تلقيت رسالة ساخرة في اليوم الذي تعرضت فيه اليابان للزلزال العنيف والمدمر قبل أيام، تضمنت مطالبة سفارة اليابان في المملكة بجمع «غسال فناجيل» برنامج خواطر للإعلامي أحمد الشقيري الذي خصص أحد أجزائه لتعريف المواطن العربي والمسلم بتاريخ وعمران وحضارة إمبراطورية اليابان العريقة، والحق أنه ورغم تقديري لحجم المأساة العميقة التي يتعرض لها حاليا الشعب الياباني إلا أنني ضحكت كثيرا على مفهوم العين المتفشي بشدة هذه الأيام، بعد أن تجاوز الحديث عنها مجالس النساء لرؤساء الدول!
فالرئيس الليبي قائد الثورة معمر القذافي صاح في خطابه «التاريخي» الذي ألقاه قبل أسابيع في بداية الانتفاضة الشعبية الليبية، مخاطبا شعبه الثائر بلغة غير سياسية ولا حتى منطقية وهو يصبح مستنكرا حالهم «أيش جاكم؟! هذي والله عين!».. يومها تذكرت إحدى المشاركات بأحد البرامج الرياضية السعودية والتي انتشر مقطع مداخلتها في البرنامج من خلال موقع اليوتيوب قبل أعوام قليلة وهي تكاد تبكي من شدة الانفعال متأثرة بخسارة نادي الهلال لإحدى البطولات قائلة «الهلال بوه عين» وتكرر للمرة الثانية مؤكدة «الهلال بوه عين»!.
بطبيعة الحال نحن كمسلمين لن نشكك أبدا في حقيقة الحسد والعين وما إلى ذلك من أمور أقر وجودها وتأثيرها المشرع من خلال القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، لكن تبرير كل شيء قد يصيبنا بأنه «عين أصابتنا» بات مخيفا، فالأمر تطور إلى درجة أن رئيس إحدى الدول العربية حاول أن يبرر للعالم ثورة شعبه وانقلابهم على حكمه بأنها «عين أصابتهم»!
فيما يبدو أن العين ستصبح حجة كل خطأ وكل مصيبة، فغرق جدة ليس إلا بسبب عين أصابتها، وتدهور المنتخب السعودي بسبب العين، كما أن ضوضاء معرض الكتاب الأخيرة وغرقه في آخر أيامه ليس إلا عين أصابته.. والله المستعان!
بقلم: أثير النشمي