ما هو الإدمان؟ وهل هو ظاهرة اجتماعية أم مشكلة؟
قال “الدكتور / عبد الكريم أبو الخير –الأخصائي النفسي” أن الإدمان هو الاستخدام القهري لمادة طبيعية أو كيميائية بحيث يمكن نتيجة هذا الاستخدام الضرر الشخصي للشخص نفسه أو للمجتمع أو للإثنين معا.
يعتبر هذا العصر هو عصر القلق والإدمان الذي يهرب فيه الفرد هروبا غير سويا من واقع يرى أنه مؤلم.
في السابق كان الإدمان عبارة عن ظاهرة ولكنه تحول الآن لمشكلة يئن منها الجميع وبالتالي فهي تحتاج إلى علاج من المصلحين والمربين ورجال الدين حتى يستطيعوا أن يعدلوا من سلوكيات من وقع في فخ الإدمان.
كيف ترى الإدمان شيئا قهريا؟
عندما يتعاطى المدمن ويغيب وعيه جزئيا وليس كليا مما يحسن صورة الذات لديه والتي تعتبر هي فكرة الفرد عن نفسه وتصبح أفضل حيث يمكن أن تكون عوامل التربية للمدمن أثناء صغره عبارة عن الإهانة والشتم والتحقير له، فعندما يتعاطي المدمن فإنه يتغيب عقله الذي يعتبر هو الأغلى عنده مما يسبب في تغيب وعيه عن طريق شراب الحشيش أو غيره من المواد المخدرة.
وتابع الأخصائي النفسي ” عبد الكريم أبو الخير “: يعيش المدمن صورة خيالية عند الإدمان ليرى نفسه بأنه غير مؤهل ولا يصلح للعيش في المجتمع ولكن الحقيقة تعتبر غير ذلك لأنه يعتبر شخص صالح ويمكنه التعايش مع المجتمع بكل سهولة.
عند انتهاء مدة التعاطي أو فعالية المادة المخدرة يقوم بالرجوع إلى واقعه الأوَّلي مما يتسبب في فزعه من الواقع، لذلك فهو في حاجة إلى جرعات جديدة والتي لا تشبعه مما يفسر إصرار المدمن على بقائه على هذه الحالة حتي يعيش الخيال ويهرب من واقعه لتأخذ الأنا عنده درجة عالية.
تعتبر الأنا هي مكون نفسه مثل القاضي أو الحَكَم الذي يمكن أن يكون متساهلا أو متصارما مع الإنسان وحينها تستطيع الأنا إجبار الشخص على التوقف عن التعاطي والإدمان، لذلك فالمدمن يعود للإدمان حتى يظل معتما وعيه بأي وسيلة كانت.
هل الإدمان مرض عضوي أم عرضا لمرض ما؟
عندما تصل المادة المخدرة إلى المخ فإنها تلعب في موجات المخ الكهربائية وفي خلايا المخ وبالتلي يصبح الإدمان مرضا يحتاج إلى علاج دوائي تماما مثل مريض السكر الذي يتعاطى الجرعة الشفائية بعكس المدمن الذي يأخذ الجرعة الغير شفائية ليتناول الجرعة المخدرة ليتغيب وعيه ليغطي الألم الذي يتعرض له نتيجة هذه المادة المخدرة.
وأردف الأخصائي النفسي الدكتور ” عبد الكريم أبو الخير “: تظهر لدى المدمن نقاط زهرية تذهب للخلية الثانية أو لهرمون المتعة عندما يريد الشخص أن يستمتع بحياته.
وعندما يخرج الموصل العصبي بومضة عصبية وهي عبارة عن 70 مل فولت من الخلية التي خارج لها و عبارة عن 40 مل فولت من الخلية التي هو خارج منها حيث يحدث اتصال بسرعة 150 متر في الثانية.
عندما يخرج الموصل العصبي حاملا معه الدوجامين والسيراتون الذي يخرج على هيئة هرمونات المتعة وهنا ينقل فقط الموصل العصبي ما يستطيع نقله إلى الخلية الثانية وتكون المادة المخدرة تكون قد كونت أجسام مضادة لهذه المادة، لذلك يمكن القول بأن المدمن لا يستمتع إلا بإدمانه حيث يشعر المدمن في بدايتها بشيء من المتعة ويشعر بأحلام اليقظة كأن يصل إلى القمر وهو جالس.
ما تعريف المدمن؟
يعتبر المدمن هو الشخص الذي اعتاد على تعتيم وعيه بأي مادة مخدرة مما يتسبب في انعدام الحياة الاجتماعية الطبيعية له حيث أن المادة المخدرة يمكنها أن تؤذيه وتؤذي خلاياه الدماغية.
يعتبر الإدمان معركة يقودها المدمن مع زوجته وأمه وأبوه ومع مجتمعه ومع دماغه حيث يكون في دماغ المدمن رسالتين الأولى توجهه بترك المادة المخدرة والأخرى تحثه على الاستمرار فيها كأن ما يحدث للمدمن هو انفصال للجسد والعقل حيث يريد الجسد أن يستمتع ولكن يمتنع العقل ويستطيع المدمن أن يشفى من الإدمان عندما يصل إلى حد التوقف عن التعاطي.
واستكمل ” عبد الكريم أبو الخير ” حديثه قائلا: هناك من يرون بأن الإدمان لا يمكن الشفاء منه ولكنه يعتبر مرض ذو صفة جينية وكيميائية ومرضا عضويا في المخ حيث يقتنع المدمن بأن ما يمليه عليه مخه بأنه هو الصواب وأن ما دونه هو الخطأ ومن هنا تتعدد مشكلات المدن مع من حوله.
يبدأ المدمن بتعاطي حبة مثل الكبتاجون على سبيل المثال حيث تقود الخطة المدمن لفكرة أنه في احتياج لهذه المادة المخدرة، لذلك يجب أن يتعلم الشباب بأن يقول لا للمادة المخدرة.
من المشاكل التي يواجهها أيضا المدمن أنه لا ينعم بالأمن والطمأنينية في حياته حيث أنه يظل في خوف دائم من رجال المكافحة إلى جانب الخوف من الأسرة كما أنه يسير بين الناس مطأطأ الرأس خوفا من معرفة الناس أنه يعاني من الإدمان.
متى يجب التعافي من الإدمان؟
تكمن مشكلة تعافي المدمن من الإدمان في الإدراك المشوه ولكن قد يدرك المدمن الوقت الواجب للرجوع عن الإدمان مع الأهل أو أن يحدث شيء دراماتيكي على فكر المدمن وغير فكره ويقوم بالذهاب بمفرده للمصحة وللمستشفى للعلاج.
من الصعب علاج من يأتي للعاج عن طريق فريق المكافحة حيث يقوم بسب من أجبروه على فعل شيء لا يريده وهو العلاج لأن هناك اختلال في الإصرار لدى المدمن في هذه الحالة.
على سبيل المثال يقوم المدخن بتدخين السيجارة ثم تمزيقها بيده أو بأحد قدميه والسبب هنا هو أنه مجبر على استخدامها من قبل أعضاء وخلايا الجسم، لذلك يعتبر التدخين هو أبسط أنواع الإدمان.
يبدأ علاج المدمن تدريجيا عن طريق إزالة المادة المخدرة السامة عن طريق المادة الكيميائية الطبية ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية في العلاج وهي مخاطبة عقل المدمن عن طريق مجموعات علاجية ويأتي على رأسها الدافعية التي تتكون من مكونين اثنين أولهما هو الخوف من الفشل والثاني هو الرغبة في النجاح، ويجب دائما تحفيز الرغبة في النجاح عند المدمن دون تخويفه وترهيبه من الفشل الذي قد يكون قد فرضه على نفسه مستقبل نتيجة تربيته خلال الصغر.