في بدايته كان فيس بوك مشروعاً يهدف إلى تقديم خدمة بسيطة وخلق منصات للتواصل الاجتماعي ومع مرور الزمن استطاعت الشركة جذب ملياري ونصف مليار مستخدم حول العالم ونحو ملياري دولار من الاستثمارات حتى أصبحت احدى أكبر شركات العالم. هي شركة تشعبت اختصاصاتها إلى اختصاصات عدة وأصبح طموحها بلا حدود.
فيس بوك يطلع عملته الرقمية ( ليبرا Libra )
تقول ريتشل ليبرمان “خبيرة التكنولوجيا”: هذا الأسبوع أثارت شركة فيس بوك ضجة في القطاع المصرفي بعد الإعلان عن نيتها عن التوسع إلى ما وراء التواصل الاجتماعي إلى العملات الالكترونية والمدفوعات الدولية بإطلاق عملة رقمية تحت اسم ليبرا.
وأضافت، بما أنها عُملة رقمية فمن المفترض أن تخلص الجميع من رسوم الوسطاء حيث يمكن للأموال أن تنتقل عن طريق الأفراد دون أن تتوقف كثيراً ومن المفترض أن تقلل من تكاليف الأموال عبر الحدود”.
ستُشكل هذه العملة عبر مشاركة 28 شريكاً تحت كيان يقع مكانه في كييف آملين أن يتم ذلك في النصف الأول من عام 2020 بشكل تنظيمي عن فيس بوك ويتضمن أكثر من 100 شريك عند انطلاق المشروع، كما أطلقت شركة تابعة مقرها ولاية كاليفورنيا تحت مسمى كاليبرا وهي شركة تقدم محافظ رقمية متصلة ببرامج المراسلة كماسنجر وواتس آب لحفظ عملة ليبرا على أن تكون هذه المحفظة مصير فيس بوك من العُملة إضافة إلى استخدام العملة في تشجيع الشركات على التبادل التجاري على منصاتها، كما ستُدعَّم الليبرا من خلال الأصول المدعومة من الحكومة خاصة مع شركات مالية تقليدية كشركة فيزا مما يعني أن الليبرا ستتحلى باللامركزية والتحرر من قيود النظام المالي الاعتيادي والذي كان سمة أساسية في العملات الرقمية حتى الآن.
وأردفت ” ليبرمان “، من اللافت أن هذه العُملة الرقمية أنها مدعومة بعملات حقيقية حيث أن كل مرة سنشتري الليبرا من المفترض أن نضع نفس الكم من النقود كالعملات الأخرى كالدولار والجنيه وغيرها، وبذلك سنتفادى بعض التقلبات الكبيرة التي شهدتها العملات الرقمية الأخرى”.
على الرغم من إمكانات شركة فيس بوك الهائلة إلا أنه تم اتهامها بسوء استعمال المعلومات الشخصية للمستخدمين، لذلك قد تجد هذه العملة عقبات تنظيمية أمريكية بسبب المخاوف من حماية خصوصية المستهلك خاصة وأنه يتم التحقيق مع مدير الشركة الآن في هذه الاتهامات ولكن تأمل الشركة في تخطي هذه العقبات من خلال الأسس التنظيمية التي تُبني عليه الليبرا إضافة إلى الاتكاء على شعبية فيس بوك الجارفة واعتلاء عرش مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف نقرأ مفهوم طرح عملات رقمية بعد البتكوين؟
تنطلق ليبرا اليوم ضمن سوق العملات الرقمية التي وصل عددها إلى أكبر من 3000 عملة رقمية وتدخل هذه العملة السوق عبر موقع فيس بوك ولا يقتصر الأمر على ذلك لأنها تتشابك مع بعض الشركات الأخرى المعروفة مثل فيزا وماستر كارد وواتس آب لدخول هذه المعركة الاقتصادية الرقمية لأن هذا السوق التجاري يتجه الآن في العالم إلى هذا الاتجاه الالكتروني ومن يسيطر على الأسواق المالية في المستقبل هو من سيكون الأقوى عملياً وهو ما نراه في شركة فيس بوك التي تتضمن كافة الشروط خاصة وأن عدد مستخدميها يفوق 2 مليار مستخدم عملياً وهذا سيساعدها على كسب ثقة مستخدميها، بجانب أن مدير شركة فيس بوك مارك زوكربيرج صرَّح وأن هذه العملة ستكون منفصلة عن فيس بوك لنضمن الشفافية في التعامل بها دون أن يكون هنالك انتهاكات فيما يخص بيانات العملاء خاصة وأن تاريخ شركة فيس بوك سيء في هذه النقطة بعد كشف بيانات أكثر من 87 مليون مستخدم من قبل وهذه ستكون أكبر عقبات عملة ليبرا في المستقبل وأن هذه العملات إن لم يكن بها المزيد من الخصوصية التي تحجبها وتمنعها من الدخول من البلدان التابعة للاتحاد الأوروبي فإن ذلك سيؤثر على نجاحها وهو ما صرح به أحد مسئولي ماستر كارد.
ما هي أوجه استخدام عُملة ليبرا الرقمية؟
عملياً تعتبر ميزة هذه العملة الرقمية أنها مدعومة من الدولار الأمريكي بمعنى أن الشركات المساهمة ستدفع ما يقرب من 10 مليون دولار كضمان للعملة بينما كانت مشكلة العملات الأخرى أنها كانت تتأرجح وتتعرض للسوق عبر العرض والطلب بينما الليبرا هي مدعومة من الدولار مما يساعد على الحفاظ على سعرها وعدم تقلبه مما يعطي ثقة للعملاء بأن هذه العملة التي سيشترونها لن تخسر قيمتها كما أن الشركات التي تدخل ليبرا هي شركات تتمتع بثقة عالية من المستخدمين مما يساعد في تداول العملة بشكل جيد، ولكن تكمن المشكلة في وجود ضمانات في حماية بيانات العملاء وهذا الأمر يتوقف على مدى استطاعة فيس بوك على تقديم هذه الضمانات وسيكون استعمالها عبر الموبايل فون وهذا سيؤثر على سوق المصارف والشركات التي تعمل في مجال تبادل العملات.