شهدنا ظاهرة التسول في الشوارع العادية في حياتنا اليومية ولكن عند الحديث عن ظاهرة التسول الرقمي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإن ذلك يعني أننا إزاء ظاهرة جديدة يجب علينا تحديد أسبابها وطرق الوقاية من آثارها السيئة وأيضاً العمل معالجة تلك الآثار.
ما هو التسول الرقمي وما هي أشكاله؟
تقول خبير أمن المعلومات “رائد سمور”، إن التسول بمعنها الحقيق العادي أن تطلب مال من أحد دون أن تقوم بأي نوع من الجهد ويختلف عن التسول الرقمي في أن هذا النوع من التسول يعتمد على طلب المال ولكن باستخدام الأدوات الرقمية عبر الهاتف أو البريد الإليكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة الاستدراج العاطفي أو حتى الطلب المباشر أو الابتزاز العاطفي كما نرى في الكثير من العلاقات خاصة بين الرجل والمرأة.
هناك قصة حقيقية حدثت منذ يومين عندما استدرج رجل متزوج أحد البنات التي استعطفها ليجعلها تسرق ذهب أمها وتبيعه من أجله، وهذا يعتبر نوع من أنواع التسول نتيجة الابتزاز العاطفي كما سبق الذكر.
عند سيطرة أحد الأشخاص على البريد الإلكتروني الخاص بنا أو حتى حسابنا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي فإن هذا الشخص يقوم بالتواصل مع الآخرين الموجودين على قائمة الأصدقاء أو من راسلونا عبر البريد الإلكتروني من قبل ليبتزهم مالياً ومن ثم يُنصح في مثل هذه الحالات التواصل مباشرةً مع الشخص المنوط حتى يمكننا التأكد من أنه يعاني من مشكلة ما أو غير ذلك لتفادي الوقوع في فخ التسول الرقمي المنتشر كثيراً في هذه الآونة – بناءً على رؤية الخبير التكنولوجي.
أضاف ” سمور “: عادةً ما يستعمل المتسول الرقمي بعض المستندات الصحيحة لنا حتى يبتز بها أصدقائنا كصورة جواز السفر أو رقم الهوية ومن ثم يجب علينا الحفاظ على تلك المستندات القانونية قدر الإمكان لتجنب وقوعها في يد أي متسول.
ما هو دور الأشخاص المعنية لاستعادة الحساب أو البريد الخاص بنا؟
تكمن المشكلة الكبرى عند الوقوع في فخ التسول الرقمي من شخص ما هي أننا نتعامل في النهاية مع شركة كشركة فيس بوك أو تويتر أو غيرها ولا نتعامل مع دولة مسئولة وبالتالي فإن هذه المنصات أو الشركات تعتبر مزاجية في التعامل مع مثل هذه الجرائم التي تحدث عبر صفحاتها بشكل يومي.
بالإضافة إلى ذلك، من المشاكل التي تواجهنا حيال هذا الأمر هو أن من يرد علينا في الرسائل لاستعادة حسابنا هم آليين وليسوا بشر بجانب أن وحدة الجرائم الإلكترونية لديها كم كبير من الجرائم وصل إلى 9000 جريمة في العام الماضي فقط وهذا ما يجعل سرعة معالجة هذه الجرائم يأخذ الكثير من الوقت.
كيف يمكننا وقاية أنفسنا من الوقوع ضحايا للتسول الرقمي؟
لا يجب النظر إلى هذه المشكلة من الجانب الإنساني الذي يرى فيه البعض ضرورة مساعدة المبتز لأن ذلك المبتز حتى وإن كان بحاجة إلى أموالنا فإننا حينئذ نساعده في التمادي في ارتكاب مثل هذه الجرائم الإلكترونية مع غيرنا مرة أخرى، وهنا علينا مسئولية اجتماعية تستدعي منا سرعة توقيف مثل هذه الأعمال عبر التحقق من هوية الشخص المبتز.
على الجانب الآخر، يجدر الإشارة إلى أن المحتاج الحقيقي لا يلجأ إلى ابتزاز غيره عبر البريد الإلكتروني أو السوشيال ميديا وإنما قد يلجأ لمؤسسات المجتمع القريبة منه للحصول على الأموال ولكن بمساعدتنا لمثل هؤلاء الناس قد نساعدهم في القيام بأعمال إرهابية ونكون حينئذ جزء من ذلك الإرهاب الممول منا بطريقة غير مباشرة.
ما هي شروط وجودنا داخل العالم الافتراضي أو الانترنت؟
هناك بعدين أو فجوتين في هذه المسألة وهي فجوة رقمية وأخرى معرفية والتي تسهل على غيرنا ابتزازنا بسهولة كبيرة، لذلك يجب علينا أولاً سد الفجوة المعرفية عند دخولنا على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص عبر معرفة العالم الذي نتعامل معه مع ضرورة معرفة الوسيلة التي نستعملها للتواصل مع هذا العالم الخارجي سواء كان موبايل أو لاب توب أو غيرها من الوسائل.
وأخيراً، يجب علينا تأمين معلوماتنا الشخصية بطريقة ما تجعل من الصعب اختراقها مما يجعلنا نتعامل مع هذا العالم بكل ثقة وأمان ويقينا من أي نوع من أنواع التسول أو التنمر أو السرقة الرقمية كما يجب علينا التعامل مع آليات التحقق بشكل جيد حتى لا نكون جسر أو ضحية لأي جريمة اليكترونية.