ما يحتاجهُ المراهق من الأهل
تقول المستشارة التربوية والأسرية “نور زيادة”: أنه من المعروف أنه بمجرد أن تزوج الشريكين، أصبح هنالك شراكة بينهما، ولابد وأن يكون هناك التزاماً تجاه بعضهم البعض، وعند وجود طفل، أي فرد جديد في الأسرة لابد وأن يكون هناك التزام من ناحيتهم تجاه هذا الطفل الجديد، وهذا يبدأ منذ الطفولة.
حيث تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة مهمة جداً، تؤثر على حياة الإنسان بأكملها، ومرحلة المراهقة تعتبر هي محصلة لما حدث أثناء الطفولة، ذلك مع مراعاة الفروق الفردية بين الأشخاص، وتكون مرحلة المراهقة في الفترة بين ١٢- ٢٠ سنة تقريباً، وقد أثبتت الدراسات أن مرحلة المراهقة لدى البعض قد تبدأ في عمر مبكر عن ذلك ٨-٩ سنوات، وتعرف حينها بالمراهقة المبكرة؛ وقد يكون السبب فذ ذلك هو الانفتاح الذي نعيشه الآن.
وتعتبر مرحلة المراهقة بمثابة تحدي كبير جدًا بالنسبة للأهل؛ حيث أنه قد كان هنالك سيطرة كاملة من قبل الأهل على الابن منذ الولادة حتى هذه المرحلة، ومن ثم تأتي مرحلة المراهقة؛ حيث يحاول الابن أن يستقل بذاته، ويثبت شخصيته، ويشعر بأنه كيان مستقل تماماً عن الأسرة، ومن هنا تبدأ معاناة الأهل مع المراهق، وخلال ذلك يحتاج المراهق من الأهل بعض الأمور، أهمها:
- أن يعزز الأهل لديه فكرة أنه جيد بما يكفي، وذلك من خلال التركيز على النقاط، والصفات الايجابية في شخصيته، ونقاط القوة لدى الابن، وذلك لابد وأن يكون قولاً وعملاً.
- مساعدة الابن على تحديد أهدافه، وتحقيقها؛ حيث أنه من المعروف خلال هذه المرحلة أن يكون المراهق غير متزن لا من ناحية التفكير، أو المشاعر، أو في نظام الحياة بشكل عام؛ لذلك فيجب أن نحاول أن نساعده في الوصول لما يريد، ولما يسعى له.
- مسامحة المراهق عند ارتكاب الاخطاء: وذلك لأن المراهق يحتاج خلال هذه الفترة إلى مساحة للتجربة، والاستكشاف، ولارتكاب الاخطاء؛ حيث أنه لن يتعلم إلا بعد أن يخطأ، وتؤكد “نور” على أن خطأ الابن أمام الأهل خاصةً في مرحلة المراهقة، يكون أهون بكثير من خطؤه وحده، بعيداً عن الأهل؛ حيث أن الأهل لابد وأن يكونوا بمثابة درع الحماية للابن، ويكون دائماً تحت مراقبتهم عن قرب، وكذلك عن بعد.
- استيعاب مشاعره: حيث يحتاج الابن من أهله في مرحلة المراهقة إلى تفهم، واستيعاب مشاعره، فالابن في مرحلة المراهقة يكون عبارة عن كتلة متحركة من المشاعر؛ نظراً لعدم قدرته على التوازن بشكل كبير، ذلك بالإضافة إلى الاضطرابات الهرمونية خلال تلك الفترة، والتي تتطلب من كل من الأب، والأم فهم، استيعاب، احتواء، واحترام مشاعر الابن المراهق.
ولابد من عدم الاستهانة بمشاعر الابن المراهق كما يفعل بعض الأهل، خاصةً عند غضبه، أو ضيقه، أو حزنه أيضاً؛ حيث يجب أن يكون هناك حوار حول كل ما يغضبه، وما يحزنه، ونجعله يستطيع أن يتجاوز هذه المشاعر.
- أن يكون هناك بعض القوانين في الأسرة: وذلك حتى يتعلم الابن الانضباط في هذه المرحلة، والالتزام بقواعد وقوانين، وكذلك حدود الأسرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه القوانين حتماً ستشعره بالأمان في مرحلة ما من حياته.
- الابتعاد عن الانتقاد واللوم: فتؤكد “نور” على أهمية الابتعاد عن النقد المتكرر؛ فهناك بعض المراهقين قد لا يخبروا الأهل بالعديد من الأمور خوفاً من الانتقاد، واللوم.
ونوصِيك بالاطلاع على العلاقة بين العذرية والشرف