مجمَع الأئمة والخُطباء؛ لقد حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة وذلك عبر موقع أوقاف أون لاين، لتكون تحت عنوان: فضل ليلة القدر وزكاة الفطر. وهنا سنُبحِر مُتحدثين حول هذا الموضوع، نُثري محتواكم ونُنعِش ذاكرتكُم بغيض من فيض حول هذه الخطبة وعنوانها.
هذا الموسم المبارك موسم شهر رمضان بقيت فيه أيام معدودة؛ نسأل الله أن يجعلنا وإياكم فيه من المقبولين “وإنما الأعمال بالخواتيم” فمن فرط فيما مضى فإن أمامه فرصة وفُسحة في العمر ينبغي عليها يستدرك ما فات، خاصة وأن أفضل هذا الشهر هو العشر الأواخر منه.
فضل ليلة القدر
هذه العشر التي مازلنا فيها وبقي منها ما بقي؛ فيها ليلة خير من ألف شهر؛ وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحريها للعمل فيها.
العمل فيها خير من ألف شهر كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم؛ هي ليلة مباركة فيا سعادة ويا هناء من وُفِّقَ لقيامها إيمانًا واحتسابا.
ولا ينبغي للمسلم أن يفوِّت مثل هذه الفرص فربما لا يدركها من العام القادم.
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تحري هذه الليلة في تاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو خامسة تبقى؛ بمعنى أن تُتحرَّى هذه الليلة في هذه الأيام في الأوتار من أواخر العشر الأواخر من رمضان؛ نسأل الله أن يبلغنا وإياكم هذه الليلة المباركة.
سألت عائِشة -رضي الله عنها- رسول الله ﷺ عن دُعاءٍ تقوله إذا صادفت ليلة القدر؛ فقال “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.
فينبغي الإكثار من هذا الدعاء وينبغي دائِمًا في حياة المُسلِم أن يلجأ إلى جوامع الدعاء كما كان يفعل رسول الله ﷺ.
زكاة الفطر
أيضا مما يُشرَع في خِتام هذا الشهر المبارك؛ زكاة الفطر؛ فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
وهذا الحديث مُتَّفقٌ عليه.
هؤلاء كلهم -كل من ملك زكاة الفطر- فيجب عليه أن يخرجها في هذه الأيام المباركة؛ بمعنى أن يخرجها في آخر هذا الشهر المبارك.
هي تجِبُ على كل فرد من المسلمين؛ بمعنى أنه لو كان في البيت أربعة أو خمسة صغارًا أو كبارًا، ذكورًا أو إناثًا؛ فعنهم زكاة الفِطر.
كذلك يُستحَب إخراجها عن الحمل، ولا يجِب ذلك؛ بمعنى إذا كانت المرأة حاملا فلها أن تخرج هذه الزكاة إذا كانت تستطيع وإلا فلا حرج فيها فقد فعل ذلك عثمان -رضي الله عنه-.
ولا يجوز للمسلم أن يتهرب منها بأي طريقةٍ كانت، يخرجها ونفسه بها طيبة امتصالًا لأمر الله وأمر الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
مقدار زكاة الفطر ونوعها ووقتها
أما مقدارها فهي صاعٌ نبويٌّ؛ بمعنى أنه يوازي 3 كيلوجرامات تقريبا من وزننا الحالي؛ ويسلمها للفقراء ويتحرى عنهم ولا يُعطي أي إنسان.
ثم نوعها؛ وهي من غالب قوت البلد، بمعنى من الأرز أو من البر أو من الشعير أو غير ذلك مما يؤكل؛ ولا يجوز إخراجها قِماشًا ولا إخراجها موبيليا مثلا أو غير ذلك من هذه الأمور؛ لأن للنبي -صلى الله عليه وسلم- حدد نوعها ومقدارها، فلا يجوز أن يخرج عن ذلك أبدا.
أما وقتها، فوقت الفضيلة فيها هو أن تخرج والرجل يذهب إلى صلاة العيد، بمعنى أن يخرجها يوم العيد قبل الذهاب إلى الصلاة.
وله أن يخرجها قبل يوم العيد بيوم أو يومين، لأن الصحابة رضي الله عنهم قد فعلوا ذلك، خاصًّة إذا كان يتعذر عليه أن يصل إلى الفقراء والمستحقين لها.
وتصرف هذه الزكاة على فقراء البلد؛ ولا تخرج لغيرهم إلا في حالة الضرورة، إذا كان لا يعرف أحدًا من الفقراء أو أن في بلدٍ آخر فقراء محتاجون لها فله أن يخرجها عندهم.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالاً ؟
أما في إخراجها مالاً -وهذا الذي يكثُر فيه الجدال في كُل عام-؛ فالذين يتحمسون له يرون أن الفقير يستفيد من هذا المال.
وقد دار الخِلاف؛ وجاء فريقين؛
- الأول: يرى أنها لابُد ألا تُخرج مال مِصداقًا للسُنَّة.
- الثاني: يرجى جواز إخراجها مالًا -وهذا ما تذهب إليه دار الإفتاء المصرية-.