إن كان للثورات الجماهيرية العربية التي حدثت أخيرا من سلبية، فسلبيتها الأكبر هي تغييب الزمن الجميل لموقع تويتر التواصلي، فمنذ نحو ثلاث سنوات ومنذ اكتشافي لتويتر كنت أقول إنه ملاذ الكثيرين، وكنت خصصت تدوينة في وقتها خصصت الحديث فيها عن تويتر وطريقة تواصله وربطه مع أصدقاء الإنترنت واعتباره أحد أهم أحداث السنة.
إحدى مزايا تويتر كانت في تنوعه، فأنت في الحقيقة لا تتابع منتدى أحادي التوجه، تقرأ تتويتات الصباح تجد النكتة والأخبار الخفيفة، بعد الظهر ربما قليل من الأخبار السياسية، في المساء تظهر تحليلات الكرة، وما بينهما ستجد أمورا متنوعة لا يمكن تخيلها.. قد تجد فائدة تقنية وقد تجد وصفة طعام!.
ما حدث في رأيي خلال الشهرين الماضيين كانت في تضاعف عدد المسجلين العرب بشكل كبير إثر تردد اسم الموقع إعلاميا وربطه مع «الفيس بوك» فيما حدث من ثورات، طبعا غالبية من وصل لم يعرف آلية فكرة الموقع بالتحديد فشارك بأسلوب لا يتخلف عن أسلوب المنتديات ولم يتبق إلا أن تجد من يطالب بفكرة تثبيت تتويتة حتى لا تسقط أو آخر يرد على تتويتة لاعتقاده أنها سترتفع لأعلى!.
إلى وقت قريب كنت أعتقد أن من يشاركني هذا الرأي هو عدد قليل من الأصدقاء إلى أن بدأت ألحظ أخيرا عددا كبيرا يبدي امتعاضه لما حدث في تويتر وضرورة إيجاد حلول غير فكرة القوائم.. في رأيي هناك مشكلة عدم وجود بديل لتويتر حتى يومنا هذا، مررنا بالشات والمنتديات والمدونات والفيس بوك واحتاج هذا التحرك نحو عشر سنوات تقريبا، لكن في كل موضة كنا نرى موقعا جديدا في طريقه لكسب الأضواء غير أن هذا لم يظهر مع تويتر حتى الآن.
لذلك عن نفسي سأحاول ترتيب قائمتي التي أتابعها من جديد، ويجب أن أفهم أنا وغيري أيضا حينما لا يتابعني صديقي أو زميلي بأنه لا يعني بأنه «يكرهني»، يجب أن نتقبل أن عدم متابعتك من قبل أي شخص هي في النهاية رأي شخصي، لأن مشاركاتك لا تتقاطع مع توجهاته، بل بالعكس قد يكون لديك دافع لأنه لم يتابعك لسبب تركيزك مثلا على جانب محدد لا يهمه، أو أنك من مكثري «الريتويت» وهو ما يراه بعض المتابعين – مثلي – مزعجا أو ربما لأنك لا تختص بالمشاركات إلا في الرد على أصدقائك المقربين وتتجاهل الآخرين.
من أكثر الأمور التي لا تعجبني في تويتر كثرة «الطايرين في العجة» وهو مصطلح محلي كناية عن «فكر القطيع»! للأسف كثير من المشاركين لا يتوقف ولو قليلا لأجل مساحة في التفكير فما إن يوضع رابط أو صورة لوثيقة حتى يبدأ الهجوم من لا شيء.. حتى وإن كانت الصورة لم تتضح أو أن المتهجم لم يقدم أدلته بشكل قاطع، قد يكون صغر سن الكثير من المشاركين سببا في ذلك ولكن من المفترض أن تتغير مع الخبرة.. يوما بعد يوم، وحدثا بعد حدث وزنقة بعد زنقة!.
يجب أن تزيد الاستقلالية في الرأي حتى ولو أدى ذلك لأن يغضب متابعوك، أنت لست في مجال تنافس لحصد أكثر عدد من المتابعين بل أنت تعبر عن فكرك ورأيك وتوجهك.. لا تنتظر فلانا وعلانا ليقول رأيه أول ثم تأتي أنت وتردد مثلهم.
من ملاحظاتي أيضا تضخيم دور تويتر وتحميله أكبر مما يحتمل، لنكن صادقين وأنا هنا أتحدث عن متابعة لتويتر منذ أكثر من ثلاث سنوات، عدد المتابعين «الفعليين» مازال قليلا وقليلا جدا مقارنة بمنتجات إنترنتية أخرى، الأعداد الكبيرة التي تتابع فلانا وعلانا ليست في الحقيقة متابعة فعلية، بل درجت العادة فيمن يسجل حديثا أن يتجه لصفحة تركي الدخيل مثلا وسلمان العودة.. فيضيفهم في قائمته لأنه لم يعرف المنتسبين لتويتر بعد – بالمناسبة أنا هنا لا أعني أنهم لا يستحقون المتابعة فعلا – لكن ما أصل إليه هو أن العدد الفعلي الذي يتابع مرة على الأقل في اليوم أو اليومين دون عشرة آلاف مستخدم سعودي وربما خليجي، عن نفسي هناك نحو 1300 متابع لكني أجزم بأن نصفهم غير حقيقيين فعلا، ففيهم مواقع ومنتديات ومحال تجارية وسبام وشخصيات لا توجد لديها أي مشاركة فقط شاركت وأضافت متابعين، أما من أرد عليهم ويردون علي ويحدث تواصل حتى ولو كان غير مباشر فهم لا يزيدون على 200 متابع.
كل يوم أطل فيه على تويتر أتأمل وأقول.. كيف سيكون البديل؟ وكيف سيتغلب الموقع الجديد على واحد من أسهل الأفكار وأقواها على الإنترنت؟
أتريد مقالات أكثر؟ حسنًا؛ تفضل:
- اقرأ: إيديولوجيا الإعلام
- أيضًا: تربية أو تعليم؟
- كذلك: مقال عن السوشيال ميديا
- وختامًا: الجوال والإنترنت وتبرج النساء.. أسباب الكوارث!