كيف أعرف كأم السن المناسب لتعليم الطفل الفرق بين الصدق والكذب وما أسباب كذب الأطفال؟
تجيب “نتالي ديب” معالجة نفسية أنه من لحظة الولادة نتجنب الكذب ونخبر الطفل الحقيقة فمثلًا لا نقول له: سنذهب قليلًا ونعود وإنما نخبره إلى أين نذهب لنخلق علاقة ثقة بيننا وبين الطفل.
وأكملت أن عمر الست سنوات عمر ينمو به الخيال فمن الطبيعي أن الطفل يؤلف شيء ويخبر قصة عن المدرسة ويكملها من خياله الواسع، وهنا ممنوع أن ننعته بالكذب وإنما نخبره أن مخيلته واسعة ولنكتب هذه القصة، وهذا في الإطار الطبيعي، أما من بعد سن السابعة حين نرى تكرر هذا السلوك ولهذا أسباب أوصلته لذلك فهو لا يخلق فجأة، ومن الأسباب التي نراها هي تجنب العقاب، فالطفل خائف من العقاب وهناك عقاب قاسي وتربية قاسية بالمنزل فيكذب ومثال لذلك إذا حصل على درجة منخفضة والأسرة أخبرته أنه إذا حصل على درجة منخفضة سوف يضرب وتعاقب أو يحرم من الخروج في العطلة فيقوم بالكذب أو بتزوير الدرجة أو يأخذ درجة زميله أو يقول أني نسيت أو لم يعطونا الدرجات، فمن المهم أن تبنى علاقة ثقة بينه وبين أهله بأنه مهما حصل فتخبرنا ولا يلجؤون فورًا للعقاب وإنما لحل المشكلة فإذا كان ضعيفًا في المادة فيتم تقويته، ومن الأسباب هو سلوك الأهل فمثلًا إذا رن الهاتف نقول له أخبرهم أنهم ليسوا موجدين ونحن من المفترض أننا قدوة لكننا نكذب، أو نعدهم ولم نوفي بذلك فالطفل يقول لأمه وعدتني بالخروج وكذبتي علي ولم نخرج، ومن أسباب الكذب إحساس الطفل بنقص معين فيخبر أصحابه بأنه سافر في العطلة ويخبرهم بأشياء لم تحدث وهذا قد يكون قلة ثقة بنفسه أو شعور بنقص معين وهذا يجعله يحكي أشياء غير صحيحة لكيلا يظهر مختلفًا عنهم وأنا أطلب من الأهل ألا يقولوا له أنه كاذب وإنما هذا يدل على أنه لا يخرج أو ليس لديه نشاطات.
كيف نعاقب الطفل بناء على مفهومنا للكذب؟
توضح “د. نتالي” أنه إذا كان صغيرًا لا نضع العقاب أولًا وإنما نفتش عن السبب ونعالجه فنصف الحل في إيجاد السبب ثم علاجه وأهم شيء هو عدم نعت الطالب بالكذب لأن هذا يقلل ثقته بنفسه ومن ثم يستعمل هذه الصفة له، ومثلًا إذا كسر كوب لا أقول له: أنت كسرت الوكب؟ وإنما أقول هيا لنجمع الزجاج، فنحل المشكلة.
متى يبدأ الكذب المرضي؟
وضحت “د. نتالي” أنه يبدأ من عمر سبع سنوات وقد يستمر للمراهقة فإذا أصبح يكذب كثيرًا في المراهقة أصبحت هذه حالة مرضية سببها عدم وجود ثقة في الأهل لأنه لا يريد أن يوصل لهم الحقيقة وقد نحتاج للجوء لمعالجين نفسيين ليساعدوا في إيصال الرسائل التي لا تصل بين الطفل وأهله ولم يلجأ لهذا السلوك المتكرر رغم السلوك والتربية الإيجابية وتجربتهم للعقاب التربوي، ويجب الانتباه وعدم نعته بصفة الكذب والتعنيف وأريد إضافة نقطة معينة أنه في العلاج أنا أحب استخدام القصة مع الأطفال قبل النوم واستخدام الموضوع فمثلًا قصة عن طفل يكذب ونسأله عن رأيه وهل تحب أن تكون مكانه وكيف ترى الموضوع أي عمل إسقاط في القصة لأن القصص توصل الموضوع بشكل أسرع.