يعمل انعدام التواصل العاطفي بين الشريكين تحت سقف واحد إلى انعدام في العلاقات وحدوث الطلاق العاطفي مما يعمل على تحول حياة هذين الشريكين إلى حياة رتيبة وباردة والخيانة في بعض الأحيان.
مفهوم التواصل العاطفي والطلاق العاطفي
قالت أخصائية في العلاقات الزوجية “سلمى بيروتي” في البداية يجدر علينا الإشارة إلى أن جميعنا يعرف أن العلاقة الزوجية علاقة مهمة بدرجة كبيرة من الناحية النفسية والاجتماعية لكلا الشريكين كما أن أسلوب التواصل يعتبر في نفس دائرة الاهتمام لأنه يؤثر كثيراً على نوعية العلاقة بين الشريكين، لذلك كلما كانت نتائج التواصل بين الزوج وزوجته مريحة وفيها تفهم ومودة ودفء كلما انعكس ذلك بطريقة إيجابية على علاقتهما ببعضهما البعض بجانب تأثير ذلك على تقديرهم لذاتهم وتقديرهم لبعضهم البعض والعكس صحيح، حيث أن أسلوب التواصل السلبي سينعكس حتماً هو الآخر على تلك العلاقة.
مؤشرات ودلائل حدوث الطلاق العاطفي بين الزوجين
بالنسبة للطلاق العاطفي فهو بمثابة مرحلة يمكن أن يصل إليها الزوجين عند غياب التواصل العاطفي بينهما مع غياب المشاعر المفعمة بالأمل والمحبة والدفء والآمال بينهما، ولكن قلما ما يكون الزوجين لديهم العشور بأهمية التواصل جيداً مع بعضهما البعض حتى يكون لديهم القدرة الكافية لمعرفة ذاتهما ومعرفة كليهما بطريقة أفضل وبالتالي في حالة عدم تواصل الشريك مع شريكه بحيث يمكنه التعرف على احتياجاته والأشياء التي تضايق نفسيته والأشياء التي تسعده يمكن أن يعرِّض الزوجين إلى الوقوع في مطبات هم بغنى عنها.
دوافع الخيانة الزوجية بين الشريكين
مع استمرار العلاقة بين الزوجين فإنه يخلقون مشاعر وأحاسيس معينة بينهما ولكن مع غياب التواصل فإن ذلك قد يزيد من الشعور بخيبة الأمل والاستياء والتفكير في اختيار الشريك منذ البداية، ومن هنا تمر العلاقة الزوجية بعدم تشجيع وقلة الحماس بينهما خاصة في حالة تصحيح ذلك الشعور من الشريك الآخر بالتفاهم والتواصل الجيد ومواساته في بعض الأحيان، لذلك يمكن للشريكين في هذا الجو العيش مع بعضهما البعض.
ولكن عيشة سطحية لا تحتوي على عمق ومحبة ودفء وتواصل مما يشعر أحد الشريكين بالوحدة مع الشعور بعدم القدرة على مواجهة تحديات الحياة مع شريك الحياة مما يدفع أحد الشريكين إلى بناء حائط بينه وبين شريكه في كثير من الأحيان، كما قد تدفع كل هذه الأمور السابق ذكرها في النهاية أحد الشريكين إلى التفكير في إقامة علاقة خارج إطار العلاقة الزوجية ومن ثَم تبدأ الخيانة الزوجية لعدم قدرة أحد الزوجين صون علاقته بشريكه الآخر.
هل يُعد الجهل بالشريك سبب رئيسي في الطلاق العاطفي؟
بالطبع يعمل عدم الوعي وعدم امتلاك المهارات الجيدة للتواصل مع الشريك على خلق نوع من التباعد بيه وبين شريكه لأن العلاقة الزوجية دائماً ما تكون بحاجة للتقبل والفهم والرضى واستحسان الشريك ومدحه وتقديره في كل الأوقات مع أهمية الشعور به وبمشاكله وأحلامه التي يمر بها على الدوام، ومع غياب هذه النوع من التواصل قد يتعرض الزوجين إلى الوصول إلى مرحلة من نضوب المشاعر والحب مما يؤدي في النهاية إلى حدوث مشاكل عديدة بينهما ومن ثم قد نصل إلى الخيانة الزوجية في نهاية المطاف.
وأنهت أخصائية العلاقات الزوجية ” سلمى بيروتي ” الحديث قائلة: أما عن علاج حالة الطلاق العاطفي بين الزوجين فيجب عليهما أن يعيا أهمية عدم الإهمال العاطفي بينهما مع التفكير بشكل دائم في طرق تقديم المودة والحب للشريك الآخر والاعتذار في حالة مضايقته بجانب أهمية الامتنان دائماً للشريك الآخر وما يقدمه له طوال الوقت، ومن ثَم يمكن لسفينة الحياة الزوجية الوصول إلى بر الأمان.