يُعد فصل الشتاء هو الفصل الذي نتأثر فيه بشدة بخطر الأنفلونزا التي قد تتسبب في الإعياء العام وارتفاع درجة الحرارة للمريض إضافة إلى آلام المفاصل والأعصاب، لذلك يجب علينا أخذ مطعوم الأنفلونزا وهو المطعوم الذي يتم تطويره سنوياً من قِبل منظمة الصحة العالمية ليقاوم هذا الفيروس الذي يقوم بتطوير نفسه جينياً لصبح أكثر شدة وخطورة على الإنسان.
ما هو الفرق بين الأنفلونزا والرشح العادي؟
يرى الدكتور وائل الهياجنة ” أستاذ طب الأطفال والأمراض المعدية في جامعة العلوم والتكنولوجيا ” أننا في هذه الأيام نرى العديد من الفيروسات التي تتسبب في مرض الرشح منها فيروس الأنفلونزا لكن معظم حالات الرشح التي نراها في المجتمع هي نتيجة فيروسات عادية غير فيروس الأنفلونزا ويتم الشفاء منها بشكل تلقائي عن طريق بعض السوائل وأخذ بعض الأدوية الطبية.
أما عن مرض الأنفلونزا بشكل خاص فهو يختلف عن الرشح العادي من حيث أعراضه التي تتمثل في الحرارة الشديدة والسعال الجاف والإعياء التام للجسم وآلام للمفاصل وكافة أعضاء الجسم وأحياناً يصعب التفريق بين الأنفلونزا والرشح العادي.
يمكن لمرض الأنفلونزا أن يؤدي إلى بعض المشاكل الخطيرة حيث أن ملايين الناس عالمياً يصابون بهذا المرض، وتفيد التقارير العالمية أن نصف مليون شخص يلقون حتفهم بسبب هذا المرض كما أن ملايين الأشخاص يتعرضون لالتهابات تنفسية حادة نتيجة الأنفلونزا، لذلك فإننا إزاء مرض ليس بالبسيط ينتقل عبر الرذاذ والملامسة بالأيدي بين الناس – بناءً على رؤية الطبيب.
تابع ” الهياجنة “: يوجد نوعين من فيروس الأنفلونزا هما A والنوع B كما أن هناك مئات الأنواع الأخرى من الأنفلونزا ومن ثم يستوجب علينا أخذ مطعوم الأنفلونزا سنوياً.
هناك نوعين من فيروس A ونوعين آخرين من النوع B وهي فيروسات ذكية تستطيع أن تتطور ذاتياً، لذلك فإن فيروس السنة الماضية يختلف عن الفيروس الحالي بسبب تطوره الجيني، ومن ثم نقوم باختراع لقاحات متغيرة ومتطورة تتماشى معه حتى نقلل أعداد الموتى نتيجة هذا الفيروس والذين يموتون ليس في الدول المتقدمة وإنما في الدول الأخرى الأقل نمواً، وبالتالي تصبح الوقاية أكثر أهمية في مثل هذه الدول.
ما هي خطورة مرض الأنفلونزا على صحة الإنسان؟
يجدر الإشارة إلى أن مرض الأنفلونزا هو مرض خطير كما سبق الذكر ويختلف عن الرشح العادي ولا يجب أن يتم علاجه بالمضادات البكتيرية الموجودة في المنزل لأن معظم حالات الرشح التي نتعرض لها هي حالات فيروسية ليس لها أية علاجات بالمضادات البكتيرية المعتادة وإنما على النقيض فإن هذه الأدوية لها مضاعفات جانبية على صحة الإنسان إضافة إلى عدم تخزينها بشكل صحيح منزلياً أو أنها منتهية الصلاحية كما أنها قد تؤدي إلى نشوء سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.
على الجانب الآخر، عند التعرض لفيروس الأنفلونزا يجب علينا مراجعة الطبيب المختص لتشخيص وعلاج المرض ببعض الأدوية الفيروسية وليس الأدوية البكتيرية الجرثومية مع ضرورة أخذ مطعوم الأنفلونزا.
ما مدى صحة أخذ مطعوم الأنفلونزا للعلاج؟
في كلمات بسيطة يمكننا القول بأنه على الجميع أخذ مطعوم الأنفلونزا من هم فوق ٦ أشهر ولا يعتبر أخذ المطعوم رفاهية في حد ذاته وإنما يقينا من تفاقم أعراض الأنفلونزا التي تصل إلى الموت في بعض الحالات.
إلى جانب ذلك، هناك بعض الفئات عالية الخطورة والتي في حال إصابتها بمرض الأنفلونزا فإنه يكون أشد وطأةً عليهم أكثر من غيرهم من الناس وهؤلاء مثل الحوامل الذين إذا أصيبوا بهذا المرض فإن نسبة الموت فيهم تزيد بنسبة أكبر من غيرهم ومن ثم لابد لهم من أخذ المطعوم.
بالإضافة إلى ذلك، يستوجب على مرضى السرطان الذين يأخذون أدوية مثبطة للمناعة والكورتيزون ومرضى السكري أخذ مطعوم الأنفلونزا بجانب الأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل والأمراض العصبية، هذا إضافة للأطفال الأقل من ٥ سنوات والكبار فوق ٦٥ سنة بشكل خاص لأن هذه الفئات تُعد أكثر خطورة وفي حال إصابتها بالمرض فإنه يؤثر عليهم بشكل أكبر.
ماذا عن مطعوم الأنفلونزا؟
كما سبق الذكر فإن فيروس الأنفلونزا يستطيع أن يطور نفسه سنوياً وبالتالي فإن منظمة الصحة العالمية تقوم في شهر فبراير أو مارس من كل سنة بالتطلع إلى الفيروس الشائع في العالم ليختاروا ٤ فيروسات يتم العمل عليهم واختراع مطعوم أو لقاح خاص بهم يمكنه علاج تلك الفيروسات ليكون هذا المطعوم بهذا الشكل أوسع وأشمل وأكثر كفاءة، ومن ثم فإن المطعوم الرباعي أصبح أكثر شمولية وفعالية إضافة إلى أنه مطعوم آمن بنسبة كبيرة كما أنه فعال بنسبة ٥٠ إلى ٦٠٪ لتخفيف الإصابات، وفي حالة الإصابة بأعراض الأنفلونزا فإنها تأتي خفيفة في حال أخذ المطعوم كما أنه يقلل من نسبة الدخول للمستشفى ولا يوجد له أية آثار جانبية إضافة إلى أن سعره لا يتجاوز العشرة دنانير ويُنصح بضرورة أخذه عن طريق الطبيب لأنه يمكن أن يتعارض مع أمراض أخرى.
وأخيراً، يتم العمل على المطعوم لمدة سنة واحد فقط لأن السنة القادمة سيكون هنالك فيروس جديد يستلزم العمل على اختراع مطعوم جديد مقاوم له، وفي حالة تأخر المريض في أخذه فيمكنه أخذه في أي وقت من السنة.