ما هو التنمر؟ وما هي أنواعه؟
قالت اختصاصية الصحة العامة وعلوم التنمية “باميلا هندي” التنمر هو أحد صور العنف، حيث يمارسه الشخص الذي يشعر في نفسه القوة في مواجهة شخص آخر أضعف منه، وممارسة هذا النوع العنف يأخذ أشكال وأنواع عدة أهمها:
التنمر الجسدي: وخلاصته قيام المتنمر بضرب المتنمر عليه الذي يمثل الحلقة الأضعف، أو إيذاءه جسدياً، وهذه الصورة من التنمر تنتشر بشكل كبير بين الأطفال تحديداً.
التنمر اللفظي: وهو النوع الذي يقوم فيه المتنمر بإهانة المتنمر عليه لفظياً بالسب والشتم أو الإستهزاء والسخرية القبيحة.
التنمر الإلكتروني: وهو النوع الحديث الذي انتشر مؤخراً، وهذا النوع من التنمر يتعرض له البالغين والأطفال على حدٍ سواء، حتى إن بعض مشاهير الفنانين والإعلاميين ومشاهير السوشال ميديا يتعرضون له بشكل مكثف ويومي تقريباً، ويدخل تحت هذا النوع كل التصرفات المشينة التي تُتخذ في حق الآخرين مثل التعليق على منشوراتهم بألفاظ بذيئة أو بإرسال صور استهزائية أو مسيئة.
هل يمكن التعرض للتنمر من المحيط العائلي؟
التنمر كظاهرة غير محدود بأماكن أو بأشخاص معينين، فقد يتعرض له الإنسان أو الطفل في مكان العمل أو في الأماكن العامة، وكذلك في المنزل من المحيط الأُسري له، مثل تنمر الأخ الذكر على الأخت الأنثى أو ما نُسميه التنمر الجندري، كما أن التعرض للتنمر قد يأتي من شخص غريب لا تربطه علاقة عائلية أو علاقة زمالة مع المتنمر عليه، من هنا يتضح أن التنمر وارد الحدوث في كل زمان وفي كل مكان ومن كل شخص قريباً كان أم غريباً.
وتابعت “أ. باميلا” أما بخصوص التنمر الجندري على وجه التحديد فهو التنمر الذي ينشأ بناءً على الفروقات الجنسية، حيث نجد بعض الذكور يشعرون بقوتهم في مواجهة الأنثى الأضعف بطبيعة الحال جسمانياً ونفسياً، لذلك يقررون التعرض لها بالإيذاء سواءً البدني أو اللفظي، وقد يحدث العكس من خلال تعرض المرأة للرجل بالإيذاء بحجة السعي وراء إثبات القوة والقدرة على مواجهة المجتمعات الذكورية المسيطرة.
ما هي آثار التنمر على المتنمر عليه؟
تتركز آثار التنمر في مجملها على الآثار النفسية التي تتواجد بداخل من يتعرضون للتنمر، وقد تستمر معهم إلى نهاية العمر، فبطبيعة الحال أي إنسان يتعرض للإيذاء البدني أو اللفظي – خصوصاً في مراحل الطفولة – لابد وأن يترك ذلك خللاً ما في صحته النفسية، هذا الخلل الذي قد يدفعه إلى المعاناة من القلق والإكتئاب والأرق وقلة النوم والخوف من تكرار التنمر عليه مرة أخرى، هذا فضلاً عن الآثار الجسدية التي قد تبقى على الجسم حال التعرض للتنمر الجسدي.
ما الفارق بين التنمر والمشاحنات والإهانات الأخرى؟
أشارت “أ. باميلا” إلى أنه يكمن الفرق بين حالات التنمر وبين حالات المشاحنات الجسدية واللفظية المعتادة بين الناس في استمرارية تكرار التعرض للتنمر مع استمرارية تكرار التعرض من نفس الشخص المتنمر، فعند استمرار تعرض طفل قوي لطفل ضعيف بشكل يومي أو أسبوعي في المدرسة؛ فإن هذه الحالة قد خرجت من طور مشادة كلامية أو مشاكسة عابرة بين طفلين إلى تنمر كامل وحقيقي يمارسه الأقوى على الأضعف بقصد وعن عمد، وكذلك الحال مع الفئات العمرية الأخرى وأماكن العمل والأماكن العامة الأخرى.
ما المطلوب عمله من الطفل المتنمر عليه؟
من اللازم توعية الأطفال بضرورة الكشف عن أي حالة تنمر يتعرضون لها فوراً، فعند شعور الطفل بوجود طالب أكبر منه أو أقوى منه بالمدرسة يتعرض له بإستمرار ودون سبب عليه إبلاغ والديه أو مسئول المدرسة والفصل فوراً، وعلى الأهل إذا لم يجدوا استجابة من إدارة المدرسة السعي إلى تطبيق القانون من خلال عرض المشكلة على الجهات الحكومية والأمنية المعنية بها.
هل يمكن علاج آثار التنمر الجندري؟
اختتمت “أ. باميلا” بما أن الآثار التابعة لظاهرة التنمر آثاراً نفسية؛ فلذا يكون علاجها علاجاً نفسياً بالأساس، وهو ما يستدعي استشارة الطبيب أو الأخصائي النفسي الخبير، علماً بأن بعض حالات العلاج قد تتطلب العلاج الدوائي، وبعضها قد يُكتفى معها بالعلاجات السلوكية، وجدير القول أن أولى خطوات العلاج هي الإعتراف للوسط المحيط بالتعرض للتنمر.