قد لا يمكن إعتبار الجزائر وجهة سياحية شهيرة، وقد تكون الدولة الجزائرية نفسها لا تنظر للسياحة بإعتبارها من أولويات الدخل القومي، وأمام هذه الحقائق الصادمة تولَّد بداخلنا السؤال العريض: (إن كان الأمر كذلك إذن فلماذا أسافر إلى الجزائر؟!).
وفي رحلة البحث عن الإجابة تسرب إلينا بما لا يدع مجالًا للشك – رغم ما تشير إليه البيانات الرسمية الصادمة – أن الدولة الجزائرية فرصة سياحية كبيرة، وفرصة لأولئك الذين يبحثون عن الوجهات الجديدة، وفرصة لأولئك الساعين خلف كل ما هو راقي وعميق ويحمل بين ثناياه تفاصيل صغيرة شيقة.
كما ارتاحت نفوسنا إلى ما يؤكد أنه ورغم عدم توفر الخدمات السياحية على شكل واسع بالبلاد إلا أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تدفع دفعًا إلى إتخاذ القرار حالًا بالسفر والسياحة في الجزائر.
وهذه الأسباب وتلكم العوامل هي ما ستُفصلها في السطور القادمة بعد أن صِيغت في ثمانية نقاط.
الجزائر وجهة رخيصة جدًا
المستوى المعيشي في الجزائر أرخص كثيرًا مقارنةً بوجهات سياحية أخرى، ولن يصدق أحد هذا حتى يتواجد فعليًا في الأسواق والمراكز التجارية ليكتشف بنفسه.
صحراء الجزائر
تضم الجزائر مساحة شاسعة من الصحراء الكبرى، وتتنوع فيها تضاريس الصحاري ومكوناتها مما جعلها مقصد سياحي لا يقارن للسفاري والإستكشاف، ففيها قمة “الاسكرام” في جبال “الهقار”، وحديقة “طاسيلي الوطنية” التي تعد من التراث العالمي لليونيسكو نظرًا لما تحتويه من حفريات ونقوش ورسومات تعود لملايين السنين، و”وادي ميزاب” الحاوي لقصور ذات طُرز معمارية لا يمكن توقعها في هذا المكان الصحراوي، بالإضافة إلى الواحات في العرق الكبير.
شمال الجزائر الأخضر
لا يعني إمتلاك الجزائر لمساحات شاسعة من الصحاري أنها فقيرة في الخضرة، بل على العكس سيُدهش الزائر من الطبيعة الخضراء بين بساتين ومزارع السهول والهضاب، وكذلك عدد كبير من سلاسل الجبال التي تكتسي بالثلوج شتاءًا وبالخضرة باقي فصول السنة، كذلك تتعدد في شمال الجزائر المحميات البيئية مثل حديقة “الشريعة” و”جرجرة” و”ثنية الاحد” و”بلزمة” و”تازة” و”القالة” و”قوراية”.
سواحل الجزائر وشواطئها
يبلغ طول الساحل الجزائري على البحر المتوسط ١٦٠٠ كيلومتر، كله شواطئ ساحرة ذات رمال ذهبية أو شواطئ صخرية، وتتركز هذه الشواطيء في مدن جميلة مثل “عنابة” و”وهران” و”الجزائر العاصمة” و”تيبازة” و”بجاية” و”جيجل”، وكل هذه المدن تحوي وتضم عدد من القرى والفنادق والمنتجعات السياحية الجميلة ذات الخدمة الجيدة.
آثار الجزائر
تمتلك الدولة الجزائرية سبع مواقع للتراث العالمي مصنفة ضمن قائمة اليونيسكو، وتتنوع هذه المواقع بين الآثار الرومانية والإسلامية والنقوش الحفرية التي تعود لملايين السنين، وأشهر المناطق الأثرية في “تيبازة” و”تيمقاد” و”جمياة” و”القصبة” و”وادي ميزاب” والكثير من المواقع الأخرى.
مدن الجزائر
تتمتع المدن الجزائرية بطابع خاص لا يشبه مدن المشرق العربي، حيث تتعدد فيها الطرز المعمارية والمخططات التصميمية كالتركية والكولونيالية الفرنسية والجزائرية الخالصة، ويمكن ملاحظة ذلك جليًا في مدن مثل قسنطينة ووهران وتلمسان والبليدة والجزائر العاصمة.
فنون الجزائر وثقافتها
هل سمعت يومًا موسيقى الراي؟! حسنًا، فهل تعرف أنواعا أخرى من الموسيقى الجزائرية؟! الثقافة الجزائرية وفنونها خليط من نماذج عدة ففيها الفن الأندلسي وفنون الحوزي وفنون المالوف والفن الشعبي العاصمي وفن الإمزاد وموسيقى الديوان، هذا إلى جانب التراث الفني الخاص بمنطقة القبائل.
مطبخ الجزائر
هناك المزيد من أصناف المطبخ الجزائري الذي لم ينل حقه من الشهرة عالميًا مقارنة بالدول المجاورة، فالأطباق الجزائرية الخالصة تتمازج فيها النكهات المغاربية والصحراوية والتركية والفرنسية.