كيف يمكن أن يتعامل أهل مصاب التوحد مع المجتمع؟
تقول الاختصاصية في الطب النفسي “نسرين دباس”: أن المجتمع يعاني من الجهل بمرض التوحد بشكل كبير جداً، وبشكل عام لا يمكن أن نقول أن هناك خطوات يجب اتباعها للتعامل مع المجتمع كأهل لطفل يعاني من التوحد؛ حيث أن أهل هؤلاء الأطفال يواجهون مواقف مختلفة بشكل يومي، خاصةً في مجتمعنا العربي الذي يفتقد للوعي، والفهم لطبيعة هذا المرض.
ومن الجدير بالذكر أن الأهل قبل أن يتأكدون من حالة طفلهم، بأنه مصاباً بالتوحد، كانت لديهم نفس نظرة المجتمع، من الاستغراب، وعدم الوعي، والفهم بالمرض، بل وبالتأكيد لم تكن لديهم أدنى فكرة عن مرض التوحد من الأساس، ومن هنا يجب أن يلتمس أهالي المصابين بالتوحد العذر لجهل المجتمع قدر الإمكان.
وبطبيعة مرض التوحد؛ فإنه يبنى حاجزاً بين الطفل المصاب به، وبين المجتمع، لذلك فبدلاً من التركيز على سلوكيات المجتمع، يجب أن ينصب تركيز الأهل على تعزيز وتنمية مهارات الطفل، وإتاحة الفرصة له بممارسة هواياته التي يفضلها، والأنشطة التي يجد ذاته، ويستمتع بممارستها؛ حتى ينشأ تفاعل بين الطفل، وبين الأطفال الذين من نفس العمر، وبين الأشخاص في المجتمع أيضاً بطريقة صحيحة.
وباختلاف ردود أفعال الأهل عند علمهم بأن طفلهم مصاباً بالتوحد، فإنه يبقى رد الفعل الإيجابي، والنظرة الإيجابية للمرض، ومحاولة الأسرة بأكملها بأن تُخرج الأمل والتفاؤل، والإبداع من رحم المعاناة والألم هو رد الفعل الأمثل على الإطلاق، وبأن تُزيد من حجم الوعي لنفسها، ولمحيطها الاجتماعي عن طبيعة مرض التوحد، وبالتالي ينعكس ذلك على صحة الطفل، وعلى تطور حالته الصحية والنفسية.
ولقد تم استخدام اسم “طيف التوحد” بناءً على طبيعة المرض، والتي تختلف من مصاب لآخر؛ فقد يكون التوحد بسيطاً بحيث لا يعيق الطفل المصاب من مواصلة حياته بشكل طبيعي، ولا يؤثر على تطور الطفل، ونموه، وتحصيله الدراسي أيضاً، وعلى جانب آخر، فقد تكون الإصابة أشد نوعاً ما، وبالتالي تؤثر على حياة الطفل المُصاب، وتعيق كذلك تفاعله الاجتماعي، وتطوره، ونموه الطبيعي، وبالتالي يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى رعاية أكثر، ومتابعة مستمرة.
وبشكل عام، تؤكد الدكتورة “دباس” على أنه كلما زاد اهتمامنا بالطفل المصاب بالتوحد، وكلما أصبح الأهل مصدر للدعم والمساندة للطفل، كلما أصبح هناك أملاً في التحسن على المستوى الصحي، والنفسي، والاجتماعي أيضاً.
واقرأ هنا عن شعار اليوم العالمي للتوحد 2018 “تمكين الفتيات والنساء المصابات بالتوحد”