هناك العديد من الناس ممن يتطلعون إلى التأثير على الآخر عبر ترجمة ما يدور بعقلهم وما يشعرون به وجدانياً ومحاولة نقله إلى الآخر عبر لغة الجسد، لذلك هناك العديد من الحيل التي يستوجب علينا جميعاً تعلمها حتى يمكننا التأثير على الآخرين بطريقة إيجابية.
تتمثل هذه الحيل في كيفية خلق اتزان كامل بين أعضاء الجسد وبين ما نشعر به أو يمتلكنا داخلياً لنستطيع حينئذ التعبير عن هذا الأمر بطريقة إيجابية أمام الأخر دون أن نقوم بتوظيف هذا الجسد بشكل خاطئ يجعلنا نخسر ما نرمي إليه في حديثنا مع الآخر الذي يشعر حينئذ بعدم صدقنا فيما نرويه له من خلال لغة الجسد التي تفضحنا أمامه.
كيف يمكننا التأثير على الآخرين بصورة إيجابية؟
يرى الدكتور حبيب الخوري ” خبير في لغة الجسد ” أنه بإمكاننا التأثير على الآخرين إما بصورة إيجابية أو سلبية، ولكن ما يعنينا في هذا المقام أن نقوم بالتأثير عليهم دائماً بطريقة إيجابية لأن هذه الطريقة هي ما ستبقى في علاقتنا مع الآخر، كما أنها ستجذب التعامل والتواصل معه بصورة جيدة لنصل إلى النتيجة التي نود القيام بها مع هذا الآخر إما في المبيعات أو في التعارف أو في العلاقات الاجتماعية إلخ إلخ.. لأنه لا يُعد الكلام الإيجابي الذي لا يُلحَق بلغة جسد إيجابية كلاماً ذو معنى.
يجدر الإشارة إلى أنه مهما كان الإنسان متميزاً في لغة الجسد أو لديه علم بها لا يمكنه التحكم بشكل كامل في لغة جسده التي تتكون من ثلاثة مكونات هي:
- الرأس.
- الوسط.
- الرجلين.
لذلك، مهما استطعنا التحكم في أي جزء منه فلن نستطيع التحكم في الجزء الآخر ويمكن لأي شخص آخر التنبه إلى هذا الأمر وأن يقرأ لغة جسدنا ويتعرف على كذبنا عليه في الأمر الذي نحاوره فيه، لذلك فإن كيفية تواصلنا مع الآخر يعتمد بشكل أساسي على كيفية قراءة لغة الجسد بمهارة، إلى جانب ضرورة استعمال هذه اللغة بشكل ماهر أيضاً.
متى يكون للإنسان تأثير سلبي وإيجابي عند الناس؟
يُقصد بالتأثير السلبي الذي نتلاعب فيه بالآخرين عن قصد بالاحتيال عليهم، وهو مثلما يقوم الأشخاص بمحاولة إقناع شخص آخر بأنه مُغرم به، وبهذه الطريقة فإننا نقوم بأذى الآخرين، لذلك لابد لنا من قراءة لغة جسد الآخر للتأكد من أننا قد أثرنا فيه إيجاباً.
مضيفاً: على سبيل المثال، لا يمكن لشخص ما أن يقوم بقول أشعار غزل في شخص آخر وبؤبؤ عينه ضيق كما هو، لأن لغة عينه حتماً ستفضح أمره أمام من يستمع لهذا الغزل.
هناك 5 حيل يمكن أن يستعملها الإنسان للتأثير على الآخر بطريقة إيجابية وهي:
- التطابق بيننا وبين الآخر، وهو ما يمكن القيام به عن طريق تقليد الآخر بحركاته كاملةً خلال الحديث معه، ويجب أن يتم ذلك بطريقة بطيئة دون أن يشعر هذا الشخص الذي نقيم الحوار معه.
تُعد هذه التقنية تقنية عظيمة نقوم فيها بتقليد الآخر لمدة ربع ساعة مثلاً بصورة لا إرادية ليقوم هذا الشخص تلقائياً بتقليدنا، ومن ثم نكون قد تواصلنا معه بصورة حسنة بالأفكار المشتركة بيننا وذلك من خلال تطابق لغة الجسد مع بعضها البعض، وإذا كان أي منا لديه لغة جسد سلبية والآخر يحمل لغة جسد إيجابية فمن الصعب أن نصل سوياً إلى لغة مشتركة أو توافق كلي بين الأفكار، ومن ثم فليس غريباً أن نرى زوجين يقوم كلاهما بنفس الحركات التي يقوم بها الآخر لا إرادياً، كما نرى ذلك جلياً بين الأصدقاء الحميمين الذين يقومون بنفس الحركات بصورة لا إرادية نتيجة لتطابق أفكارهما ولغة جسدهما.
- هناك بعض اللغات الخاصة بالجسد التي من خلالها يمكننا التواصل بشكل إيجابي مع الآخر من أهمها عدم وضع القدم على الأخرى أثناء الحديث مع الآخر ودون أن نجلس مكتفين الأيدي ونحركها برأسنا أو شعرنا جلال الجلسة أو نقوم بتقليم أظافرنا كذلك أثناء الحوار مع الآخر، لأن مثل هذه العادات نسميها في لغة الجسد بالعادات السيئة التي تمنع التواصل عبر الأفكار مع الآخر، وإنما تعمل هذه الحركات أو العادات على استفزاز مشاعر الآخر دون أن يشعر بالراحة معنا أثناء الحوار.
- طريقة المشي:
تدل طريقة المشي الخاصة بنا على الحالة النفسية التي نمر بها من حيث التوتر أو عدم الارتياح أو غيرها، لذلك يجب أن نسير وظهورنا جالسة مستقيمة لأن مثل هذه الحركات التي نقوم بها أثناء المشي تشير إلى ثقتنا الكبيرة في أنفسنا التي يستدل بها الغير إلينا عن طريق طريقة المشي الصحيحة دون أن نضع أيدينا خلف ظهورنا، مع ضرورة أن تكون طريقة المشي سريعة نوعاً ما وليست بطيئة لأن حركة المشي البطيئة تدل على أن هذا الشخص الذي يسير بهذه المشية هو شخص كسول، ولكن ذلك أيضاً لا يعني ضرورة الإيماء للآخر أثناء المشية بأننا نسير على عجل، وإنما لابد من أن تكون هنالك طريقة وسطية نقوم بها أثناء المشية. - أما الحيلة الرابعة للتأثير على الآخر بطريقة إيجابية هي ضرورة الحديث معه بطريقة ما تجعله يقتنع بما نرويه له دون أن يتأثر بنا سلبياً، لذلك يجب أن يكون جسد المحاور ناحية من يحاوره أثناء حديثه معه لأن ذلك يشير إلى مدى احترام هذا الشخص الذي نجري معه حواراً دون أن يكون أي جزء من الأجزاء الثلاثة للجسد في ناحية والجزء الآخر في ناحية أخرى أثناء الحوار، ولكن لابد من أن تتجه الأجزاء الثلاثة للجسد ” الرأس – الوسط – الرجلين ” ناحية من نحاورهم لأن ذلك يزيد من مدى تواصل الآخر معنا بطريقة إيجابية لأن ذلك يُمكِّنه من تخزين المعلومات التي نقدمها له بطريقة أسرع.
تكمن المشكلة الكبرى عند البعض في أنه لا يستطيع أن يجعل لغة جسده تعبر دائماً عن ما يدور بداخله أثناء حواره مع الآخر، وهو ما يفتقده العديد من الأشخاص في علم لغة الجسد، لأن لغة الجسد قد توحي بأننا غير مركزين تماماً في موضوع الحوار مع الآخر ولكن فعلياً قد نقوم باستيعاب الآخر والتركيز معه بشكل تام، ومن الضروري أن نقوم بقراءة الوضع الصحيح للآخر حتى ننجح في قراءتنا للغير بصورة صحيحة.
- أما الحيلة الأخيرة فتتمثل في كيفية التعرف على الآخر سواء كان امرأة أو رجل حيث أن المرأة والرجل يبعث كل منهما إشارات بصورة سريعة وبطريقة لا إرادية للآخر فور ما يشعر أي منهما بحس الإعجاب للآخر من خلال الاتصال النظري.
من أهم الحركات التي نقوم بها أثناء هذه العلاقة بين الرجل والمرأة هي ضم الرجلين على بعضهما البعض بشكل لا إرادياً كأن تلك الحركة تعبر عن مقابلة أحدهما للآخر، وحين يقرر أحدهما متظاهراً الابتعاد عن الآخر فإن الرجلين ستفضحه لأنها تعتبر أصدق عضو في جسمنا يعبر عن لغة الجسد.
وختاماً، يتكرر الاتصال النظري بين الرجل والمرأة بصورة لا إرادية، كما أن البنات لا إرادياً يقومون بإرجاع شعرهم للوراء فور التأثر بأي رجل بشكل إيجابي أو الإعجاب به، وحين تُعجب الفتاة بشاب فإنها تبعد جسدها عنه حتى تغريه قدر الإمكان.