ما هو النظام الغذائي النباتي؟ وما هي إيجابياته وسلبياته؟
أكدت أخصائية التغذية “رُبى مشربش” على أن إتباع النظام الغذائي النباتي إما أن يكون بإختيار شخصي بحت أو تبعًا لمعتقدات ما متعلقة بعدم ذبح الحيوانات أو يُتّبع بسبب مرض معين، وفي هذا النظام يتجه متبعيه إلى الإعتماد في تغذيتهم على كل ما هو نباتي ويتجنبون نوعًا ما الأغذية الحيوانية، والنظام النباتي ينقسم إلى نوعين هما:
1. النظام النباتي الذي يُدمج معه منتجات الحليب والبيض.
2. النظام النباتي الصِرف الغير مُدمج معه أي مكون حيواني، فلا يتناول متبعي هذا النوع منتجات الحليب أو البيض نهائيًا.
وبالنسبة لإيجابيات هذا النظام فقد ربطت بعض الأبحاث العلمية بين إتباعه وبين التقليل من بعض المشكلات الصحية مثل بعض أنواع الأورام السرطانية، ويرجع ذلك إلى أن النظام النباتي الصحي بطبيعته غني بمحتواه من مضادات الأكسدة والألياف والفيتامينات والمعادن، وكذلك التقليل من أمراض القلب وإرتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، ويرجع ذلك إلى عدم وجود أي غذاء يحتوي على دهون مشبعة وضارة في هذا النظام.
وتابعت “أ. رُبى” قائلة: أما سلبيات النظام النباتي فتنتج كلها عن العشوائية في التخطيط أو عدم تخطيط النظام بالأساس، الأمر الذي يجعله فقير ومُفتقِد للعديد من الفيتامينات والمعادن التي لا غنى للجسم عنها، لأن إمداد الجسم بما يلزمه من العناصر الغذائية يلزمه تناول كميات معينة من الخضروات والفاكهة والحبوب وخلافه، أما نقص الكمية المتناولة عن الحدود المطلوبة يؤدي إلى عدم تحصل الجسم على ما يحتاجه ويكفيه، فتظهر هَهُنا الأعراض المرضية لنقص كل عنصر من العناصر الغذائية.
ومما سبق يتضح لنا أن النظام النباتي له فوائد صحية كبيرة، بشرط النظر في الكيفية المُثلى لتعويض البروتين وبعض الفيتامينات والمعادن المهمة والتي تتوافر بصفة أساسية في أنواع اللحوم والدجاج والأسماك أو في منتجات الحليب والبيض.
كيف يمكن للنباتيين الحصول على حاجتهم من البروتين من مصادر نباتية؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أنه بإعتبار أن النباتيين لا يتناولون اللحوم الحمراء أو الدجاج أو الأسماك ومنهم نوع يتجنب أيضًا منتجات الألبان والبيض فلذلك هم ملزمين بثلاثة ممارسات ضرورية هي:
1. تناول البقوليات بصفة يومية، لأنها المصدر النباتي الأساسي للبروتين بعد مصادره الحيوانية.
2. يتوجب عليهم الجمع بين أكثر من نوع بقوليات في اليوم الواحد، والسر في ذلك أن بروتين البقوليات منخفض الجودة أي أن النوع الواحد لا يحتوي على كل الأحماض الأمينية، ولذلك يجب الجمع بين أكثر من نوع حتى يُكمل كل نوع الأحماض الأمينية الناقصة في الأنواع الأخرى، أي أنهم بصورة واقعية مطالبين مثلًا بتناول الفاصوليا الحمراء مع الأرز في وجبة واحدة أو العدس مع الأرز وهكذا دواليك.
3. تناول كميات كافية من هذه البقوليات والحبوب للتعويض، حيث أن تعويض كمية البروتين التي يحصل عليها الجسم من 30 جم من اللحوم الحمراء يلزمه تناول نصف كوب من البقوليات، وبالتالي الشخص النباتي يحتاج إلى تناول كميات كبيرة من البقوليات للحصول على المعدلات اليومية الضرورية للجسم، ولا ننكر أن هذه الممارسة قد تتسبب في الإصابة بالإنتفاخ والغازات ولكنه الحل الوحيد الذي لا مفر منه.
ومما سبق يتضح لنا أن النباتيين الذين يتناولون منتجات الألبان والبيض يسهل عليهم إمداد الجسم بكفايته من البروتين دون مشقة وتعب، أما غير ذلك فيحتاج النباتي إلى تخطيط مُحكم للوجبات الغذائية من حيث الكميات وتوقيت التناول.
ما هي أهم الأغذية التي يتوجب على الشخص النباتي تناولها؟
نبَّهت “أ. رُبى” على أنه توجد مجموعة من الأغذية التي لابد للنباتي من تضمينها في وجباته الغذائية، ويا حبذا لو استطاع تناولها بشكل يومي أو على الأقل تناولها ثلاثة مرات في الأسبوع، وأهم هذه الأغذية هي:
1. البروكلي والقنبيط والكرنب: لأنها غنية بالكالسيوم والحديد ومعادن أخرى.
2. حليب اللوز وحليب الصويا وحليب الأرز: فهي بدائل جيدة للحليب العادي نظرًا لإنتشارها بالأسواق مدعمة بما يساوي 300 جم من الكالسيوم، وإذا كان الشخص النباتي من مرضى السكري عليه تجنب حليب الأرز لأنه يرفع مستويات السكر في الدم.
3. الحمص والفول: حيث تعادل الثلاثة ملاعق الكبيرة من أي منهما حصة كاملة من البروتين وبالتالي تمد الجسم بالبروتين بنفس الكمية التي تمده به 30 جم من الأجبان.
4. كل أنواع البقوليات الأخرى: مثل الفاصوليا الحمراء والفاصوليا البيضاء… إلخ، فمن الضروري تناولها بشكل يومي سواء مطبوخة أو بإضافتها إلى السلطات، ويعتبر النصف كوب من البقوليات مساوٍ لحصة كاملة من اللحوم من حيث كمية البروتين.
5. الطحينة: حيث أنها مصدر للكالسيوم وبالتالي هي بديل للألبان ومنتجاته.
6. العدس: حيث يساوي الكوب الواحد المطبوخ منه حصتين من النشويات وحصتين من البروتين.
هل لابد للشخص النباتي تناول المكملات الغذائية؟
اختتمت “أ. رُبى” قائلة: يتوجب على متبعي الأنظمة الغذائية النباتية إجراء فحص دوري لمستويات فيتامين B12 ومعادن الحديد والزنك في الجسم، وإذا ما وجد نقص بأي منهم قد يُضطروا إلى تناول المكملات الغذائية الدوائية بشرط أن يتم ذلك تحت الإشراف الطبي.