ما هو مرض البهاق ؟
تقول “الدكتورة دانا فراعنة أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية والعلاج بالليزر” أن مرض البهاق هو مرض جلدي مكتسب حيث لا يكون موجود مع الطفل عند ولادته، لكنه يأتي عند عمر أكبر من ١٠ الى ٣٠ سنة، ويكون عباره عن بقع جلديه بيضاء، ويأتي هذا اللون من خلايا معينه تكون موجوده بالبشرة تسمي الخلايا الصبغية، والتي تفرز صبغه الميلانين والتي تعطي لون للجلد والشعر والعين، فيكون عند مرضي البهاق مشكله في هذه الخلايا الصبغية حيث تفقد قدرتها على انتاج الميلانين وبالتالي يختفي اللون الموجود في هذه البقع في الجسم، ويمكن أن يكون توزع البقع في أماكن كثيره مختلفة من الجسم وحسب أماكن توزعها يمكن تصنيف البهاق الى أنواع.
وأضافت “د. دانا” الى أن مرض البهاق لا يعتبر مرضا معديا كما يعتقد الكثيرون، فيحاولون تجنب المريض المصاب بهذا المرض، مما يكون له أعراض نفسيه على المريض.
و الى وقتنا هذا لا يوجد علاج لمرض البهاق، ولكن كل يوم يكون يتم تجربه أدويه جديده وتعطي نتائج جيده، وكل مره تصبح هذه النتائج أفضل.
ما هو أسباب مرض البهاق ؟
الى الآن لا يوجد سبب معين واضح يؤدي للإصابة بهذا المرض، لكن هناك فرضيات مختلفة، كما أن البهاق له أكثر من عامل للإصابة به، أهمهم وأولهم العامل الوراثي أو الجيني، حيث يوجد جينات خاصه تكون موجوده عند الأشخاص المصابين بمرض البهاق، نجد أن ٣٠% من هؤلاء المرضي يكون عندهم عامل وراثي أو نجد أن أفراد عائلتهم مصابين بالبهاق، ويكون هذا المرض ليس عباره عن جين واحد إذا كان موجود عند شخص يكون مصاب بالبهاق، وإنما عدة جينات فوق ال ٣٠ جين يمكن أن يؤدوا الى الإصابة بالمرض.
أما السبب الثاني الذي يؤدي الى الإصابة بالبهاق هو الأسباب المناعية، حيث صار البهاق يصنف حاليا على أنه مرض مناعي، وتكون المشكلة في أن الجسم يهاجم ويفرز أجسام مضادة تهاجم الخلايا الصبغية التي تفرز صبغة الميلانين، وتفقد الخلايا قدرتها على انتاج الميلانين وبالتالي يتم الإصابة بالمرض، والدليل على هذا الافتراض أن مرضي البهاق يوجد عندهم أمراض أخري مثل نقص المناعة والسكري والثعلبة وأمراض الغده الدرقية المناعية، فنجد أن نسبة الأشخاص المصابة بهذه الأمراض تكون أكثر.
سبب آخر للبهاق هو العوامل البيئية التي تكون مهمه جدا مثل حروق الشمس والندب والجروح والتي يمكن أن تسبب البهاق للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض، كما أن البهاق يكون متركز حول الجلد المحيط بالمفاصل بسبب كثرة الاحتكاك، لذلك نجد أن البهاق يتركز في الأكواع والركب وهذه الأماكن، هناك أيضا عوامل أخري كلها تحت الدراسات مثل النقص في فيتامينات معينه يمكن أن تسبب البهاق مثل الزنك.
هل هناك إجراءات معينه يجب اتخاذها لتجنب الإصابة بهذا المرض ؟
أوضحت “د. دانا” أن الشمس مثلا يمكن أن تكون عاملا مسببا للمرض إذا أدت للإصابة بالحروق عن طريق التعرض المستمر لأشعة الشمس، ولكن يكون هذا في الأشخاص المعرضين للإصابة وليس في أي أشخاص، كما أن آشعة الشمس بالنسبة للأفراد المصابين يمكن أن تحسن من البهاق، فأحد طرق العلاج التي يتعرض لها المريض هي الآشعة فوق البنفسجية، فالتعرض منطقيا للشمس يساعد في البهاق، كما أن هناك طريقة أخري للعلاج وهي انتقال المريض من المناخ الذي يعيش فيه لمناخ آخر مثل البحر الميت والتي تحسن عنده البهاق، فنلاحظ أن المريض عندما ينتقل لهذا المكان بسبب التعرض المستمر لأشعة الشمس وعوامل أخري يؤدي ذلك الى تحسن البهاق.
لماذا يساعد البحر الميت على تقليل مرض البهاق ؟
مرض البهاق هو نوع من أنواع العلاج وهو انتقال المريض الى مكان آخر أنسب، ومن الأسباب التي تجعله مناخ مناسب هو طبيعة المناخ، حيث أن البحر الميت هو أكثر نقطة انخفاضا على سطح الأرض، فبالتالي تركيز الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يكون هو العامل المساعد في شفاء مرض البهاق، كما أن هناك دراسات كثيره عن الموضوع ولكن ليست كافيه لتغطي عدد كبير من المرضي، بحيث يجب أن يتم متابعة تحسنهم عندما ينتقلوا الى هناك، لكن الدراسات تؤكد أنه سوف يكون هناك تحسن بالبهاق، العامل الثاني هو المياه والطين في البحر الميت يكون فيهم فيتامينات وأملاح ومعادن مركزه بشكل كبير، وكما ذكرنا أنه يوجد دراسات حول النقص في الفيتامينات وعلاقة ذلك بالبهاق، فبالتالي المريض عند السباحة في هذه المياه تتحسن عنده بعض أنواع المعادن فيساعد ذلك في شفاء البهاق.
وأشارت “د. دانا” الى أن المرضي الذين لا يستطيعون الانتقال للمكان يمكن أن يساعدهم أشخاص من أوروبا أو امريكا ويجلبوا لهم الطين والمياه الخاصة بالبحر الميت.
ما نتائج التعالج بمياه أو طين البحر الميت ؟
هناك نتائج كثيره، لأن أغلبية الأشخاص يعرفون أنه ليس له علاج جذري، فأكثرهم يستخدمون أنواع معينة من العلاجات ولكن ييأسوا، فيتجهون للعلاج بالمواد الطبيعية أكثر، وكما أن هناك علاجات طبيعية مفيدة توجد علاجات إذا لم يكتبها طبيب مختص يمكن أن تكون خاطئة، لكن أحد العلاجات الجيدة مثل أملاح البحر الميت والطين.
ما العلاجات الطبية التقليدية لعلاج المرض ؟
هناك أنواع من العلاجات، أولها وأبسطها هو الكريمات مثل كريم الكورتيزون ويعتبر أبسط الأنواع وأقلها تكلفه على المريض، ولكن مشكلتها الرئيسية أن الكورتيزون عند استعماله على المدي المزمن أو البعيد يمكن أن يسبب ترقق في الجلد، خصوصا في المناطق التي يكون فيها طبيعة الجلد رقيق، مثل الوجه ومنطقة حول العين والمناطق التناسلية وهكذا، أما النوع الثاني من الكريمات فيحتوي على الكالسيوم، وميزته الرئيسية أنه لا يحدث ترقق في الجلد
وأردفت أن النوع الثاني من العلاج غير الكريمات فهو الآشعة فوق البنفسجية، فهناك أجهزه معينه يتعرض لها المريض ويجب علىه الالتزام بها من مرتين الى ٣ مرات أسبوعيا.
أما النوع الثالث من العلاج هو العلاج بالليزر يكون فعال للبهاق، وهناك علاجات أخري جديدة يتم اجراء دراسات عليها أثبتت أن المريض إذا تعرض لآشعه B يمكن أن يصل التحسن الى ٨%، ولكن هناك مرضي تم إعطاؤهم الأشعة B بالإضافة الى الليزر، ووجدوا أن النتيجة يمكن أن تصل الى ٧٥% اختفاء الصبغة بالجسم.
وهناك علاج آخر يمكن الرجوع إليه عند استنفاذ كل أنواع العلاجات هو الجراحة، والتي تتم عن طريق أخذ عينه من الجلد السليم بالإنسان يتم زرعها في المنطقة المصابة، فتقوم بمساعدة المنطقة المصابة على التلون، ولكن يكون لها شروط واختبارات، ويتم اللجوء الى هذه الحالة عند فشل الوسائل الأخرى.
وآخر هذه الوسائل العلاجية هي التجميل، مثل التاتو، فيتم تلوين المنطقة الفاتحة بأكسيد الحديد، ويمكن أن تكون ليست لون جلد المريض بالضبط، ولكنها تكون قريبه له جدا، وليس هناك مساحه محدده لتغطية الجلد بهذه الطريقة، ولكنها تكون عاده في الأماكن الأكثر حساسية للمريض، مثل اليدين والوجه والمناطق الظاهرة.
هل هناك مجموعات للدعم النفسي لهؤلاء المرضي ؟
من المفترض أن يكون هناك مثل هذه المجموعات في كل دوله، ففي الخارج في أوروبا وأمريكا منتشرة بكثره.
وأشارت “د. دانا” الى أهمية دور الأهل خصوصا إذا كان المصاب طفلا أو مصاب به في بداية عمر ال ١٠ سنوات، فيجب أن يدعم الأهل طفلهم.