ما هو مرض الأكزيما؟ وما أعراضه؟
قال “د. رياض مشعل” استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية عن مرض الأكزيما هو مُصطلح يعبر عن إصابة الجلد بالحساسية نتيجة لأسباب مختلفة. ويختلف أنواع مرض الأكزيما فيما بينها:
فهناك مرض الأكزيما البُنيوية أو الوراثية وهي التي تُصيب الأطفال بعد 4 أو 6 شهور من ولادتهم وقد تستمر معهم فترة طويلة في عمر الطفولة.
وهناك مرض الأكزيما التلامُسية – وهي أكثر الأنواع شيوعًا – نتيجة تلامس الجلد مع شيء يُصيب الجسم بالحساسية مثل – مثلًا – الأكزيما المنتشرة عند ربات البيوت نتيجة إستخدام أنواع مختلفة من الصابون والمنظفات الكيماوية، أو مرض الأكزيما التي قد تُصيب عامل البناء لحساسية جسمه من الأسمنت أو من مواد الدهان… إلخ.
وهناك مرض الأكزيما العصبية الناتجة عن التوتر أو القلق أو الإنفعال… إلخ، وعادة ما تُصيب البالغين.
وهناك الأكزيما الدُهنية.
والفارق الأبرز بين كل هذه الأنواع هو مكان الإصابة. فالأكزيما البنيوية التي تُصيب الأطفال يعانون معها من جلد جاف وطفح جلدي في ثنايا الجسم. أما مرض الأكزيما الدُهنية تُصيب مناطق خلف الأذن وبين الفخذين وحول الأنف وهي المناطق التي تحتوي على عدد كبير من الغدد الدُهنية. أما مرض الأكزيما التلامسية تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة مهنته وأكثر المناطق الجسدية التي تُلامس المواد المسببة للحساسية.
وأكثر أنواع الأكزيما شيوعًا بين الفلسطينيين هي أكزيما الأطفال والأكزيما التلامسية. فبالنسبة لأكزيما الأطفال – على سبيل المثال – فهي مرض مزمن، حيث تُلاحظ الأم تكراره كل فترة مع الطفل، وحال ظهور مرض الأكزيما يُصاب الطفل بجفاف شديد في الوجنتين مع إحمرارهما ووجود قشور بهما، إلى جانب زيادة توتر وعصبية الطفل، وإستمرار حكه لجلده مع عدم قدرته على النوم. كما أن قابلية الإصابة ببعض الأمراض الجلدية الأخرى تزيد عند الأطفال المصابين بالأكزيما مقارنة بغيرهم من الأطفال الأصحاء بسبب الخلل في جهازهم المناعي.
وقد ينتج عن حك الطفل لجلده بإستمرار مع جفاف هذا الجلد الإصابة ببعض الإلتهابات، لأن المُلاحظ عند هؤلاء الأطفال وجود كميات كبيرة من الميكروبات على جلدهم، من هنا كان العلاج الطبي لأكزيما الأطفال غالبًا ما يتضمن علاج للإلتهابات البكتيرية أيضًا.
لا تدخل الأكزيما بحد ذاتها في فئة الأمراض المُعدية، إلا أنه يمكن إنتقال عدوى الإلتهابات الناتجة عنها بين الأطفال خصوصًا.
هل يرتبط مرض الأكزيما بموسم معين؟
تابع “د. مشعل” يصيب مرض الأكزيما بإختلاف أنواعها الإنسان في مختلف فصول السنة، إلا أن حدتها تزيد في فصل الشتاء، لأن أساس مرض الأكزيما وبخاصة الأكزيما البُنيوية عند الأطفال هو جفاف الجلد، وترتفع نسبة جفاف الجلد في فصل الشتاء، مما يُزيد من حدة الأكزيما.
هل يوجد علاج قاطع للأكزيما؟
كما سبق وأن أشرنا أن مرض الأكزيما بأنواعه مرض مزمن، فأكزيما الأطفال مثلًا قد تستمر ظهورًا وإختفاءًا مع الطفل لسنين طويلة من عمره قد تمتد حتى سن 15 عام، وفي بعض الحالات تستمر الأكزيما لما بعد البلوغ، وهنا يتغير اسمها لأكزيما ما بعد البلوغ بدلًا من أكزيما الأطفال.
هل يحدث تغيير في حساسية الجسم لمواد معينة بالتقدم في العمر؟
توجد أنواع مختلفة من حساسية جسم الإنسان للمواد، فهناك الحساسية المباشرة الفورية، مثل تهيج وإحمرار الجلد الناتج فور التعرض للدغ البعوض أو النحل أو الناتج فور تناول نوع معين من الأدوية. وكذلك توجد أنواع من الحساسية البطيئة التشكُل مثل ظهور حساسية جلد ربة المنزل من نوع معين من المنظفات بعد إستخدامه لفترة طويلة.
هل توجد إحترازات وإحتياطات للطفل المريض بالأكزيما؟
أوضح “د. مشعل” النصيحة الذهبية لعلاج أكزيما الأطفال هي ترطيب جلد الطفل بإستمرار، ويمكن مع حالات التهيج والأكزيما الشديدة إستعمال الكورتيزونات الموضعية بجانب المُرطب، وحتى بعد شفاء الطفل من الأكزيما يجب الإستمرار في ترطيب جلده بأخذ حمام سريع بماء فاتر يتبعه مباشرة دِهان الجسم بالمرطبات. كما لا يُنصح بلبس الصوف للأطفال المصابين بالأكزيما. كما يجب ملاحظة تأثير الإكسسوارات على جسمه من حيث الحساسية لمُركباتها ومواد تصنيعها.
ما هي الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بالأكزيما؟
غالبية الإجراءات المُمارسة هي لتخفيف حدة الأكزيما، فكما أشرنا إلى أهمية ترطيب جسم الأطفال بإستمرار لتخفيف حدة الأكزيما، نُشير أيضًا إلى أهمية الإبتعاد عن السبب في حالات مرض الأكزيما التلامسية، فعند إكتشاف الإصابة بالأكزيما التلامسية الناتجة عن ملامسة الجسم لمادة ما، وجب تجنب ملامسة الجلد لهذه المادة مباشرة بإستعمال القفازات مثلًا، ويُفضل القفازات القطنية حتى وإن تم لبس القفازات المطاطية فوقها.
ما أهمية مؤتمر فلسطين الدولي للأمراض الجلدية؟
نقوم الآن بالتحضير لإنعقاد المؤتمر الدولي الفلسطيني الثالث للأمراض الجلدية، في الفترة من 20 إلى 23 فبراير، ومَدعُو إلى هذا المؤتمر نُخبة من كبار أطباء الجلد في فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليونان ومالطا وسويسرا، كما سيحل ضيفًا على المؤتمر رئيس رابطة أطباء الجلد العرب، ووزير الصحة الكويتي السابق وهو بالأساس طبيب جلدية، إلى جانب الضيوف من مصر والإمارات وتونس و17 دولة أخرى. والمُتوقع أن يكون هذا المؤتمر نقلة هامة في مجال طب الأمراض الجلدية في فلسطين.