تتغير أساليب التعليم على مدار العصور، فقديماً كان التعليم يقتصر على تعلم الحرف والصناعات ثم ظهر التعليم في الكتاب لحفظ القرآن ولتعلم القراءة والكتابة ثم توسع الأمر فظهر التعليم في المدارس، ومع اختلاف أساليب التعلم ظهر أسلوب جديد وهو التعلم النشط، فما هو التعلم النشط وما هي أهميته.
التعلم النشط
يقول الدكتور فؤاد فؤاد، أستاذ وباحث في الجامعة الأمريكية في بيروت، أن التعلم النشط هو فلسفة تربوية تعليمية تعتمد على نقل مركز التعلم من المعلِّم إلى الطالب، أي يصبح الطالب هو محور العملية التعليمية ويكون هو مصدرها ومتلاقيها في نفس الوقت، على عكس التعلم التقليدي الذي يكون فيه المعلم هو مصدر المعلومة والمتلقي هو الطالب.
ظهرت فكرة التعلم النشط منذ ما قبل الميلاد، فكان لدى الفيلسوف اليوناني سقراط، طريقة تعلم مبنية على الحوار، وتعددت أشكال هذه الطريقة حتى جاء الفيلسوف الأمريكي جون ديوي ونشر أن عملية التعلم هي عبارة عن حوار متبادل بين المعلم والمتعلم.
يذكر أن التعلم النشط تطور بسبب فشل عملية التعلم التقليدي، التي تقوم على أن المعلم هو الناقل الوحيد للمعلومة، ويجب على الطالب معرفة المعلومة وحفظها للاختبار بها، وللأسف هذه الطريقة التعليمية ألغت عملية الابتكار. ولكن التعلم النشط كان يعتمد على التفكير أو المساعدة في حل المشكلات الخاصة بالمسائل التعليمية، وتغير المشكلات التعليمية يجعل العملية التعليمية متغيرة.
السن المناسب للتعلم النشط
من الممكن تطبيق التعلم النشط لأي سن ومناسب أيضاً لسن ما قبل دخول المدارس، لأن الطفل لديه القدرة أيضاً على التعبير عن رغباته في مسألة واهتمامه بها أو عدم اهتمامه بها، ولأن أهم نقطة في التعلم النشط هي الابتكار.
فإن أي مسألة مهما كانت صغيرة من الممكن أن يشارك بها الطفل ويعبر عن رأيه فيها. ولكن يجب على المعلم أو المربي أن يُشعِر الطفل بأنه جزء من هذه المسألة، ويمتلك التعلم النشط أهداف واضحة يقدمها المعلم أو يطرح بعضها أحد الطلاب.
وهذا التفاعل هو الذي يجعل العملية التعليمية مبتكرة. أما في التعلم التقليدي فما يكون الهدف من نقل بعض المعلومات إلى الطفل لحفظها والاختبار بها بعد ذلك، وأحياناً يُصنف الطفل على أنه فاشل دراسياً لأنه ليس له القدرة على حفظ هذه المعلومات ولكن ربما يكون هذا الطفل لديه قدرة على الابتكار ولا أحد يهتم بها.
الفرق بين التعلم النشط والتعلم التقليدي من حيث مصدر وناقل المعلومة ومكان التعلم؟
| التعلم النشط | التعلم التقليدي | |
| ناقل المعلومة: | المعلم أو المتعلم. | المعلم فقط. |
| مكان التعلم: | فصل أو حقل أو مصنع أو أي مكان مناسب. | الفصل فقط. |
| مصدر المعلومة: | الكتاب أو الانترنت أو المكتبة المدرسية. | الكتاب المدرسي والمقرر المحدد فقط. |
هل طُبِّق التعلم النشط في الوطن العربي؟
التعلم النشط لم يُطبق في الوطن العربي كفلسفة تعليمية كاملة، بالرغم من أن هناك بعض المدارس التي حاولت تطبيق التعلم النشط ولكن مازال هناك مقررات دراسية واختبارات يجب على الطلاب حلّها.
لذلك، تفقد العملية التعليمية التعرف على المسائل التعليمية وحلها، وتختفي فكرة الابتكار والتي هي أساس التعلم النشط. وهناك بعض المدارس تمتلك القدرة على طرح مسألة التعلم النشط ولكن بطريقة مختلفة، أما كفلسفة عامة فإن الوطن العربي ما زال بعيد تماماً عن عملية التعلم النشط.