ما الفرق بين العلم والمعرفة والفهم

هل تعرف الفرق بين العلم والمعرفة والفهم

كثيراً ما نعاني من الخلط بين بعض المفردات المتقاربة في دلالاتها، وهذا ربما يرجع إلى سطحية علاقتنا باللغة العربية وعدم الإلمام والإحاطة الكافية بأوجه البلاغة والإعجاز والثراء اللفظي الرهيب الذي تتمتع به، بل يمكن القول أنها تتفرد به من بين كل لغات العالم.

وهنا سيدور مقالنا حول معرفة ما الفرق بين العلم والمعرفة والفهم باعتبارهم كلمات متقاربة في الاستخدام والكثير منا لا يعرف الفروق بين دلالاتهم، فتابعونا.

الفرق بين العلم والمعرفة والفهم

سيكون هناك جانبان من التعريفات والفروق

المقصود لغوياً واصطلاحياً بكلمة العلم

العلم لغة هو مصدر من الفعل الماضي علم، وتجمع كلمة علم جمع تكسير فتصير علوم، وتعني ادراك حقيقة الشيء وماهيّته.

أما المقصود الاصطلاحي لكلمة علم فهو الإدراك والإحاطة ببعض القوانين والمفاهيم والدلالات والجوانب المتسلسلة ذات الصلة والارتباط، والذي يتوصل إليه بالملاحظة والتجربة والتحليل.

ويمكن تعريف العلم بصياغة أخرى بأنه عملية معرفية منظمة تتأتي عن القيام بالبحث والتفكير والاستنتاج، ومن ثم فالعلم وما ينشق عنه من معنى التعلم هو نشاط عقلي محض.

المقصود لغويا واصطلاحياً بالمعرفة

المعرفة لغة من الفعل عرف أي انتفى جهله بشيء. واصطلاحاً هي ما يتكون في الذهن من تصور لشيء ما وإدراك حدسي له.

الفرق بين العلم والمعرفة

وإن كانت الكلمتان تنطويان على معنى الإدراك والإحاطة وكشف الغموض عن شيء ما إلا أن هناك ثمة عدد من الفروق تسوغ استخدام كلمة المعرفة في مواطن لا تناسب كلمة العلم والعكس صحيح، ومن أهم تلك الفروق ما يلي:

  • تطلق المعرفة على العلم الذي لم يسبقه سعي، أما العلم فهو ادراك نتج عن بحث وطلب.
  • المعرفة يسبقها جهل، والعلم ليس كذلك لذا ننسب إلى الله فعل علم ولا ننسب إليه فعل عرف.
  • تستخدم لفظة المعرفة للدلالة على العلم البسيط والسطحي، أما العلم المركب العميق فيستخدم له لفظة علم.
  • تطلق المعرفة على ما يتصور وليس على ما يحس ويلمس، لذا يقال عرفت الله ولا يقال علمت الله.
  • ضد عرف أنكر، وضد علم جهل.
  • تطلق لفظ المعرفة على ما يدرك من آثاره بينما تطلق لفظة العلم على ما يعرف بذاته.
  • المعرفة إدراك وانتباه لشيء قد يسبقه غفلة أما العلم فليس كذلك.

معنى الفهم

الفهم هو قدرة عقلية صرفة يهبها الله لمن يشاء ويحرم منها من يشاء، وهي تلك القدرة التي تجعل الفاهم يرى الصورة بعمق ووضوح ويدرك تفاصيلها أكثر من غيره، والفهم متفاوت من شخص لآخر بينما المعرفة مثلا لا تقبل التفاوت.

وإذا ما قارنا بين المفاهيم الثلاثة “العلم والمعرفة والفهم” فسنلاحظ ما يلي:
يطلق العلم على التوصل لمعلومات جديدة عن شيء ما، وتطلق المعرفة على وضع تلك المعلومات في اطار واحد وإيجاد الصلة بينها، فإن الفهم هو عملية ادراك علة أو سبب هذا الربط بين المعلومات وآلية عمله.

ومن ثم فإن الفرق بين الفهم والمعرفة كالتالي:

  • المعرفة معنى قابل للقياس أما الفهم فليس كذلك.
  • المعرفة قد يعقبها نسيان أم الفهم فيدوم أثره.
  • المعرفة معلومات وبيانات والفهم هو القدرة على توظيف تلك البيانات.
  • المعرفة أمر سطحي أما الفهم فهو أمر يتميز بالعمق.

وفي الختام، نأمل أن نكون في نهاية مقالنا حول (ما الفرق بين العلم والمعرفة والفهم) أن نكون قد نجحنا في تقريب وتوضيح الفروق الدقيقة بين دلالات الألفاظ الثلاثة، لنعين القارئ العزيز على فهم أوضح وأكثر عمقا لتلك المفردات، والله الموفق والمستعان وعليه وحده التكلان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top