تقول السائِلة: أنا فتاة عمري 16 سنة.. كان عندي بعض من الفضول الذي أدى إلى ندمي في النهاية.. فقد أردت لمس أو معرفة وتشخيص الأعضاء الجنسية الداخلية لي.. وقمت بإدخال واحدٍ من أصابعي في فتحة خلفية للأعضاء الجنسية الخارجية.. ولا أدري إذا كانت هذه الفتحة المدعوة بفتحة المهبل.. وحسب ما أعرف بأنه لا توجد فتحة غيرها سوى فتحة الشرج وهي من الخلف والمكان الذي قصدته كان قريبا من فتحة الشرج بعض الشيء فكان من الخلف.. ولا أدري إذا كان غشاء البكارة موجوداً في المكان الذي أدخلت به إصبعي بغية في الفضول أم لا؟.. وقد تبت وأتوب الآن على فعلتي هذه؛ لأني أعلم بأنها لا ترضي الله ﷻ.. ما أردت معرفته هو:
- هل غشاء البكارة موجود حيث أدخلت إصبعي؟
- هل الإصبع كاف لجعل غشاء البكارة ينفتح أو يتمزق؟
- وهل هذا المكان الذي أدخلت إصبعي فيه هو نفسه الذي يدخل منه العضو الذكري؟
- وهل توجد فتحات أخرى عند الأنثى غير هذا المكان؟
- وهل الشفتان هما اللحميتان الموجودتان من الأمام؟ في بداية العضو الأنثوي؟!
تساؤلات كثيرة تبلبلني ولا أدري ماذا أفعل.. أشعر بأن نفسيتي متعبة ومتحطمة بعض الشيء لفعلتي هذه.. أرجوكم أن تساعدوني فأنا بحاجة لمساعدة ماسة.. وأرجوكم الإجابة عن أسئلتي في أقرب وقت ممكن.. وشكرا جزيلا.
الإجـابة
ابنتنا الحبيبة.. حقا عزيزتي الجهل طريق الندم، ولكن ماذا أقول غير أن أشير بأصابع الاتهام إلى الآباء والأمهات الذين يخجلون أو يترفعون عن فتح مواضيع الجنس مع أولادهم وبناتهم، فتكون النتيجة محاولة الاكتشاف الخاطئة التي قمت بها لاكتشاف أعضائك التناسلية – وبكل أسف – تفشل هذه المحاولة، فيبدو لي أن الصورة لم تتضح لك بعد، وهذا واضح من نص رسالتك، لذا فإني سأبدأ في ردي عليك بتعريفك على الجهاز التناسلي الأنثوي فسيساعدني هذا كثيرا في تقريب الصورة إلى ذهنك وبه سأكون قد أجبت على أغلب تساؤلاتك.
إن التركيب التشريحي للأعضاء الأنثوية —هذا التركيب الذي يجهله الكثير— يتكون من أعضاء داخلية وخارجية، والأعضاء الخارجية عبارة عن مجموعة أعضاء تحيط بفتحة المهبل وتتكون من:
- العانة: وهو جزء مرتفع مغطى بالشعر، ونمو الشعر هو إحدى مظاهر البلوغ.
- الشفرين الكبيرين.
- الشفرين الصغيرين.
- البظر.
- غشاء البكارة.
- غدة بارثولين وتقع على جانبي المهبل.
- فتحة القناة البولية وتقع أسفل البظر.
أما بالنسبة للتركيب الداخلي فإنه يتكون من:
- المهبل: ويبدأ بفتحة محاطة بغشاء البكارة تؤدي إلى الرحم، ويليه عنق الرحم، ثم جسم الرحم المبطن بطبقة خاصة تدعى بطانة الرحم.
- قناتا فالوب: وتمتد كل منهما من جسم الرحم إلى المبيض، ويمثل كل أنبوب القناة الموصلة بين الرحم والمبيض.
- المبيض: وهما اثنان يقعان على جانبي قناة فالوب.
والآن جاء دور الإجابة على تساؤلاتك التي طرحتها في نهاية رسالتك، وسأجيب على السؤال الأول والثاني منها فقط، أما بقية الأسئلة فأعتقد أن الشرح السابق قد أجاب عليها بالفعل.
عزيزتي، عن كون الإصبع كافٍ لفض غشاء البكارة فأقول نعم، هذا بالطبع وارد، ولكن أشك وبدرجة كبيرة أن تكوني قد آذيت غشاء البكارة لأنه ببساطة لكي يفض هذا الغشاء لا بد أن يدخل جسم غريب من فتحة المهبل إلى داخله كي يصل إلى غشاء البكارة والذي يقع على بعد يترواح ما بين 1.5 – 3 سم تقريبا من فتحة المهبل، ولا بد أن يكون ذلك الجسم الغريب ذا سمك معين بحيث لا يتحمل غشاء البكارة أن يتمدد إلى ذلك السمك فيحدث القطع؛ أضيفي إلى ذلك حدوث بعض الألم الذي يجب معه أن تستمري في الضغط بإصبعك، بالإضافة إلى نزول بعض قطرات الدم وهو ما لا أتوقعه في حالتك فأنت لم تذكري نزول دم مع إدخال إصبعك أو حتى حدوث بعض الألم.
وعلى الرغم من هذا كله أقول لك إنه لا يمكن الجزم بأن غشاء البكارة قد فض إلا بالفحص لدى طبيبة نساء وتوليد، وقد تكون عاجزة هي نفسها عن الإدلاء بالرأي القاطع، فنجد أن شهادة الطبيب الشرعي هي الأولى في هذا الموضوع.
ختاماً.. عزيزتي أتمنى أن يهدأ خاطرك ويطمئن فؤادك وأن يكون في ردي عليك تعريفا لك ولغيرك من الفتيات بمنطقة يسهل اكتشافها دون اللجوء إلى ما فعلت، وأدعو الله من قلبي أن تكوني بخير حال وأن يسعدك الله ويهنئك بزوج صالح وذرية صالحة بإذنه ﷻ.
كما أود أن أستغل هذه الفرصة لأناشد الأمهات والآباء بأن يعلموا أولادهم الجِنس فهو أمر فعله رسول الله ﷺ حين علّم الأصحاب والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط لا إفراط فيه ولا تفريط؛ لأنه جزء من الحياة اعترف به الإسلام ووضع له الأطر الصحيحة للتعامل معه، وكانت أموره تناقش علناً في مجلس الرسول الكريم فأي معلم كان، وهو بالمؤمنين رءوف رحيم.
لمزيد من الفائدة: