دائماً ما نردد المثل الشهير ” العتاب على قدر المحبة “، فهل يمكننا عتاب أنفسنا لأننا نود دوماً تطوير ذاتنا وتحقيق الأفضل؟، ولابد وأن أكثر من يمكنهم الإجابة على هذا السؤال هم الأشخاص الذين لديهم طموح واسع في هذه الحياة لإمكانية اعتبار ذلك العتاب بمثابة حافز لهم للوصول إلى طريق النجاح.
ماذا يعني مفهوم عتاب الذات وما هي آلياته؟
تقول الدكتورة ناريمان عطيه “استشارية العلاقات والسلوك”، يتمحور مفهوم عتاب الذات حول المراجعة أو اللوم، لذلك فإن عتاب الذات هو عبارة عن نقض أو محاسبة الذات وكل هذا يعتبر توجه نقوم به عندما يكون لدينا هدف ما في حياتنا ونقوم بتقييم ذلك الهدف أو تلك النتيجة التي وصلنا إليها كما يجدر الإشارة إلى أن الإنسان المعتاد على عتاب ذاته فإنه يحبها ويحب نفسه للوصول إلى الأفضل ومن ثم يكون هدف العتاب في هذه الحالة أن يكون الإنسان أفضل من غيره ومتطور بشكل مستمر.
أما عن آليات عتاب الذات فيمكننا القول أن أهم شيء في العتاب ألا نتحول إلى الطريقة السلبية وإنما يجب علينا الموازنة في العتاب حتى لا نتحول إلى حالة من حالات جَلد الذات بطريقة سلبية يؤذي فيها الشخص نفسه، لذلك يجب أن يراجع الإنسان دوماً علاقته بأسرته وأقربائه والمحيطين به كما يمكن أن ينقض الشخص نفسه في لحظتها أو بعد الجلوس في لحظة هدوء أو عند الراحة ومراجعة الأحداث اليومية التي مرت عليه مراعين في ذلك بعض الأمور التي تؤثر علينا في علاقتنا مع الغير كالاتصال الروحي بالله سبحانه وتعالى وبالتالي فإن عتاب الذات يحفزنا للتطوير وتغيير بعض سلوكياتنا التي نراها خاطئة أو ناقصة في ذاتنا.
ما الفرق بين عتاب الذات وجلد الذات؟
يعتبر عتاب الذات هو مفهوم أطلقه علماء الاجتماع الإيجابيين لكي يخففوا من مفهوم جلد الذات الذي يشعر فيه الشخص بالخطأ والإثم طيلة الوقت دون أن يحاول تغيير ذلك الخطأ في نفسه ومن ثم يحدث هنالك اضطراب نفسي عند هذا الشخص ويعاني حينها من ضعف الشخصية وربما الوصول إلى حالة من حالات الاكتئاب وتتأثر حياته بشكل سلبي، بينما عتاب الذات يتمثل حول هيكلة جديدة للنفس والحياة ومن ثم يقتع الشخص أن التغيير للأفضل هو من صنع ذاته وليس من صنع شخص آخر لديه المفتاح لتغيير حياة هذا الشخص – وفق ما ذكرته الأخصائية.
أضافت ” ناريمان “: يجدر الإشارة إلى أهمية عتاب وتقييم الذات في نفس اللحظة ومن ثم يمكننا أخذ العبرة من نتيجة الموقف السابق الذي تصرفنا فيه بطريقة ما ولكن أتت نتيجته بشكل سلبي علينا ومن ثم سيكون ذلك العتاب بمثابة مراجعة أو دافع لتغيير الطريقة التي نتعامل بها لنصل إلى نتيجة أفضل غير التي وصلنا إليها من قبل، وهذا هو الهدف الإيجابي لعتاب الذات.
ويمكننا القول كذلك بأن عتاب النفس يكشف لنا عن هويتنا وذاتنا أكثر وأكثر ومن ثم نتصرف كما نحن لنصل إلى النتيجة المرجوة.
وأخيراً، تشير الدراسات أن الأشخاص المتفائلين الذين لديهم الأمل طيلة الوقت في حياتهم لديهم الفرصة للوصول إلى عمر 85 سنة بأمراض أقل وصحة أفضل كما أن عتاب الذات هو واحد من الأساليب التي تجعلنا نتحمل مسئولية سلوكنا ونكون دائماً داخل حيز الجانب المضيء في الحياة عن طريق كسب النتائج الإيجابية في حياتنا.