سمحت الثورة التكنولوجية للإنسان بالوصول بشكل أوضح إلى المعلومات ولكنها من جانب آخر شكلت تهديداً من نوع جديد وهو العنف الرقمي، فكيف يمكننا محاربته وضمان أمننا الإلكتروني؟
ما هو مفهوم العنف الجندري؟
ذكر الدكتور صبحي الخطيب ” مدير مساق تعليمي في جامعة أمستردام للعلوم التطبيقية ” أن العنف الجندري يختلف عن كلمة جنس أو كيف الإنسان وُلد بيولوجياً سواء كان ذكر أم أنثى بينما تعني كلمة جندر تعني الدور الاجتماعي الذي يتوقعه المجتمع منا سواء رجل أو امرأة، لذلك فإن العنف الجندري هو العنف المبني على توقع المجتمع للدور الذي يقوم به الرجل أو المرأة التي قد تقوم بأشياء ليست من ضمن أدوارها المتوقعة منها كما يجدر الإشارة إلى أن العنف الجندري عادةً ما يمارسه البعض ضد المرأة فقط لكونها امرأة.
على سبيل المثال، إن العنف ضد المرأة الفلسطينية المقاومة هو في الأصل نتيجة كونها امرأة مقاومة، لذلك لا يمكننا أن نصف هذا العنف بالعنف الجندري.
على الجانب الآخر، عند تعرض المرأة للعنف على شيء ليس من المفترض أن تقوم به فإننا حينئذ يمكننا أن نصف هذا الفعل بما نسميه بالعنف الجندري.
ماذا يعني العنف الجندري الرقمي؟
تابع ” الخطيب “: يمكننا القول أن العنف الجندري إلى الشبكة العنكبوتية وهذا لأن الإنترنت هو انعكاس للمجتمع وكيفية وجودنا فيه، كما أن العنف الجندري الرقمي هو انعكاس للعنف الجندري العادي التقليدي ولكنه صار رقمي في هذه الحالة.
يمكننا تصنيف العنف الجندري إلى خمسة أنواع هي العنف الجسدي والجنسي والنفسي والكلامي والاقتصادي.
أما عن العنف الجندري الرقمي فإننا نركز في الأساس على العنف النفسي وباقي الأمور يمكنها أن تنتقل إلى الحيز الافتراضي، وهنا تكمن خطورة العنف الجندري الرقمي لأنه يتميز بأمرين غير موجودين في العنف الجندري التقليدي أولهما أنه إذا توقف المعتدي فإن الاعتداء لا يتوقف عكس العنف التقليدي، كما أن العنف الجندري الرقمي يحدث به تضخيم بدرجة كبيرة للأمور على شبكات الإنترنت بجانب وجود أكثر من معتدي في نفس الوقت – وفق ما ذكره مدير المساق التعليمي في جامعة أمستردام.
ما مدى وجود العنف الجندري الرقمي على الإنترنت؟
يمكننا القول أن الفرق بالأساس بين العنف التقليدي والعنف الجندري الرقمي هو أن العنف الجندري التقليدي يمكننا إيقافه بدرجة أكبر وأسرع عن العنف الجندري الرقمي لأن المعتدي يكون في العادة شخص واحد أو مجموعة صغيرة يمكن احتوائها أو إيقافها ووضع حد لها بينما العنف الجندري الرقمي فحتى إذا كان المعتدي شخص واحد فإنه بمجرد أن يضع مادته العنيفة على الإنترنت فإنها تكبر ويصعب السيطرة عليها ومثال على ذلك عندما نقوم بوضع صورة ما ليقوم البعض بعض ذلك بالتنمر عليها وتضخيمها أكبر من اللازم، وهنا تكمن خطورة العنف الجندري الرقمي حيث أن الاعتداء يمكن أن يأتي من شخص لا يعرف في الأساس الشخص الذي يمارس عليه هذا النوع من العنف لأن الاعتداء يأتي من وراء الشاشة أي يمكن أن يكون وهمياً.
كيف يمكننا تفعيل الأمن الإلكتروني؟
يجدر الإشارة إلى أن العنف الإلكتروني يبدأ بضرورة فهمنا المفاهيم الأساسية للخصوصية التي تعتبر شيء نسبي وشخصي لما يعكسه المجتمع على الإنترنت.
أما عن خطاب الكراهية فإن البعض يقوم بتدشينه أو تضخيمه من خلال الإنترنت عبر بعض الشركات الكبرى كشركة فيس بوك وجوجل وغيرها من الشركات تحاول أن تكون شركات ربحية في المقام الأول وفي النفس الوقت ترى أن عليها شبه مسئولية أو وصاية أخلاقية مجتمعية من خلال تفعيل كود أخلاقي يمكنها التحكم به.
أما الشيء الخطير فيما يخص مسألة الأمن الإلكتروني هو أننا نزيل هذا الحاجز لنتخطى أو نصطدم بحرية التعبير حيث تُسن الكثير من القوانين التي تبدوا كأنها تحمي خصوية الناس ولكنها في صحيح الأمر وُضعت حتى تحد من حرية التعبير عن الرأي.
وأخيراً، تبدأ قضية التمييز بين حرية الرأي واحترام الخصوصية وبين تدشين خطابات كخطابات الكراهية عبر الإنترنت من خلال التعليم والوعي عند الناس حيث أن الناس يجب عليهم الدراية بخصوصية الغير ومن ثم نحترم هذه الخصوصية دون أن يُفسر خطابنا على أنه خطاب كراهية.