطعام كدليل فعلي على الصحة البدنية.
وتابعت “أ. رُبى” قائلة: ومن صعوبات تغذية الأطفال أيضًا عدم تقبل الطفل لكل أنواع وأصناف الغذاء كأن لا يحب الطفل تناول الخضروات أو الفاكهة مثلًا، وهنا يأتي دور الأهل في خلق القدوة للطفل، لأن الأطفال عمومًا في الأعمار الصغيرة يرغبون في تقليد الكبار في كل شيء، وبالتالي حل مشكلة كره الطفل لصنف معين هو بإختصار تناول الوالدين لهذا الصنف أمام الأطفال حتى يقلدونهم، كذلك يجب تجنب فكرة الإجبار على تناول أصناف بعينها هذا الإجبار سيأتي بنتائج عكسية لا محالة في زيادة كره الطفل لهذا الصنف الغذائي، وبشكل عام لا داعي للإجبار طالما أن الطفل ينمو بشكل طبيعي ولا يعاني من مشكلات صحية، وبدلًا من الإجبار يمكن ترغيبه بطريقة يحبها أو إعداد الصنف الغذائي بطريقة هو يحبها أو إمداده بالعناصر الغذائية الموجودة في هذا الصنف الغذائي من أغذية أخرى يفضلها الطفل ويحبها، لكن القلق على تغذية الطفل إذا ما حدث وامتنع عن تناول الطعام بمجمله ولأيام متواصلة أو إذا تتابعت الأيام التي يأكل فيها الطفل أغذية غير صحية وإكتفاءه بها فهنا يلزم معرفة أسباب الخلل ومعالجتها.
ما أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في عمر العام؟
نبهت “أ. رُبى” على أن أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل حتى إتمام عامه الأول من العمر هي الكالسيوم وفيتامين D نظرًا لأن نمو العظام في هذه الفترة يكون بشكل جِدي ومتسارع، لذا يتوجب على الأمهات التركيز على تغذية الطفل بالحليب وعند وجود أي مانع من تناوله يتوجب التركيز على مشتقاته وتوابعه مثل الأجبان والبيض، ويتوجب على الأم أيضًا محايلة الطفل لشرب الحليب حتى بخلطه بالفواكهة كالموز للوصول في النهاية إلى إمداد جسم الطفل بحاجته الضرورية من الكالسيوم.
ويحتاج الأطفال من الذكور إلى 1000 سُعر حراري في اليوم، وتحتاج الإناث إلى 900 سُعر حراري، وهذا المعدل من السعرات الحرارية يمكن الحصول عليه من ما يعادل فعليًا حصتين (كوبين) من الحليب وثلاث إلى أربع حصص من النشويات ومثلها من الفواكهة والخضروات مجتمعة وكذلك ما يتراوح بين 60 إلى 120 جرام من البروتينات.
هل من أمثلة واقعية لغذاء الطفل في عمر العام؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أنه يمكن إعداد وجبات غذائية لطفل في عمر عام بالصورة الآتية:
• شريحتين من الجبن الشيدر الطبيعي وليس المُصنع موزعتين على الإفطار والعشاء لإمداد الجسم بـ 30 جم من البروتين في كل وجبة.
• يمكن إستبدال الجبن الشيدر بالجبن الأبيض الخالي من الملح.
• كوب واحد من اللبن كامل الدسم مرتين في اليوم مع الإفطار والعشاء، وبعد عمر العامين يمكن البدء في تغذية الطفل على المنتجات قليلة أو خالية الدسم، وبشكل عام يفضل تغذية الطفل على أصناف الحليب المدعمة بالفيتامينات والمعادن.
• إذا رغب الطفل في خبز التوست فيمكن تغذيته بشريحة واحدة منه على وجبة الإفطار وأخرى على العشاء وهي كمية مناسبة للنشويات التي يحتاجها.
• يمكن إستبدال شريحة التوست بربع رغيف من الخبز الأسمر مع كل وجبة فهي كمية كافية جدًا.
• بإعتبار أن الطفل في حاجة إلى ما لا يقل عن ثلاث حصص من الخضروات يوميًا فيمكن توزيعها على الوجبات حيث يتناول الطفل حصة من الخيار أو الجزر مع الإفطار ونوع آخر مثل الطماطم أو الزيتون الطبيعي مع العشاء وفي الغذاء حصة واحدة من الخضروات المطبوخة.
• يحتاج الأطفال إلى قطعتين صغيرتين من البروتين الحيواني طوال اليوم، مع التنويع فيهما فيُخصص اللحم لمرتين في الأسبوع وباقي الأيام ما بين الدجاج والأسماك.
• لا يحتاج الطفل في وجبة الغذاء أكثر من نصف كوب أرز أو مكرونة أو قطعة صغيرة من البطاطس أو البطاطا.
• يحتاج الطفل إلى ثمرتين من الفاكهة يُوزع تناولهما على ساعات اليوم، وفي مراحل معينة من عمر الطفل قد لا يرغب في تناول أنواع معينة من الفواكهة لذلك يجب تعويض ذلك بأنواع أخرى أو تعويضها بالخضروات للوصول في النهاية إلى حاجة جسمه منهما.
ووجب تنبيه الأمهات على أن أي زيادة غير طبيعية في وزن الطفل في هذا العمر هو دليل على بداية تكوّن الخلايا الدهنية لذلك وجب الإحتياط والحذر، كذلك إذا لم تحدث الزيادة الطبيعية في وزن الطفل بمرور الشهور وظل وزن الجسم متوقف عند حدود معينة يلزم إستشارة الطبيب لمعرفة الأسباب وعلاجها.
هل يُسمح للأطفال في عمر العام بالشيكولاتة؟
اختتمت “أ. رُبى” قائلة: من المحبذ التقليل جدًا من الحلويات والسكريات وقصر تناولهما على المناسبات العائلية والأعياد فقط، لكن أن تكون الحلويات غذاء يومي للطفل فهذا نمط غذائي ضار صحيًا.