يحتاج الجسم إلى العديد من العناصر الغذائية المختلفة التي يمكن أن يأخذها من الغذاء للقيام بوظائفه الحيوية، لذلك فإن هناك مسمى للهرم الغذائي والطبق الغذائي.
ما هو مفهوم الهرم الغذائي؟
قالت “د. خديدة المنصوري” أخصائية التغذية. منذ أن كنا صغاراً تم تقسيم الهرم الغذائي لنا على شكل مجسم هرمي به المجموعات الغذائية وهي النشويات والخضروات والفواكه والبروتينات والحديد لكن هذا الهرم تم استحداثه من قبل وزارة الزراعة الأمريكية نظراً لتغير احتياجات الأشخاص للغذاء سواء من ناحية العمر أو الجنس وحالات صحية أخرى تحتاج إلى إعادة صياغة هذا الهرم، وهذا كان هو السبب في وجود 6 مجموعات غذائية في هذا الهرم الغذائي حتى وصلنا لعام 2015 الذي تم فيه استحداث هرم غذائي جديد تم تعديل فيه بعض الأشياء حيث تم اعتبار بعض الخضروات على أنها فواكه وليس العكس.
وتابعت أخصائية التغذية “خديجة المنصوري” بدأ ظهور مسمى الهرم الغذائي منذ عام 1992 ثم عام 2005 إلى 2011 الذي فيه تم إضافة عنصر الرياضة للهرم الغذائي وتم انتقال بعض الخضروات إلى مجموعة الفواكه كما انتقلت بعض منتجات الألبان إلى اللحوم ومن أهم الخضروات التي انتقلت إلى الفواكه هي الطماطم لأن نسبة السوائل الموجودة بها تعادل نسبة السوائل الموجودة في البرتقال كما أن الزيتون والذرة انتقلوا من مجموعة الخضروات إلى مجموعة الزيوت.
على الجانب الآخر، تم تغيير هذا الجدول واستحداثه للطبق الصحي الذي أصبح أكثر وضوحاً لتحديد نسبة الغذاء الصحي اللازمة للجسم بجانب أنه أصبح متناسب بدرجة كبيرة مع كافة الفئات العمرية والجنس والحالات المرضية حسب ما يوصي به الطبيب المختص.
كيف يتناسب الطبق الغذائي مع الفئات العمرية المختلفة؟
يحتاج الناس سواء ذكور أو إناث إلى نسب معينة من الطبق الغذائي ولكن يمكن للذكور على سبيل المثال رفع هذه نسبة البروتين على سبيل المثال وزيادة عدد الجرامات.
على الجانب الآخر، يمكن لبعض الفئات الأخرى ككبار السن تقليل نسبة الكربوهيدرات ورفع لديهم نسبة الكاسيوم والخضروات والفواكه حتى تتناسب سعراتهم الحرارية مع أجسامهم بدرجة كبيرة.
وأردفت “خديجة” يمكننا القول أن الطبق الصحي لم يتم وضعه على أساس حمية غذائية معينة وإنما وُضع على أساس الحصول على وجبة غذائية متوازنة تحتوي على كافة العناصر الغذائية التي تؤخذ من كافة المجموعات الغذائية الموجودة في الهرم أو الطبق الغذائي.
على سبيل المثال، عند الشروع في تناول وجبة صحية متوازنة يمكننا التنويع فيها حيث يمكننا من مجموعة الخضروات تناول الخص بدلاً من الخيار أو غيره كما يمكننا تناول الفراولة بدلاً من تناول التوت أو غيره وهكذا من البروتين الذي يمكننا فيه تناول الفول السوداني أو الجبنة أو اللحوم أو الدجاج إلخ إلخ… ومن ثم نكون قد حصلنا على وجبة غذائية صحية متوازنة.
على الجانب الآخر، يمكننا ملاحظة أن الطبق الغذائي الصحي يحتوي على الخضروات والفواكه بنسبة أعلى من الكربوهيدرات لأن الجسم يكون بحاجة دائمة لها مقارنة بالكربوهيدرات حيث أن الألياف الموجودة في الخضروات تلعب دور مهم في امتصاص النشويات الموجودة في الكربوهيدرات، ويجدر علينا كذلك إلى أن اتباع هذا الطبق الغذائي الصحي سيزيد من الشبع كما أن ذلك سيؤثر إيجاباً على مراكز الدماغ عندنا نتيجة تناول كافة عناصر المجموعات الغذائية هذا إلى جانب أهمية شرب الماء بكميات كافية طول اليوم سواء كانت قبل الوجبة أو بعدها دون شرب الماء أثناء تناول الوجبة الغذائية لأن هناك بعض الفيتامينات التي يمكنها أن تذوب في الماء.
المعدل الطبيعي لشرب الماء في اليوم الواحد
يشير العديد من الأطباء إلى أهمية شرب الماء بكميات كافية طوال اليوم حيث اختلفت الآراء بين شرب من 6 إلى 8 أكواب يومياً ثم تطور الأمر إلى 10 أكواب وبعدها إلى 12 كوب ولكن يمكننا القول أن الأكواب تختلف عن بعضها البعض كما أن ذلك يتوقف أيضاً على مدى تباعد الفترة، لذلك يمكننا معرفة كمية الماء المسموح بها يومياً عن طريق حساب وزن الشخص وضربه في 35 ويتم قسمة الناتج على 1000 لمعرفة كم مل لتر نحتاجه يومياً من الماء مع مراعاة أيضاً فروقات الجنس بين الرجل والمرأة ومراعاة كذلك الأنشطة التي يقومون بها بجانب مكونات الهرمونات الموجودة في الجسم والتي تمتص كمية عالية من الماء، لذلك فإن النساء يشربن كميات ماء أكبر من الرجال نتيجة التفكير والسهر والجهد الذي يقومون به.
على الجانب الآخر، تعتمد كمية الماء التي يجب علينا تناولها يومياً على البيئة التي نعيش فيها حيث أن البيئة الحارة والصحرواية التي تستلزم شرب كميات أكبر من الماء وهذا يسبب العطش بصورة أساسية.
أما عن ممارسة الرياضة فإن صاحبها يحتاج إلى كمية أعلى من البروتين والكالسيوم والخضروات للحفاظ على القوة العضلية الموجودة عنده دون أن يتأثر كثيراً بعدم تناول بعض الفواكه والكربوهيدرات.
وأخيراً، يجب الإشارة إلى أنه لا يمكننا تحقيق النتيجة المرجوة من الطبق الغذائي دون ممارسة النشاط الرياضي وشرب الماء، لذلك فإن الرياضة شيء مهم جداً لامتصاص هذه العناصر الغذائية الهامة وتحويلها لطاقة إيجابية في الجسم.