نعلم جميعاً أن سماع النكات الطريفة يسبب الضحك، كذلك التعرض لمفاجئة سارة أو عند ذهاب الشخص لمدينة الملاهي أو عند مشاهدته لفيلم كوميدي، ولكن هل سمعتم يوماً أن هناك غاز يسبب الضحك! نعم انه الغاز المضحك أو غاز أكسيد النتروز أو غاز النتروز.
ما هو الغاز المضحك أو غاز النتروز؟
غاز النتروز (Nitrous oxide) أو الغاز المضحك هو غاز عديم اللون يتم تحضيره بواسطة تسخين نترات الامونيوم، وذلك عند درجة حرارة 170م، ويعتبر هذا التفاعل هو تفاعل طارد للحرارة.
يتميز غاز النتروز برائحته المقبولة ومذاقه الطيب. تم استخدام هذا الغاز كدواء ترويحي والذي قد يؤدي إلى ادمانه في كثير من الأحيان.
لماذا سُمي هذا الغاز بالغاز المضحك؟
تم اكتشاف غاز النتروز أو الغاز المضحك في عام 1771م بواسطة جوزيف بريستلي. قام بعد ذلك العالم الكيميائي همفري ديفي بتجربة استنشاقه والتي أدت إلى اكتشاف آثاره في إثارة الضحك؛ حيث اكتشف أن استنشاق كمية قليلة من هذا الغاز تتسبب في توليد رغبة في الضحك، لذا سُمي هذا الغاز بالغاز المضحك.
بدأ الاستخدام الحقيقي والمتعدد للغاز المضحك في العديد من المجالات منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وسيتم شرح استخداماته في المجالات المختلفة فيما يلي:
استخدامات الغاز المضحك
يُستخدم الغاز المضحك (Laughing GAS) في العديد من المجالات، ولكن قبل التعرف على استخداماته، علينا أولاً أن نتعرف على عمل الغاز داخل جسم الإنسان. يدخل هذا الغاز مجرى الدم من خلال الرئتين عند استنشاق الشخص له، ثم يصل إلى الدماغ سريعاً، ثم يقوم باطلاق مجموعة من الغازات مثل الأفيونات الطبيعية، والإندروفين، والدوبامين، وهنا يبدأ عمله كمخدر عند استقراره داخل الخلايا العصبية في الدماغ.
يتم استخدام هذا الغاز كمخدر في عمليات التخدير خاصة في تلك العمليات التي لا يصحبها حدوث نزف كثير من الدم. كذلك يتم استخدامه كمسكن للآلام خاصة من قِبل بعض السيدات عند الولادة، لكنه يتسبب في الشعور بالغثيان والدوخة.
يستخدم غاز النتروز في تحسين الحالة المزاجية للشخص لما له من تأثير في توليد رغبة في الضحك لدى الشخص عند استنشاق القليل منه.
للغاز المضحك أو غاز النتروز استخدامات أخرى مثل تأخير فرص الاشتعال في سباقات السيارات، الأسمدة الزراعية، أنابيب الغواصيين، وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
طريقة استخدام الغاز المضحك
يتم خلط الغاز المضحك مع الأكسجين، ثم يتم تنفسه من خلال قناع خاص ليصبح مسكن موضعي. يبدأ تأثير ومفعول الغاز المضحك داخل جسم الإنسان خلال دقيقة واحدة فقط من تنفسه حيث يشعر الإنسان بالهدوء والراحة والسعادة، وقد يصل الأمر إلى شعور الشخص بالضحك. قد ينتج عن استنشاق هذا الغاز حالة من الادمان لدى بعض الأشخاص في كثير من الأحيان نتيجة تأثير هذا الغاز على الخلايا العصبية داخل الدماغ.
لا يتسبب هذا الغاز في نوم الشخص ولكنه يقوم بتسكين جميع الآثار الجسدية، كما يمكن أن يشعر بعض الأشخاص بالدوار فقط، أي أن الشخص يكون على دراية كاملة بما يجري حوله لكنه لا يشعر بأي أثر للألم بالجسم.
وهنا نوصيك بقراءة بعض معلومات ثمينة عن: ظاهرة الأورورا – تحليل دي ان اي – سمك القرش.
هل للغاز المضحك آثار جانبية على جسم الإنسان؟
قد يكون للغاز المضحك آثار جانبية وذلك عند استنشاقه بنسبة عالية، ومن أهم تلك الآثار ما يلي:
- يمكن أن ينتج عن استنشاق الغاز المضحك بنسبة عالية حدوث اضطرابات حركية.
- حدوث تلف لمادة المايلين التي تغطي الخلايا العصبية، مما ينتج عنه توقف وظائف الدماغ.
- نقص وصول الأكسجين إلى الرئتين، مما ينتج عنه حدوث صعوبة بالتنفس.
- قد ينتج عن استنشاق هذا الغاز حدوث هلوسة، فقدان السمع، الخرف، وضعف عضلات المثانة.
مما سبق ذكره يمكننا التوصل إلى دور الغاز المضحك أو غاز النتروز في تحسين الحالة المزاجية لدى الأشخاص، إلى جانب دوره كمخدر، ولكن يجب استخدامه تحت اشراف الطبيب المختص لتجنب حدوث أي أعراض جانبية بعد استخدامه.