التجارب السابقة أثبتت أن لغة الخطاب والشعارات الفارغة لم تجلب إلا الضياع والتناقضات وهما ما يدفع ثمنها العالم العربي والإسلامي، انعكس ذلك حتى في العلاقات الأسرية والشخصية بمجرد خلاف في الرأي تتحول المعركة إلى لغة تحمل في قاموسها الشتم والتجريح الشخصي وتبقى القضية الرئيسية خارج إطار الحل. تماما كما يحدث في القضايا والخلافات بين الدول رغم الأوقات الطويلة وكميات الأوراق التي تستهلك من أجل الخطابة وطرح الحلول النظرية التي ينتهي مفعولها بعد الخروج من قاعات الاجتماعات المباشرة.
الحال إن لم تبق على حالها فإنها ستزداد سوءا والسبب أن الأفق لا يحمل بوادر انفراج، وأن اللغة تعود إلى سابق عهدها، والمؤتمرات تمتد لأيام تحفل بالخطب والشعارات والتهديد والوعيد لأعداء الأمتين العربية والإسلامية، وللشيطان الإمبريالي، في الوقت الذي يتحرك فيه المهددون لكسب ود ذلك الشيطان «كما يسمونه» بل إنهم يبحثون عن علاج لأمراضهم على أرضه وتحت سمائه… إنه التناقض والكذب اللذان تمارسهما بعض الأنظمة بحق الإنسان لتشكل بالتالي شخصية مهزوزة وضعيفة لأبنائهم.
لذلك يبقى تفكيره ووعيه داخل أطر ضيقة جدا، ومن أجل الخروج بنظام عربي يعتمد على الواقعية والعقلانية لابد من بناء الإنسان العربي بعيدا عن مؤثرات بعض الأنظمة وشعاراتها التي تحركه كالدمية وقت ما تشاء ووفق مصالحها الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب حياته ومستقبله ومستقبل أجياله من الأفضل والأجدى للجماهير العربية أن تعيد التأمل في خياراتها وألا تنساق وراء الدعايات المضللة، الفراغ يحيل المواجهة إلى عنف، وعنف متبادل، ولا يمكن أن يعتدل ميزان الشارع العربي دون ملء الفراغ بقوى متوازنة في طموحاتها وأحلامها.. بعيدا عن الشعارات الفارغة والمشاريع المستوردة والمدعومة.
يقظة: ظاهرة الاغتصاب في المجتمعات العربية والإسلامية التي تستخدم وسيلة تعذيب وبأوامر من تلك الأنظمة تمثل صورة صارخة لحقيقة بناء الإنسان وتشكيل شخصيته وما حدث في الخمسينيات والستينيات من بعض الأنظمة العربية وخلال الغزو العراقي الغادر للكويت وما يقال عما يحدث في ليبيا وما يعانيه المواطن العربي داخل المعتقلات خير دليل.
بقلم: فالح الصغير
أدعوك هنا لتقرأ عن: هل التخطيط جزء من الغرور البشري؟
أيضًا؛ لدينا هنا: صديقي اللص.. أعد إليّ ما سرقت!