يقول صاحبي إنه فهم أخيرا كيف أصبح سلوك ابنه أكثر شراسة وعدوانية من أي وقت سابق، وفهم أيضا لماذا يرد ابنه على كل من يحاول الاقتراب منه باللكمات والصفعات! وكيف أصبحت «عصا المكنسة» هي سلاحه المفضل ولعبته المميزة، وكيف أنه أصبح يتشاجر كثيرا مع أبناء الجيران وأبناء الضيوف وداخل فصول الدراسة، والسبب كما يقول صاحبي أن ابنه من مدمني ألعاب الكمبيوتر التي تروج للعنف والعدوانية، ويذكر أن ابنه يخرج منتصرا في مشاجراته الإلكترونية، غير أنه على أرض الواقع يخرج باكيا وبرأس متورم!
وكما يقول صاحبي فإن ابنه يحاول تطبيق ما يراه في هذه الألعاب في حياته اليومية، فقد شاهده أكثر من مرة وهو يحاول الدخول في جدار غرفته، في محاولة للخروج من الجهة الأخرى، كما أنه عنّفه كثيرا عندما وجده يحاول الطيران من فوق سور المنزل!
ويقول إنه عرض ابنه على طبيب نفسي، وحاول الطبيب بجهد كبير إقناع الصبي بخطورة ما يفعل، وطلب منه عدم العودة لتلك الممارسات مجددا، فوعده الصغير بذلك، بشرط أن يشتري له والده مسدسا! فأوضح الطبيب للأب أن ابنه للأسف مدمن «play station»، ونصحه باستبدال تلك الألعاب العنيفة إلى ألعاب أخرى تنمّي الذاكرة وسرعة التفكير، كما تطور حس المبادرة، وتنشّط الذكاء!
صديقي هذا فسر لي دون قصد منه ما يحدث في شوارعنا من أبناء جيل الـ «play station»، حيث يقود بعضهم السيارات بكل تهور، وكأنهم في إحدى مغامرات لعبة driver التي ينتصر فيها من يرتكب أكبر قدر من المخالفات المرورية، غير أن كل ما أخشاه أن تنتهي مغامرته تلك في أحد أعمدة الإنارة ليجد لوحة game over بانتظاره!
وفسر لي ودون قصد منه أيضا كيف أصبح كثير من أبناء هذا الجيل من ذوي الأوزان الثقيلة والنظارات الطبية، حيث يتسمّر أحدهم لمشاهدة شاشة الكمبيوتر القريبة منه لساعات طويلة، ومن خلفه أصدقاؤه الذين يقضون وقت انتظارهم بالتهام أكبر قدر من «الشيبس» والمشروبات الغازية!
بقلم: ماجد بن رائف
أيضًا في مقترحاتنا بخصوص موضوع المقالة: