الكثيرات لا يعرِفن شيئًا عن خلع الولادة، فعادة الأمهات الجدد يكون ليس لديهم الوعي الكافي لاكتشاف أمراض أطفالهم أو الاهتمام باكتشافها، ونظراً للممارسات الخاطئة التي يتبعها بعض المجتمعات والتي قد تتسبب في تعرض الطفل للخطر، فإن من المهم معرفة ما هي الممارسات التي يجب الابتعاد عنها وما الخطر الذي من الممكن أن تتسبب فيه.
وخلع الولادة مشكلة من المشاكل التي يتعرض لها الأطفال، ويظن الناس أن خلع الولادة يتم فقط خلال عملية الولادة أو شد الطفل بطريقة خاطئة ولكن هذا غير صحيح لأنه يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى خلع الولادة لذلك من المهم التعرف عليها وعلى طرق علاجها.
خلع الولادة
يقول الدكتور حيدر الفقهاء، استشاري جراحة عظام أطفال، إن خلع الولادة من المشاكل الكبيرة التي تواجه الأهل وتسبب القلق الشديد عند الناس خصوصا فيما يتعلق بسحب الطفل خلال عملية الولادة وهذا شيء غير صحيح، لأن أغلب الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بخلع الولادة أغلبها تكون أسباب ميكانيكية مثل:
- ضيق الرحم.
- الجلوس بطريقة غير طبيعية في الرحم خلال فترة الحمل.
- تقميط أو ربط رجلي الطفل مع بعضهما بعد الولادة، وهذه من الأخطاء الشائعة في بعض الثقافات والتي تجعل الطفل أكثر عرضة لخلع الولادة بسبب الممارسات الخاطئة ويظهر بشكل أكثر وضوحاً.
وتغير اسم خلع الولادة منذ عام ١٩٨٩ وبدلا ما كان الاسم Congenital dislocation of the hip أصبح Developmental dysplasia وهذا يعني تطور ويعتبر هذا مصطلح مناسب لأنه ممكن أن يحدث خلال الحمل أو بعد الولادة ولا يكون خلع بل هو عدم تطور أو ارتخاء في المفصل بسبب وجود مشكلة في المفصل وليس بسبب حدوث شد، وخلع الكتف يعتبر هو الذي يتم حدوثه خلال عملية الولادة ولكن هناك أكثر من سبب لخلع الكتف وهو غير شائع بالنسبة لخلع الحوض، وخلع الحوض ليس له علاقة بالولادة.
فحص خلع الولادة
هناك بعض التقنيات التي يتم استخدامها لفحص الطفل ومن ضمنها:
- عمل فحص سريري للطفل.
- عمل (Screening test) أو اختبار التقصي وهو الشيء الأساسي الذي يتم استخدامه في العالم.
- عمل أشعة في الأوقات المناسبة سواء في عمر الست أسابيع أو الثلاث أشهر.
يعاني ١٠٪ من الحالات التي تصاب بخلع الولادة من مشكلة خلع الحوض ويكون الحوض خارج التجويف الخاص به، وفي هذه الحالة يصاب الطفل بالعرجة أو قصر في الطول ويظهر بوضوح، وفي المقابل فإن من ٨٠٪ إلى ٩٠٪ من الحالات لا تكمن المشكلة في العرجة أو الطول ولكن المشكلة الحقيقة تكون في ضغط العظمة على الرأس ويتطور المفصل مع الزمن بطريقة غير صحية ولن يلاحظ الأهل هذا الأمر إلا عند الوصول إلى عمر العشرات والعشرينات.
ويبدأ التآكل في المفصل، وهذه هي المشكلة الأساسية التي يتم التعامل معها عن طريق تعديل عظمة الحُق بحيث أن تغطي الرأس بطريقة مناسبة ويتم توزيع القوة بطريقة متناسبة مع الغضاريف حتى يحدث توازن في النمو.
ولا يوجد عمر معين لعمل الفحوصات ولا أنواع الفحوصات التي يجب إجراءها ولكن في أغلب الأماكن يتم استخدام طرق (Selective screening) أي فحص انتقائي للأطفال الذي لديهم معدلات خطورة مرتفعة، ويعتمد هذا على حسب:
- أول ولادة للأم ووجود ضيق في الرحم.
- وضعية الطفل في الرحم (Breech presentation) خلال فترة الحمل.
- التاريخ العائلي (Family history) سواء إذا كان الطفل لديه أم أو أخت تعرضوا للإصابة بخلع الولادة.
في هذه الحالات يتم عمل اختبار التقصي أو عند وجود مشكلة في الفحص السريري يتم إجراء أشعة عند عمر الثلاث أشهر أو إجراء (Ultrasound) أي التصوير بالموجات فوق الصوتية في عمر الأربع أسابيع.
علاج خلع الولادة
هناك عنصرين يتم علاجهم في حالة خلع الولادة، العنصر الأول الذي يكون له علاقة بالرأس التي تدخل وتخرج، والعنصر الثاني هو التغطية العظمية، وعند الاطلاع على العنصر الأول يكون العلاج على حسب عمر الطفل كالتالي:
علاج الأطفال قبل الثلاث أشهر
يتم استخدام الأجهزة التي تربط على الصدر أو الرجلين بهدف أن يقضي الطفل وقت أكثر أثناء ما تكون رأس المفصل داخل عظمة الحُق، وهذا لتثبيت وتطوير المفصل بشكل طبيعي، وينجح هذا العلاج بنسبة أكبر من ٩٠٪، ويتم اتباع هذا العلاج لمدة تتراوح بين ٦ أسابيع إلى شهرين طوال الوقت.
وبعد ذلك يتم استخدام هذه الأجهزة في وقت الليل لفترة تتراوح بين شهرين أو أكثر، ونسبة النجاح تكون من ٩٠٪ إلى ٩٥٪ إذا تم اكتشاف الخلع في وقت مبكر ويتم استخدام طرق أخرى عند اكتشافها في وقت متأخر.
علاج الأطفال بعد الست أشهر
يتم استخدام طرق الترجيع سواء بفتح المفصل أو التثبيت بجبيرة كاملة أو بنطلون جبس كامل حتى لا يحتاج الطفل إلى فتح رجله وفي بعض الأحيان قد يضطر الأطباء إلى إجراء عمليات كبرى لتغيير شكل العظم لزيادة التغطية العظمية على الرأس ويتم الانتظار لعمر سنتين أو سنتين ونصف.
متى يجب فحص الطفل لاكتشاف خلع الولادة؟
من الصعب اكتشاف الأهل هذه المشاكل بدون وجود خلع إلا من خلال أشعة واضحة تبين وجود نقص فعلي في تغطية الرأس، وبالنسبة للأشخاص الذين يصابون بالعرجة أو تغير في شكل القدم فهؤلاء يكونوا مصابين بخلع كامل ونسبتهم تكون أقل من ١٠٪، لذلك لا توجد علامات لاكتشاف خلع الولادة.
ولكن إذا كان الطفل من ضمن الأطفال الذين لديهم خطورة عالية فيجب عمل الفحوصات في الوقت المناسب لأن إذا تم الانتظار إلى كبر الطفل لعمر سنتين وبدأ الطفل في المشي وظهرت العرجة سيكون علاج المشكلة أصعب بكثير من اكتشافها مبكراً.