ما هو مفهوم الطب الوقائي؟
أوضحت د. رلي محمد راشد ” أخصائية باطنية” على أن الطب الوقائي ببساطة هو كيف يستطيع الطبيب أن يحافظ على صحة مريضه من أن يصبح عنده أي من الأمراض الأخرى، أو أن يصبح عنده أي مضاعفات أخرى لأي مرض، والطب الوقائي يعتبر من تخصص كل طبيب وليس طبيب بعينه، وبالتالي فإن الطب الوقائي يتمثل في الكشف المبكر للسرطانات، وتناول الألياف بكثرة، وأسلوب الحياة السليمة، وتقليل الدخان والامتناع عنه نهائياً، الامتناع عن الكحوليات، وتقليل الوزن، والحفاظ على وجبة صحية غذائية صحيحة.
وجدير بالذكر أن الطب الوقائي بحث في الكثير من الأمراض وتبين أنه يوجد علاج واحد فقط فعال جداً إذا تم استخدامه من قبل المرضى الذين يعانون من التهابات المفاصل ثلاث مرات يومياً وجد أن نسبة أخذهم لعلاج مسكنات الآلام بنسبة 47%، وإذا استخدمه النساء لمدة أربع ساعات وجد أنه يقل إصابتهم بأمراض القلب.
وهذا العلاج موجود دائماً في جميع الأماكن ويوجد من قديم الزمان حتى الآن، وهذا الدواء لو تم استخدامه ممن يعاني من القلق فإنه يعمل على تقليل مضاعفات القلق عندهم بنسبة 41%، ولو تم استخدامه ممن يعاني من الاكتئاب يقل بنسبة 30%، وإذا زادت جرعات هذا الدواء فإنه يقلل من مضاعفات الاكتئاب بنسبة 100%.
وهذا الدواء الفعال جداً هو التمارين الرياضية وعند الحديث عن التمارين فلا بد نتكلم عن الجري والجيم ولكن نتحدث عن المشي وهو من أبسط التمارين الرياضية وكما يقال قديماً “الحركة بركة”.
فقد تم إجراء العديد من الدراسات على المشي مع كل الأمراض وبالفعل عند البحث عن أي مرض والدخول إلى الوقاية فنجد أن أول شيء هو المشي أو تحسين اللايف ستايل، ويتم تحسين نمط الحياة عن طريق المشي، وبما أننا نتحدث عن المشي كعلاج وقائي للأمراض، وجدير بالذكر معرفة أن أي علاج له ثلاث جوانب هامة هي:
1. ما هي مدة العلاج؟
2. متي يتم تكرار العلاج؟
3. كم تبلغ شدة العلاج؟
وبناء على الدراسات عن المشي وبخصوص مدته فتبين بأن من يمشي لأقب من 10 دقائق متواصلة كأنه لم يفعل شيء من العلاج، ومن 10 دقائق حتى 21 دقيقة فإنه يقلل من نسبة إصابته بالأمراض أو المضاعفات بنسبة 12%، ولو أكثر من 21 دقيقة فتقلل الإصابة بالأمراض بنسبة 29%، وكلما زادت مدة المشي أكثر من 10 دقائق فكلما قلت نسبة الإصابة بالأمراض مثل الضغط أو مضاعفات أمراض السكري.
وكلما زادت فترة رياضة المشي فكلما قلت نسبة الإصابة بالأمراض ومن الممكن أن يكون المشي في نفس المكان أو إجراء تمرينات في المنزل وينصح الأطباء دائما بالمشي كل يوم نصف ساعة على الأقل لمدة خمس مرات في الأسبوع، حيث وجدوا أن أفضل الأنشطة التي يستطيع المريض أدائها هي المشي فالبالغين يستطيعوا ان يمشوا مدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع، وللأطفال ساعة واحدة في الأسبوع.
وعند التحدث عن الطب الوقائي لا نتحدث فقط عن الكبار ولكن نتحدث للأطفال أيضا حيث نجد أن أغلب الأطفال في وقتنا هذا يجلسون بالساعات وفي ايديهم التاب أو الأيباد، ولكن سابقاً قبل انتشار هذه التكنولوجيا كان الجميع يتنقلون ويتمشون كثيراً ويلعب الأطفال ويبذلون مجهود في اللعب وبالتالي يكون عندهم نشاط وقوة.
وفي الوقت الحالي نجد أن اغلب الناس تقل مناعتهم دائماً، حيث أن المناعة لها جانبين هما جانب التغذية وجانب الأنشطة الرياضية، ونتحدث عن جانب الأنشطة الرياضية فوجدوا في جامعة هارفارد دراسة قد تمت على مدار عشرون عاماً، وقاموا بأخذ عينات من الطلاب الخريجين وبحثوا في نمط حياتهم ممن كانوا يقوموا بأداء أنشطة رياضية أكثر ويمشون أكثر أو يقومون بأي نشاط وجدوا أن نسبة إصابتهم بالأمراض قلت بنسبة 29% ممن لم يمارسوا أي رياضة.
متى نقوم بتكرار هذا العلاج؟
أكدت الدكتورة / رلي محمد راشد على أنه عندما تمر 30 دقيقة سواء كانت متواصلة أو تم تقسيمها على كل 10 دقائق فإننا نتعامل على أساس ما هو مدى اللياقة القلبية والتنفسية، حيث انه كلما زادت اللياقة القلبية التنفسية كلما قلت الإصابة بالأمراض وعلى مر الزمان أكد كل من إبن سينا وأبو قراط على ان المشي الطويل أفضل علاج للأمراض.