أنا من أشد المؤمنين بفكرة التغيير وبفضل الله أشتغل بكثافة على نفسي وعلى أكثر من صعيد… وأجري باستمرار تعديلات على حياتي وأحاول أن أمحص طريقة تفكيري.
المشكلة التي أواجهها أنني أجد من حولي متذمرون من تغيري هذا، رغم إقرارهم بأنه للأفضل. والسبب يتمثل بأنه لم يعد لديهم القدرة لموازاة المستوى الفكري وأسلوب الحياة الجديد الذي أنتهجه… أنا أعلم أن هذا ليس بالسهل وحينما أحاول أن أنقل لهم ما تعلمته أجدهم أنهم لا يرغبون بتغيير معتقداتهم وطريقة تعاملهم، ويكتفون بالتعليق أنني تغيرت.
لا أجزم بأنني الصحة دائما… وأعلم أن لكل شخص مطلق الحرية ليحيى حياته كما يريد، لا أنتقص من قدرهم ولا أجبرهم على شيء…
لكن كما أحب لنفسي الخير… أحبه لهم أيضًا.
وسؤالي: كيف أجمع بين ما أريد وما يريدون… وكيف أحاول أن أوصل لهم ما فتح الله به على من مفاتيح لحياة أفضل بحيث تؤتي أكلها معهم… وما السبيل لجعل هذا التغيير الذي حقق لي الكثير من الإنجازات على المستوى الشخصي، بناء على مستوى علاقاتي الأخرى.
⇐ وهنا تقول د. دعاء راجح «المستشارة الاجتماعية»: أشكرك على سؤالك الرائع فالكثيرون من الناجحين في هذه الحياة يشعرون بغربة في مجتمعاتهم وفي ضعف التواصل مع الآخرين ويشعرون أن الناس لا يفهمونهم ولا يقدرونهم بل كما تقولين قد يكثرون من النقد على الرغم من قناعتهم الداخلية بنجاحهم
ولذلك فأنت تحتاجين في تواصلك مع الآخرين إلى عدة أمور:
أولا التفاهم: بمعنى أن تفهمي طبيعة تفكيرهم وتفهمي مشاعرهم بشكل جيد وتفهمي قدراتهم وتفكري أنك كنت تحملين نفس الأفكار والمشاعر لولا أن من الله عليك بالنضج والتغيير (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم).
- وكما تفهمينهم فهم يحتاجون أن يفهموك بالتعبير الواضح الصريح عن نفسك وأفكارك ومشاعرك ومعتقداتك دون أدنى نقد او نصح لهم او الدخول في جدال او لوم بل إن أفضل وسيلة لإقناع الآخر بوجهة نظرك ان تقول ما تراه فقط دون الدخول في مناقشات وجدالات يكون فيها منتصر ومنهزم حيث تغلق مثل هذه الجدالات العقول وتجعلها تفكر في كيفية الانتصار للنفس بدلا من قبول الحق.
- ثانيا: التقبل… اقبلي الآخرين بنيتي كما هم لا تنظري إليهم على أنهم أقل من مستواك الفكري أو أضعف في القدرة على إحداث تغيير ولكن تقبيلهم كما هم بإيجابياتهم وسلبياتهم … بل بالعكس انظري دوما إلى إيجابياتهم وامدحي فيهم هذه الإيجابيات مشجعيهم على استغلال مثل هذه الملكات في إحداث تغييرات في حياتهم… فإن الإنسان يحفز بالتشجيع والمدح أكثر مما يحفز النقد والنقص.
- ثالثا: ابحثي دوما عن نقاط الاتفاق بينك وبينهم وركزي عليها بنسبة أكبر في علاقتك بهم ولا تجعلي نقاط الاختلاف سببا في حدوث الخلاف.
- رابعا: حددي تماما نقاط الاختلاف التي تؤدى إلى الخلاف واطرحيها عليهم واتفقي معهم على آلية لكيفية الاتفاق أو التصرف بشكل يرضيك ويرضيهم.
- خامسا: تحتاجين حبيبتي للقراءة المستمرة أو التدرب على فنون التواصل مع الآخرين وكيف تكسبين حبهم واحترامهم فإنك أن ملكت قلوبهم ملكت عقولهم.
وأخيرا الدعاء الله الله ﷻ ان يفتح عليك قلوب العباد (اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين).
⇐ كما يمكنك الاطلاع –أيضًا– على: