ما هي أسباب الصداع؟
يقول “د. وليد البديوي” استشاري طب الأسرة بجامعة الملك عبد العزيز. الصداع قد يكون مرض وقد يكون عرض، المرض هو الشخص المصاب بصداع متلازم، أما العرض فيكون نتيجة لأسباب مرضية أخرى يكون أحد أعراضها. والصداع كمرض يمكن الشعور به نتيجة لعوامل مختلفة منها قلة النوم مثلا، وهو المرض الذي لا يستثني فئة أو شريحة معينة من البشر، فقد يصاب به الكبير والصغير والرجل والمرأة. أما ما نركز عليه بشكل جدي للوصول إلى أسبابه هو الصداع كعرض حيث يتطلب علاج الصداع هنا تشخيص وعلاج المرض المسبب له، ففي العلوم الطبية يتعامل الطبيب بحذر شديد مع المصابين بالصداع تحت سن الثلاثين للوقوف على المسبب الحقيقي له، حيث أن الصداع في غالبية هذه الحالات عرض لمرض أخطر.
من أسبابه المباشرة طول فترة النظر إلى الشاشات على اختلاف أنواعها ومشاهدتها في أوضاع جسمانية غير سليمة خصوصا وضع الرأس أثناء المشاهدة فآلام الرقبة مرتبطة ارتباطا وثيقا بآلام الرأس والصداع، كذلك قلة شرب المياة، والنوم المضطرب أو غير الكافي، متابعة شيء والتركيز فيه لفترات طويلة والثبات على وضع جلوس أو اتكاء واحد لفترة من الزمن تتألم معه رقبة الإنسان فيصاب بالصداع، عدم ممارسة التمارين الرياضية يؤدي إلى الشعور بالصداع، فالرياضة منوط بها تنظيم الدورة الدموية للجسم وعليه ومع عدم ممارسة الرياضة تتأثر الدورة الدموية للرأس فتحدث الإضطرابات ويشعر الفرد بالصداع، فصداع الشقيقة – على سبيل المثال – يحدث نتيجة اتساع الشرايين مما ينتج عنه زيادة كمية الدم المتدفق إلى الرأس لذلك يسمى صداع الشقيقة ألم النبض وهذا مثال جليّ عن أهمية ممارسة الرياضة لتحسين الدورة الدموية للرأس، كل هذا من الممارسات اليومية الخاطئة التي تؤدي إلى الشعور بالصداع.
كيف نفرق بين الصداع المرضي والصداع الناتج عن مرض عضوي؟
يوضح “د. البديوي” لكي يُفرق الفرد بين الصداع المرضي والعرضي عليه تحسين وتعديل السلوكيات اليومية والحياتية الخاطئة أولا، وعندها فقط يستطيع التفرقة، فإن زال الألم تبين له أنه صداع مرضي، أما إذا استمر الألم لزم عليه استشارة الطبيب، وفي بعض الحالات التي يشكو فيها المريض من ألم الصداع يتم اتخاذ بعض الإجراءات كقياس الضغط مثلا فإذا وجد مرتفعا أو منخفضا عن المعدلات الطبية المتعارف عليها يتم التدخل مباشرة ولا يُرجع الأمر لعادات أو سلوكيات في حاجة للتغير.
هل تغير منطقة الشعور بألم الصداع في الرأس له دلالة معينة؟
من الصعب أن تشير منطقة الألم في الرأس إلى طبيعة الصداع أو إلى سببه الرئيسي.
هناك العديد من الأمراض التي تسبب المرض كعرض من الأعراض الدال عليها، منها الجيوب الأنفية والأسنان كذلك الإمساك في بعض حالاته يكون الصداع عرض من أعراضه، وهنا وجب علاج أصل المرض للقضاء على مشكلة الصداع.
هل القهوة تعالج الصداع؟
مشروب القهوة يحتوي على مادة الكافيين وهي مادة تساعد على تحسين الوظائف الحيوية للدماغ عموما وكذلك الدورة الدموية مما ينتج عنه الشعور بذهاب ألم الصداع، ويتحمل الأمر شق نفسي آخر خاصة عند من يشربون القهوة بغزارة، فيحدث ارتباط نفسي بين الشعور بالصداع وقلة شرب القهوة والعكس.
كيف يتم تشخيص الصداع طبيا؟
وتابع “د. البديوي” هو مرض له ألم ظاهر يشعر به المريض ويشرح تفاصيله، والدور الطبي المنوط بالطبيب المعالج هو البحث في أسباب الصداع فإن كان ناتجا عن أمراض أخرى يبدأ في تشخيصها ومعالجتها، فكثير من الأحيان خصوصا في حالات المرض المزمنة يكون للمريض تاريخ طبي مع مرض معين أو أحد أفراد عائلته كنوع من الوراثة خصوصا في حالات مرضى الأورام السرطانية في الدماغ فيتعامل الطبيب المعالج مع هذه الحالات بجدية ويجري الفحوصات والتحاليل اللازمة للوقوف على ماهية المرض، أما إن كانت الحالة لا تشتكي إلا الصداع المجرد يتم تشخيصه على أنواعه المعروفة كصداع الشقيقة وصداع التوتر.
هل مشاكل النظر تسبب الصداع؟
وأردف “د. البديوي” تعتبر المشكلات في النظر أحد أهم أسباب الصداع، وفي العديد من الحالات يطلب الطبيب المعالج فحص النظر للوقوف على مدى صحته من عدمها، لأن ضعف النظر ومشكلاته خصوصا الخفية منها مسبب قوي ومتزامن للصداع بأنواعه.
ولا شك أن الإضطرابات النفسية تسبب الصداع، بل والصداع أيضا يسبب الإضطرابات النفسية، وهذا التلازم والترابط صعب الفكاك منه، ولتحديد أي من المرضين بدأ أولا يتم اللجوء إلى التاريخ المرضي للمريض وبها تتحدد طريقة العلاج.
يتوقف علاجه بالأدوية على نوعه نفسه، فصداع التوتر يُعرف طبيا بأنه شد في عضلات الرأس فيُتعامل معه بالأدوية والمضادات المرخية للعضلات، وفي أنواع أخرى للصداع قد لا يتطلب الأمر أكثر من حمام دافيء قبل النوم لزوال ألم الصداع.