أهمية التأمين الصحي لأفراد المجتمع
يقول الصحافي الاقتصادي “خالد أبو شقرا”: أنه في يومنا الحالي يعتبر التأمين الصحي أمر ضروري جداً؛ حيت هناك زيادة واضحة في معدلات الأمراض، وارتفاع تكاليف العلاج مع ذلك، وتعتبر ثقافة التأمين الصحي غائبة في مجتمعنا العربي؛ حيث يهتم معظم الأشخاص بتأمين سياراتهم بشكل كامل، وبالرغم من ذلك لا يهتم مجتمعنا العربي بتأمين صحة أفراده؛ وقد يكون السبب في ذلك هو تمتع المعظم بدرجة عالية من الصحة، وبالتالي لا يعتبرونه مهماً، أو ضرورياً.
ومن الجدير بالذكر أن ثقافة التأمين الصحي بشكل عام بدأت في الظهور عام ١٨٠٠ م، ومع ذلك ظهرت في عالمنا العربي في أواسط الخمسينات، وفي بعض الدول العربية مثل اليمن على سبيل المثال لم يظهر مفهوم التأمين الصحي إلا في عام ٢٠٠٥ م، تقوم فلسفة التأمين الصحي على مبدأ تجميع المخاطر، وتوزيع الأعباء على شرائح المجتمع؛ بحيث يصبح الأصحاء يساهمون في دفع التكلفة العلاجية للمرضى من ناحية التأمين الصحي، ومن ناحية إجراء العمليات، وغيرها الكثير، وبالتالي هو مبدأ وفلسفة اجتماعية قبل أن يكون مبدأ تجاري.
ويؤكد “خالد” أن المسؤولية الاولى تترتب على الدول، ففي كثير من الدول تتكفل وزارة الصحة بالتأمين الصحي للمواطنين، وحتى الضمان الاجتماعي، وشركات الضمان وغيرها، ولكن في عالمنا العربي يبقى العلاج الحكومي مقصراً بشكل واضح جداً في العديد من النواحي، ولا يوفر إلا المستلزمات الطبية الأساسية اللازمة للمواطنين، ولا يتعداها إلى بقية الأمور، ومن هنا يأتي دور الشركات الخاصة التي ينتسب إليها الأفراد، أو الموظفون، لخلق تأمين صحي شامل لهم.
وبشكل عام فإن المشكلة الكبرى التي تواجه سواء الحكومات العربية، أو الشركات الخاصة من ناحية التأمين الصحي، هي ارتفاع التكلفة على حد قول “أبو شقرا”، وتتمثل المشكلة الأكبر في غياب الرقابة، وبالتالي تظهر مشاكل مخالفة للقانون، مثل مشاكل التزوير في الفواتير، وبالتالي يتحملون أضعاف الأعباء المالية.
ولا يمكن أن نتغاضى عن مشكلة أساسية أخرى، والتي تعد خللاً في نظام الحكومات العربية؛ حيث تفرض قوانين الدولة تأمين سياراتنا بشكل أساسي، ولكنها لا تفرض علينا التأمين الصحي، بالرغم من أن التأمين الصحي له فوائد ومردود اقتصادي أكبر بكثير من التأمين على السيارات.
أما عن تعدد الجهات التي قد تقدم خدمات التأمين الصحي للأفراد، فتعتبر مثل هذه الظواهر سبباً رئيسياً للفوضى كما وضح “خالد”، ولكن قد تساهم هذه الظواهر في تقديم الخدمات الطبية بشكل أفضل؛ كنتيجة للتنافس بين العديد من الشركات الخاصة.
وأخيراً، فيعتبر التأمين الصحي أمراً في غاية الأهمية لا يمكن أن نتخلى عنه، وبالتالي فإن كان في الإمكان أن نأمن على صحتنا في شركات التأمين الصحي الخاصة، فيجب أن يتم ذلك في وقت مبكر جداً، ولا ننتظر حتى عمر الستين عاماً على سبيل المثال عندما تبدأ الأمراض في الظهور، وذلك لعدة أسباب، منها:
- ارتفاع التكلفة في هذه الحالة؛ فقد تصل نسبة التأمين الصحي ١٠٪ في بداية حياتنا، ولكنها قد تصل إلى ٤٠-٥٠٪ في ذلك الوقت.
- قد يُعتبر الانتساب إلى شركات التأمين الصحي في هذا العمر مبدأ غير أخلاقي إذا صح التعبير؛ بحيث أن هذا الشخص يشارك مع غيره في تكاليف التأمين الصحي عندما يكون محتاجاً للتأمين الصحي فقط، وليس عندما يكون قادراً على ذلك.
تعرّف هنا عن كثب على البرنامج التكميلي