تعتمد نظرية الإسقاط النجمي على أن الإنسان له جسد إشعاعي آخر ينفصل عنه ويخرج منه في ظروف معينة وخاصةً أثناء النوم، إلا أنه لا يبتعد عنه كثيراً؛ لأن الجسد الإشعاعي يظل مرتبطاً بالجسد الفيزيائي بواسطة الحبل الفضي، ولذلك يُطلق عليه الإسقاط الأثيري، ويستطيع الجسد الإشعاعي التحرك في مختلف المناطق، ويمكن أن يرى الأشياء المحيطة بالجسد الفيزيائي، ولكن لا يُمكن لأحد رؤيته، وعُرفت نظرية الإسقاط النجمي منذ القدم، وذُكرت في الأساطير القديمة التي تضمنت أشخاصاً يسافرون في مختلف الأماكن والاتجاهات وأجسادهم نائمة.
تاريخ الإسقاط النجمي
ترتكز عملية الإسقاط النجمي كما ذكرنا من قبل على أن الإنسان له جسد آخر يتكون من إشعاع، وعندما يكون الإنسان في حالة بين الوعي والغفوة، يُفصل الجسد الإشعاعي عن الجسد المادي أو الفيزيائي، ويعود تاريخ الإسقاط النجمي إلى 5000 سنة، وعُرف في القدم من خلال الكهنة.
كما أنه ظهر في الطقوس الدينية التي تعتمد على استخراج القوة الخارقة من جسد الإنسان، وقراءة بعض الترانيم التي تساعد على تحصيل الطاقة الكونية عن طريق التفكير فقط.
الإسقاط النجمي بين الوهم والحقيقة
يتساءل الإنسان دائماً عن نظرية الإسقاط النجمي هل هي وهماً أم حقيقة، وهنا ظهر فريقان، الفريق الأول مؤيد لنظرية الإسقاط النجمي، والفريق الآخر معارض لها، ولكلاً منهما حجة وبرهان يعتمد عليها تفسير هذه الظاهرة الغامضة كالتالي:
• أولًا وجهة نظر المعارضين لنظرية الإسقاط النجمي: انتشرت بعض العقائد القديمة التي تعتمد على أن الجسد الإشعاعي يخرج من الجسد الفيزيائي عن طريق مادة تُسمى الأثير، ومن المعروف أن هذه المادة غير مرئية بالعين المجردة، وتساعد على تعبئة الفراغ الموجود حولنا، ولكن علماء العصر الحديث أثبتوا بالبرهان أن هذه المادة غير موجودة في الواقع، وأنها ارتبطت بعقائد وخرافات قديمة نظراً لإغفال العقل عن حقائق الغيب.
ويرى بعض المعارضين أن خروج الجسد الأثيري من الجسد المادي أمراً ليس حقيقياً؛ لأنه لا توجد إلا روح واحدة في جسد الإنسان على عكس ما تعتقده الديانات الشرقية البوذية والهندوسية القديمة بأن الجسد مكون من عدة أرواح.
• ثانياً وجهة نظر المؤيدين لنظرية الإسقاط النجمي: كان معروفاً منذ القدم في مختلف حضارات الشعوب القديمة مثل الهنود والمصريين والأزتيك وأتلانتا، أن هذه النظرية تعتمد على تفسير الوجود المادي المحيط بالإنسان، ولا تقتصر على مكونات العقل الباطن، وإنما هي تجربة إنسانية فقط، ويرتبط الإسقاط النجمي بالأحلام، فعندما يحلم الإنسان يقوم الجسد الإشعاعي بالانفصال عن الجسد الفيزيائي، ويذهب إلى مختلف الأماكن أثناء الحلم، وعند الاستيقاظ لا يتذكر الإنسان أي شيء. ويروا أن هناك فوائد كثيرة للإسقاط النجمي. حيث يُمكن الإنسان من رؤية العالم حوله، والشعور بحقيقة الأشياء، ورؤية الوجود المادي بشكل واضح مما يساعد على تحسين القدرة على حل المشاكل والمواقف اليومية، والتخلص من التوتر، وتعزيز التركيز العقلي.
فروع الإسقاط النجمي
توجد فروع كثيرة لنظرية الإسقاط النجمي يُمكن من خلالها تفسير تجربة الإسقاط النجمي تفسيراً صحيحاً يساعد على فهم ما يحدث للجسد المادي دون أن يشعر الإنسان، وهذه الفروع هي:
1. تجربة الخروج من الجسد (Out of Body Experiences): وتنقسم هنا إلى وعي داخلي وخارجي، وتتمثل تجربة الخروج من الجسد في إنجراف الوعي خارج الجسد أو العوالم الأثيرية.
2. الأحلام الجلية (Lucid Dreaming): تشير الأحلام الجلية إلى استيقاظ الإنسان أثناء الحلم، والتنقل في مختلف الأمكنة، ويُمكن للإنسان خلال الحلم التحكم الأناني بذاته، وخلق تجربة الإسقاط النجمي لنفسه عن طريق الطيران أو القوة الخارقة أثناء الحلم.
3. الرؤية عن بعد (Remote Viewing): يعتمد بعض الأشخاص على ممارسة تمارين الاسترخاء والتركيز، وذلك للحصول على المتعة، أو علاج المشاكل النفسية، بالإضافة إلى علاج بعض الأمراض الموجودة بالجسم عن طريق الخروج من الجسد.
رأي الإسلام في الإسقاط النجمي
أثارت تجربة الإسقاط النجمي جدلًا كبيراً في الآونة الأخيرة، ولذلك كان لابد من معرفة رأي الإسلام في هذه النظرية، فقد عارض الإسلام نظرية الإسقاط النجمي بسبب عدم وجود برهان أو دليل قاطع على الإسقاط النجمي حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: (وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِه عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنة مَسئولًا).