يُعد الغضب أو الانفعال الزائد عن الحد هو الأساس للعديد من المشاكل النفسية والصحية التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته والتي يأتي على رأسها الإحباط والندم وربما الاكتئاب في بعض الأحيان، لذلك يجب أن ينتبه كل منا إلى كوبه الانفعالي محافظاً على مستواه المناسب طيلة الوقت.
ما هو الكوب الانفعالي؟
تقول أماني جوزع “مدربة في العلاقات الاجتماعية”، يعتبر الكوب الانفعالي هو عبارة عن مجموعة من الانفعالات موجودة عندنا وهي مجموعة من العواطف، ولا نستطيع اليوم أن ننكر هذه المشاعر لأنه كما أن هناك صحة عقلية فهناك أيضاً صحة عاطفية ولكن تكمن المشكلة في مقدار هذا الكوب أو الكأس الانفعالي وهنا يتحدد مستوى طاقتنا وانفعالاتنا وهل نحن نعيش بالفعل صحة عاطفية أم لا.
هناك فرق كبير بين القلوب أو الأكواب الانفعالية والتي تختلف من شخص لآخر كما يجدر الإشارة إلى أن الانفعالات تولد معنا منذ الطفولة كما أن هذا الكوب قد يمتلئ ويُسكب سريعاً ولكن قد يفيض هذا الكوب عند شخص آخر ولا نستطيع أن نفرغه.
قبل أي شيء يمكننا الإشارة إلى كيفية امتلاء هذا الكوب الانفعالي عند الإنسان فهو عادةً ما يُملأ عبر الألم الشديد من خلال التعرض لبعض الأشياء التي آذتنا أو تسببت لنا في خيبة الأمل والوجع والألم ثم يأتي هذا الوجع بطريقة لا يمكننا التعبير بها عنه مع إمكانية تعبئة هذا الألم بالغضب المصاحب لمشاعر السخط ومن ثم يتم تفسير الألم بسلوك الغضب ثم الخوف أو الإدانة الذاتية في بعض الأوقات ثم يصل الإنسان بعد إلى مرحلة طفحان الكأس من تلك الانفعالات ومن ثم تبدأ أعراض تلك الانفعالات على الجسد.
ما هي أعراض السعة الانفعالية الزائدة على الإنسان؟
عند زيادة السعة الانفعالية عن الحد المسموح به فيمكن أن تأتي الأعراض على شكل الإدمان الشديد على النوم للهرب من كافة القصص والأحداث المؤملة والحزينة والموجعة من حولنا كما يمكن أن تتمثل الأعراض في سرعة الانفعال والعصبية وأخذ قرارات سريعة وإدمان لبعض الأشياء مثل الإدمان على الاليكترونيات والألعاب والأكل في بعض الأحيان مع الشعور بالغضب في الوجه واليدين والشعور بالخوف في معدتنا وتصير دوماً لدينا الشكوى من القولون العصبي الذي له أسباب مرضية وأخرى نفسية لا يجب الاستهانة بها، لذلك فإن الانفعال الزائد عن الحد قد يوصلنا في مرحلة ما إلى أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب وكبت المشاعر.
وأخيراً، لتجنب هذا الشعور الانفعالي يجب علينا التعبير عن كافة ما نشعر به في حينه سواء كان شعوراً إيجابياً أو سلبياً مع ضرورة تفريغ الكأس الانفعالي لدينا بشكل مستمر حتى لا نصل إلى تلك الأعراض السلبية للكوب الانفعالي الزائد عن الحد والتي سبق ذكرها من قبل.