في دولة تضم «جدة» و«جازان» على البحر الأحمر و«الخبر» و«الدمام» و«الجبيل» و«الخفجي» على الخليج العربي، فإنه يحق لنا أن نتساءل، ما الذي يجعل نسبة كبيرة من مواطنيها يقصدون «دبي» في غالب إجازاتهم القصيرة لينفقوا هناك؟
باستبعاد عامل الطقس والمناخ لقرب المسافة وتشابه التضاريس، فلن يتبقى لنا سوى مقومات السياحة التي ستجعل «دبي» خيارا مناسبا لسائح يرغب في الحصول على خدمات توازي ما سيدفعه من مال، تخيلوا فقط أنه وبعد حسبة بسيطة سيكتشف أن ما دفعه هناك ربما أقل أو يساوي ما سيدفعه في الوجهات السياحية الداخلية ـ إن وجدت ـ!
في غالب مدن المملكة الساحلية تفتقد الواجهات البحرية للكثير من الخدمات السياحية، وهو الأمر الذي يجعل أمر شد الرحال لها غير ذي جدوى، تفتقد للنظافة وللألعاب وللتنظيم ولدورات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، تغيب عنها صناعة الفعاليات الترفيهية الحقيقية غير تلك التي تعتمد على الكراسي والحبال والبالونات! فيما أكثر ما سيشاهد سائح بريء هناك هي المخلفات والفوضى وقوافل الجرذان والغربان التي ورثت المكان كابرا عن كابر! وهو الأمر الذي سيجعله يتراجع عن تلك الخطوة ويتوجه فورا لأقرب مكتب سياحي!
في أكثر تلك المدن لا توجد مدينة ترفيهية حقيقية، لا توجد واحدة تستحق عناء السفر إليها، رغم أن الشريحة المستهدفة كبيرة جدا، إلا أن كل غالبها تقليدي وينتمي للقرن الماضي، سيخرج السائح من غالبها وهو يحمل الشعور بالذنب حين يكتشف أن ما دفعه هناك أكثر بكثير مما حصل عليه من متعة!
لست أعلم متى ندرك أن «السائح» هو ذلك الشخص الجاهز للدفع متى آمن أن الخدمة المقدمة له تستحق السعر المدفوع، متى حقا نستطيع توفير تلك الخدمة ليس من أجله فقط، ولكن من أجل أن يبقى جزء من مليارات هذه الرحلات داخل البلد؟!
بقلم: ماجد بن رائف
وندعوك لقراءة هذا المقال أيضًا: حين تحترم المدن ساكنيها!
أيضًا هناك ترشيح آخر لمقال رائِع؛ يحمل عنوان: السياحة عرض وطلب