يتناول هذا المقال ظاهرة الاحتباس الحراري (Global Warming)، إحدى الظواهر التي بدأ حدوثها منذ ما يقرب من خمسون عاماً ماضية والتي أصبحت تهدد حياة جميع الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب، خاصة خلال السنوات ال 16 الأخيرة وفقاً لتقارير ناسا.
ظاهرة الاحتباس الحراري
ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة عن معدلها الطبيعي، وقد نتجت هذه الظاهرة نتيجة حدوث بعض التغيرات المناخية حيث أنه كان هناك تباطؤ في ارتفاع درجة الحرارة العالمية، بينما أصبح هناك تسارع في ارتفاع درجات الحرارة في السنوات السابقة وفقاً للدراسات الحديثة التي أجريت حول هذا الموضوع خلال السنوات ال 16 الماضية، والتي قد يصل أيضاً إلى 10 درجات فهرنهايت خلال القرن المقبل.
اكتشاف ظاهرة الاحتباس الحراري
بدأ اكتشاف ظاهرة الاحتباس الحراري على يد عالم الرياضيات والفيزياء جون فوربيه في عام 1824، ولكن أول من قام بتحديد هذه الظاهرة كمياً هو العالم السويدي الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء سفانت أرينيوس في هام 1896.
مسببات الاحتباس الحراري
هناك مجموعة من المسببات لحدوث هذه الظاهرة وهي كالتالي:
• هناك بعض الغازات المسببة لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تتميز بكونها ذات شفافية معقولة مقارنة بالإشعاع الحراري ذي الموجات الأطول من سطح الأرض ومن أهم هذه الغازات:
– غاز ثنائي الكربون؛ والذي ينتج عن احتراق القمامة والمواد العضوية كالفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي. يتميز هذا الغاز بأنه غاز غير سام.
– غاز الميثان؛ وهو ثاني أهم الغازات الدفيئة؛ حيث يوجد بتركيزات أقل بكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويتم إنتاج هذا الغاز من المصادر الطبيعية مثل أكاسيد النيتروز والغازات المفلورة والتي تنتج بفعل النشاط الصناعي والبشري.
• بعض الظواهر الطبيعية مثل الحرائق والتي تحدث في الغابات بشكل طبيعي وكذلك الرياح والبراكين.
• قطع كميات كبيرة من الأشجار والذي تسبب في تقليل المساحات الخضراء على سطح الأرض.
• التمدد العمراني والذي انتشر في كل مكان على سطح الكوكب حتى أنه أصبح يصل إلى المناطق الزراعية ليقضي عليها.
• القيام بعمليات حرق الفحم الحجري مع بداية انتشار بعض الصناعات.
• استخدام كميات كبيرة من غاز الكلور وفلور- كربون في معظم أنظمة التبريد والتكييف مما أدى إلى تآكل طبقة الأوزون التي تلعب دوراً هاماً في حماية الكرة الأرضية من إشعاعات الشمس الضارة.
مخاطر الاحتباس الحراري
هناك بعض المخاطر التي تهدد كوكبنا اليوم نتيجة تصاعد آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن أهم هذه المخاطر:
• إصابة الأراضي الزراعية بالتصحر وانعدام المحاصيل في تلك الأراضي نتيجة حدوث الجفاف.
• انقراض الكائنات الحية نتيجة انتشار العديد من الأمراض المعدية.
• حدوث تأثير سلبي كبير لموارد الدولة والذي ينتج عنه قلة المحاصيل الزراعية.
• قصر الفترة الزمنية لفصل الشتاء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة إرتفاعاً كبيراً حتى في هذا الفصل العام.
• حدوث اضطرابات مناخية غير مفهومة مثل كون بعض الأيام شديدة الحرارة بينما تتميز أيام أخرى بكونها شديدة البرودة والذي يُمكن أن نلاحظه في السنوات الأخيرة.
• زيادة إمكانية حدوث العواصف شديدة القوة.
• ارتفاع درجة حرارة الأرض ارتفاعاً كبيراً؛ والذي ينتج عنه تمدد للماء نتيجة ذوبان الجليد في منطقتي القطب الشمالي والقطب الجنوبي مما قد ينتج عنه حدوث فيضانات، وغرق الكثير من المدن الساحلية نتيجة ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار.
• تتسبب هذه الظاهرة أيضاً في حدوث تلوث الهواء مما يُسهل انتشار العديد من الميكروبات الهوائية وأمراض الرئة والذي يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الوفيات على سطح الكوكب.
بعض الحلول للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري
رغم كون الاحتباس الحراري ظاهرة لا يُستهان بخطرها إلا أن هناك بعض الحلول التي قد تساهم في الحد من ارتفاع نسبته مثل: الاتجاه إلى استخدام وسائل النقل والتي لا تحتاج إلى وقود لكي تعمل مثل الدراجات، وكذلك الاعتماد على المشي.
كما يجب الاتجاه إلى زراعة الأشجار وزيادة نسبة المساحات الخضراء في جميع المناطق والأحياء؛ حيث أنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وهو أحد الغازات المسببة لهذه الظاهرة، وكذلك الاتجاه إلى ترشيد استهلاك الكهرباء.