كيف يُعرف سبب التهاب عصب الأسنان؟
قال “د. صقر العنزي” طبيب أسنان عام في مستشفى العسكري. قد يختلط وجود عصب الأسنان على بعض الناس، فبعضهم يظن وجود العصب خارج السن لا في السن نفسه، ثم قام بعرض لوحة تعرض تركيبة السن ووصفها شارحا:
فيها التاج: وهو الجزء العلوي من السن ويتكون من العاج، المينا (الأنسجة الصلبة). وهذا الجزء العلوي “اللب” وامتداده في القنوات العصبية هو ما يعطي الشعور بالألم. والسبب الرئيسي لالتهاب عصب الأسنان وهو امتداد سوس الأسنان حتى يصل إلى العصب، وهذا يعطي إشارات للعصب بالإحساس بشيء يضغط أو يؤثر على العصب مرة فمرتين فثلاث مرات، فيؤدي ذلك إلى التهاب العصب وبالتالي يمتد التسوس فتنتشر البكتيريا حتى تتمكن من العصب حتى يصل إلى مرحلة اللا عودة، فيلجأ المرء للمسكنات فيحدث خراج أو انتفاخ ويكون هذا في مرحلة متقدمة يكون العصب قد تمكنت منه البكتيريا حتى تنتشر جهة الجذور، فينتج التهاب أو احمرار في اللثة، ثم يأتي بعدها موضوع الانتفاخات، وهذا الالتهاب قد يمتد لأسفل الجذور فيسبب الخراج؛ وهو تجويف عظمي فيه سوائل نتيجة المقاومة، وهذه السوائل تنتشر باحثة عن نقطة ضعيفة تخرج منها، وقد تنتشر في الجزء السفلي أو العصب فتسبب مشاكل قد تصل للعضلات أو الغدة، ومن الممكن أن تصل إلى مجرى التنفس وهذا في مراحل خطيرة، كذلك خراج الأسنان العلوية قد يصل إلى العين في المراحل المتقدمة.
مراحل العلاج
قال إن أول مراحل علاج التهاب عصب الأسنان هي معرفة التشخيص الصحيح:
قد يكون السبب هو التسوس: نقوم بعمل اختبارات لعصب الأسنان ونشاهد ردة فعلة ومدى استجابته.
قد يكون السبب هو حادث أو كسور.
إذا كان العصب بالكامل ملتهبا تُفتح القناة العصبية وتُنظَّف وتُعقَّم للتأكد من عدم وجود بكتيريا، وتُرى أطوال القنوات، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة حشو الأعصاب بأقماع شبه مطاطية لها خواص حيوية ومضادة للبكتيريا، ثم مرحلة علاج العصب بأن تجف المنطقة تماما كي لا نعطي فرصة للبكتيريا بالدخول مجددا. فإذا مات العصب تكون المرحلة التي تليها هي الخراج ويكون في محيط حمضي، وسائل المخدر قاعدي عندها قد لا يتخدر المريض بشكل كامل فيصبح الأمر صعبا، لذلك تقوم بعض المضادات الحيوية بتخفيف الألم قبل علاج الأعصاب.
كيف تكون طريقة علاج الضرس الذي له “تلبيسة أو تركيبة” والعصب ملتهب؟
قال الدكتور: إذا كان الضرس أماميا فإنه في بعض الحالات يتم الحفر خلال التلبيسة وتُفتح القنوات ويتم علاج العصب ويُقفل بحشوة فوق التركيبة، ولكن الأفضل نزع التركيبة بشكل كامل ثم يُعالج العصب ثم تُوضع التركيبة بعد ذلك. ومعجون الأسنان أغلبه واحد، فهو عبارة عن تركيبات كيميائية قد تزيد أو تنقص قليلا لكنه لا يعالج ولا يحمي عصب الأسنان لصعوبة الوصول إلى العصب. ولمعيار الوحيد لمعرفة نجاح علاج العصب هو الألم؛ فإذا خف الألم تدريجيا كان العلاج ناجحا في الغالب وهذا يستمر من يوم إلى يومين، كذلك الأشعة تبين مدى نجاح عملية علاج عصب الأسنان ويلاحظ ذلك طبيب الأسنان.
هل يمكن أن يُصاب الأطفال بالتهاب عصب الأسنان نتيجة التسوس الناتج عن كثرة أكل الحلويات؟
أجاب الدكتور بأن تركيبة العصب عند الأطفال تكون مختلفة (الأسنان اللبنة) حيث يكون العصب أكبر، فيتمكن التسوس من العصب بشكل أسرع. وأشار إلى أن طريقة العلاج تختلف عند الأطفال عن الكبار حيث:
يُنزع الجزء العلوي فقط من العصب، وتوضع مادة تحمي باقي الجذور، أما إذا تمكن التهاب العصب من الجذور فيكون العلاج ممتدا من الجذور، لكن غالبا في الأسنان اللبنية يُنزع الجزء العلوي فقط من الالتهاب لإيقاف الالتهاب والألم وبعدها يوضع الحشو. فإذا لم ينجح علاج العصب في المرة الأولى بإمكان المريض علاجه مرة ثانية، ولهذا شدد على ضرورة المتابعة مع طبيب، فلو كان هناك التهاب تحت الجذور يتم عمل أشعة بعد ستة أشهر من علاج عصب الأسنان ليُرى ما إذا تم التئام المنطقة حول الجذور أم لا؟
وإذا كان هناك قصور في علاج عصب الأسنان سوف يفشل العلاج وتحدث له توابع ومشاكل؛ فلو كان الالتهاب بسيطا يتم فتح القنوات العصبية ويوضع مذيب لحشوات العصب السابقة، ويتم عمل علاج جديد للعصب لكن جلساته تكون أطول من الجلسات الأولى، أما إذا كان العلاج ممتدا إلى تحت الجذور بعد علاج العصب فإنه قد يحتاج في هذه الحالة إلى جراحة تحت الجذور تقوم بنزع شيء من الجذور، ومحاولة العمل على غلق أي منفذ للبكتيريا. والوقاية خير من العلاج، وتحدث عن الفوبيا من طبيب الأسنان وأوضح أن الأهل لهم الدور الأكبر في هذا؛ حيث يصورون طبيب الأسنان على أنه هاجس، فعلى الأهل تحبيب الأطفال في طبيب الأسنان والمتابعة الدورية لتجنب حدوث أي مشاكل.