في العقود الماضية لم يعرف الإنسان شيئًا عن الذكاء الانفعالي وكيفية استخدامه في التقدم بحياتنا، لذا سنتعرف معًا ما هو الذكاء الانفعالي وكيف استطاع العلماء تمييزه واستخدامه في التقدم وتطور حياة الإنسان!! قد يخسر البعض منا الكثير بسبب اتخاذ قرار متسرع مبني على الانفعالات، وتلك الخسارة قد تشمل أقرب الناس لدينا أو العمل الذي يُعتبر مصدر رزقنا، لكن الذكاء الانفعالي قد يساعدنا في تحسين حياتنا والتقدم بها وخاصة عندما يُعلمنا كيفية التحكم في الانفعالات.
مع التطور العلمي الذي نشهده الآن؛ حاول العلماء دراسة ماهية الذكاء بشكل جدي وخاصة عندما أصبح هذا المفهوم يُدرس في المدارس في مختلف أنحاء العالم وأصبح المعلمون يحاولون تنمية عقل الطالب لاستخدام قدراته بشكل أفضل، وفي النصف الأول من القرن العشرين؛ بدأ الباحث الشهير “ديفيد ويكسلر” دراسته حول أنواع الذكاء التي تحتاج إلى القياس، ومع تعدد الدراسات توصل إلى أن هناك أيضًا الذكاء الانفعالي، ليس هذا فقط، استطاع المعالج النفسي الانفعالي “ألبرت إليس” إكمال ما بدأ فيه ديفيد وتوصل إلى طرق تُساعد الناس في التحكم في انفعالاتهم باستخدام عقولهم، وتعددت الدراسات بعد ذلك في هذا المجال لقياس مدى فعالية هذا النوع من الذكاء على حياة الإنسان ومدى تأثير الانفعالات على حياة الناس.
ويُعتبر الذكاء الانفعالي هو قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره وانفعالاته واداراتها بشكل أفضل، وبهذا الطريقة يستطيع الإنسان الحفاظ على علاقاته مع الأخرين ومنح كل فرد في حياته حقه من المشاعر والعواطف، الذكاء الانفعالي ما هو إلا مجموعة من المهارات والقدرات الانفعالية التي تُحدد قدرة الإنسان في فهم ذاته وكيفية التعبير عنها بصورة حسنة، هذا بالإضافة إلى أنه تُساعد الإنسان في تحمل الضغوطات اليومية التي يتعرض لها وحمل المشاكل التي تواجهه.
ما هي عناصر الذكاء الانفعالي؟
التقييم الذاتي: ويُقصد بالتقويم الذاتي هنا؛ قدرة الإنسان على معرفة المزايا والسلبيات في شخصيته والعمل على معالجة تلك السلبيات، أن يتمتع الإنسان بالثقة بالنفس التي تساعده في فهم ذاته بشكل أفضل وتطويرها، التقييم الذاتي أيضًا يساعد الإنسان في إدارة علاقاته مع من حوله بشكل أفضل أنه يُدرك جيدًا كيفية التعامل معهم وحل الخلافات بينهم.
الانفعالات والعواطف تتحكم في الإنسان عندما يفقد القدرة على تحديد ذاته، عندما لا تُدرك ما هي المزايا التي تتمتع بها وكيف تستغلها وما هي نقاط الضغط التي تكون السبب في خسارة أقرب الناس إليك أو خسارة طموحك بالحياة.
التعاطف: قد يعتقد البعض أن الذكاء الانفعالي هو فقط السيطرة على العواطف والمشاعر، لكن التعاطف أيضًا هو من صور الذكاء الانفعالي وخاصة عندما تحل محل الآخرين وتُدرك ما يمرون به وتُراعي الظروف التي يمرون بها، التعاطف يساعدك في الحفاظ على الجانب الإنسان دون أن تسمح للآخرين استغلالك أو استغلال مشاعرك الطيبة تجاههم، لكن بقدرتهم على تمييز الظروف والمواقف التي يتعرض لها الأخرين، تستطيع اتخاذ قرار بكيفية التعامل والتواصل معهم.
ضبط العواطف والمشاعر: وهذا ما يُعد من أهم صور الذكاء الانفعالي، إذا تمكن الإنسان من السيطرة على عواطف أو التحكم بها بصورة حسنة؛ يستطيع أيضًا تنمية مهارة هذا الذكاء والتحكم في ردود الأفعال تجاه المواقف الطارئة التي يتعرض لها، ضبط العواطف هي السبيل الوحيد حتى لا يندم الإنسان على أي تصرف قام به، تنمية هذا النوع من الذكاء يُساعد كثيرًا الشخص الذي يتحمل المسئولية.
بناء العلاقات: الذكاء الانفعالي قد يُساعدك في معرفة كيفية بناء العلاقات على أُسس سليمة والقواعد الواجب تأسيسها في التعامل مع الأشخاص، ليس هذا فقط؛ الذكاء الانفعالي أيضًا فعال في الحفاظ على العلاقات وحمايتها من المشاكل أو الصعاب التي تتعرض لها، تنمية الذكاء الانفعالي في يُساعدك في تحديد ردود الأفعال ودراسة الشخصيات التي تتعامل معها جيدًا وهكذا تبني علاقاتك معهم على أُسس واضحة لا تتغير مع مرور الوقت.