يقول أحدهم إنني أبالغ كثيرا في نقد الذات.. وأعطي صورا تشاؤمية عن الوضع الرياضي الذي نعيشه.. مؤكدا أن كل الصراعات هي ظاهرة صحية لأي منظومة رياضية في جميع أنحاء العالم، وفي تصوري أن في هذا القول نزوحا غير مأمون الجانب عن الدور الحقيقي الذي يمكن أن تقدمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه شباب الوطن، والعمل على إيجاد بيئة صحية للتنافس الرياضي الشريف بعيدا عن أساليب التناحر والتطاعن أمام الملأ التي أججت التعصب بين الجماهير البسيطة، وجعلت الكثير من الشباب المغرر بهم يتراكضون ويتسابقون من أجل النيل من كاتب أو إعلامي أو صحفي.. والاعتداء عليه بدنيا ومعنويا، هذه صورة قاتمة جدا يجب أن نعمل على إيجاد حلول حقيقية لها.. وألا نتناولها بشكلها الخارجي دون الغوص في أعماقها واجتثاثها من جذورها.
يا ناس يا عالم.. رياضتنا تحتاج إلى إعادة هيكلة وصياغة جديدة تتوافق مع التوجهات التنموية لهذه البلاد.. سواء على المستوى الإداري أو الفني وحتى الإعلامي.. نحتاج إلى كفاءات شابة من شأنها الانطلاق نحو بناء رياضة عصرية بفكر جديد وخلاب يتلاءم مع ما وصلت إليه هذه البلاد من سمعة عالمية على الأصعدة كافة.. وقبل ذلك نحتاج إلى الوعي الكامل بضرورة التغيير والبحث عن الجديد.. فالوسط الرياضي يكاد يكون منغلقا على ذاته.. ويتمحور حول شخصيات ثابتة ليس لديها روح الاستمرارية والنفس الطويل في التعاطي مع المتغيرات العصرية.. وتتعاطى بمفاهيم أكل عليها الدهر وشرب.. نحن بحاجة إلى رجال مرحلة يعيشونها بكل تفاصيلها ويضعونا دائما على مشارف الحقيقة.. من غير عناء ولا تكلف.. عقود من الزمن وشخصياتنا الرياضية لم تتغير.. تتكرر علينا في جميع المناسبات.. ولهذا نحن نقف عاجزين عن إيجاد أفكار تعالج وتحارب كل الأفكار الشاذة التي تنخر في جسد رياضتنا.
نريد أن نستشعر قيمة التغيير حتى ولو بشكل جزئي حتى نقاشاتنا الرياضية سئمناها.. فإعلامنا لا يزال غير قادر على استيعاب أخطاء الحكام.. وأصبح يصدر التعصب ويؤججه لخطأ بشري عابر.
نريد فقط أن نتغير.. لتصبح رياضتنا أكثر رقيا، ومجالا خصبا للإبداع وأهله.
بقلم: حماد الحربي
وهنا نقرأ عن: التعصب الرياضي في المجتمع السعودي.. «دعوها فإنها منتنة»