ما مدى إنتشار الولادة القيصرية بين النساء؟
قالت “د. روضة البهيان” استشاري النساء والولادة. أصبح موضوع الولادة القيصرية من الموضوعات الطبية المهمة والخطيرة، لأنه للأسف أصبحت بعض الأمهات تتجه إليه وترفض الولادة الطبيعية حتى وإن لم يوجد الداعي الصحي لها، بل وتطور الأمر وزاده أسفًا تشجيع بعض الأطباء عليه بحجة أنه الأنسب للأم صحيًا وأكثر أمنًا على حياتها، والعكس هو الصحيح.
وقد ترجع أسباب زيادة الرغبة في الولادة القيصرية عند الأم إلى التخلص من ألم الإنتظار، وكذلك التخلص من خوف وهول المفاجأة لأن الولادة الطبيعية لا يمكن معرفة ميعادها بالتحديد، وأقصى ما يمكن عمله هو التخمين والإستشراف بملاحظة المؤشرات الدالة على أنسب التواريخ لحدوث الوضع. وبالنسبة للأطباء فهي أكثر راحة لهم حيث يستطيعون تحديد ميعادها وترتيب جدولهم الزمني عليها وإعداد غرفة الولادة مُسبقًا، كما أنها تمثل لهم دخل مادي أعلى من الولادة الطبيعية خصوصًا مع المستشفيات والعيادات الإستثمارية والخاصة.
فالأولى لكل أم الإلتزام بالولادة الطبيعية طالما لم تستدعي الضرورة الطبية غير ذلك، وبخاصة في مجتمعاتنا العربية، حيث لا تقتصر عملية الإنجاب على طفل أو طفلين.
ما أبرز الحالات التي تناسبها الولادة القيصرية لا الطبيعية؟
أوضحت “د. البهيان” أبرز الحالات التي يُلجأ فيها للولادة القيصرية هي:
إذا كان حوض المرأة صغير مقارنة بحجم الجنين، وخصوصًا مع الولادة الأولى، هذا التناسب بين حجم الحوض وحجم الجنين أحد أسباب الإقرار باللجوء إلى الولادة القيصرية.
إذا كانت الولادات السابقة للمرأة كلها قيصرية، من هنا كان إعطاء المرأة الفرصة للولادة الطبيعية في المرتين الأولى والثانية هو المُحبذ طبيًا.
في حال إصابة الأم بأمراض معينة في القلب، وتتم عملية الولادة لهذه الحالات تحت إشراف طبي كامل لفريق من المتخصصين في التوليد والقلب والتخدير.
مع حالات المشيمة الهابطة، لأنها بمجرد بدء الطلق سيبدأ النزيف الشديد، لذلك نستغني عن الولادة الطبيعية لتفادي حدوث ذلك.
إذا لم ينقلب وضع الجنين داخل الرحم إلى وضع الولادة حيث تكون الرأس في الأسفل، ولا ننكر أن الدراسات الحديثة أقرت بإعطاء فرصة للولادة الطبيعية في مثل هذه الحالة إعتمادًا على بعض العوامل منها حجم الجنين.
ما خطورة الولادة القيصرية؟
لا ننكر أن التطور الطبي والتقني في الآلات والأدوات والأساليب الجراحية المتبعة الآن قللت كثيرًا من المخاطر المُصاحبة للولادات القيصرية، لكنها لم تُنهيها، وأبرز هذه المخاطر هي:
خطر التخدير، لازالت توجد بعض الحالات التي قد تتأثر بالتخدير إلى حد ما، تبعًا لإنزيمات معينة موجودة داخل جسم المرأة، وقد ذكر التاريخ الطبي بعض الحالات التي إن عانت من نقص إنزيم معين من إنزيمات الجسم ووضعت تحت التخدير قد تدخل في غيبوبة كاملة لن تستفيق منها أبدًا.
قد تُصاب الأم بأنواع من الجلطات إذا لم تتحرك بعد إتمام الجراحة، وإن كنا نتفادى هذه الخطورة بحقن الأم بمواد لتمييع الدم بعد إتمام الجراحة، وهو إجراء طبي عام ومُلزم في كثير من الدول، وقد تمتد عملية الحقن لستة أسابيع بعد الولادة حسب طبيعة الحالة.
كم مدة الإستشفاء والنقاهة بعد إتمام الولادة القيصرية؟
تابعت “د. البهيان” تطورت معظم الولادات القيصرية الآن وأصبحت تُنفذ مع إستخدام إبر الظهر، التطور الذي سمح للمريضة بتناول الطعام بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات من إجراء العملية، وليس كما الماضي كان يتوجب عليها الإنتظار لمدة 24 ساعة لتتمكن من الأكل. كما يُشدد الأطباء على ضرورة ممارسة المريضة للحركة الخفيفة ثاني يوم العملية مباشرة لتجنب التجلطات، وتزيد الحركة بمرور الأيام، مع المنع من المجهود البدني العنيف أو حمل الأوزان الثقيلة، إلى أن تنتهي فترة النفاس الطبيعية عند كل النساء (6 أسابيع) فتعود الحياة إلى طبيعتها بالكُلية.