علام تدل لغات الحب الخمس؟
قال “نضال نصر الله” المدرب في مهارات الحياة. يتوافر بالأسواق كتاب يحمل نفس الاسم لمؤلف عَاشَرَ أشخاصاً متزوجين لفترة امتدت لثلاثين عاماً، واكتشف هذا المؤلف خلال علاجه لبعض الحالات منهم وجود خمس لغات للحب تتواجد عند الناس على اختلاف طبائعهم وطريقة تفكيرهم، فالنساء يَمِلْن إلى لغة الحب المرتكزة على التوكيد، حيث يفضلن لغة الحب المتمثلة في سماع كلمات العشق والحب والهيام والإطراء والمغازلة من الزوج، في حين أن الأزواج من الرجال يميلون إلى لغة الحب المتمثلة في فعل كل ما هو جيد وعملي لنجاح علاقة الحب والزواج، كأن يكون الرجل ناجحاً في عمله لتوفير حاجيات الأسرة وعدم التقصير المادي معها محبةً منه للزوجة والأولاد.
وبناءً على ما سبق يتضح لنا وجود لغتين مختلفتين للحب بين النساء والرجال، فإذا لم يعرف كلٌ منهم لغة الآخر تبدأ المعاناة وتتلبس العلاقة بمشكلات عدم التواصل والفهم مثلها كمثل شخصين من بلدين مختلفتين يتحدثان لغتين مختلفتين تماماً فلا يمكنهما التواصل وفهم بعضهما البعض.
وأضاف “نصر الله” قائلاً: ولا يتوقف ما سبق ذكره على علاقة الحب بين الأنثى والذكر فقط، بل يمتد إلى علاقات الزمالة والصداقة وعلاقات العمل، فهب أن شركة من الشركات لديها موظف نشيط ومبدع وهُمام، فقام مدير الشركة بمكافأته بهدية مع كتابة تعليق يعبر له عن سعادة إدارة الشركة بعمله، فقد يحزن هذا الموظف من مثل هذه المكافأة، لأن لغة التقدير والحب التي يفضلها هي الإشادة بدوره وعمله أمام جموع الموظفين بكلمات واضحة صريحة.
والخلاصة أن لكل شخص لغته الخاصة في الحب والتقدير، وعلى طرف العلاقة الآخر أن يدرك هذه اللغة ويتعلمها حتى لا تتعقد العلاقة أو يشوبها الخلافات والمشاكل.
هل الطبائع البشرية تتدخل في تحديد لغة الحب التي يفضلها الشخص؟ وكيف نعرف لغة الحب التي يفضلها شخص ما؟
لا شك أن الطبيعة الشخصية والفكرية والثقافية لكل شخص هي المحدد الرئيسي للغة الحب التي يراها الأبلغ والأروع في التعبير عن الحب والإمتنان والتقدير، والأمثلة السابقة تؤكد على ذلك.
وتابع “نضال” قائلاً: أما عن طريقة التعرف على لغة الحب التي يعتمدها ويفضلها شخص ما فلا توجد طريقة مُثلى ذلك، حيث يمكننا معرفتها بالملاحظة من سياق الحديث والتصرفات في المواقف المختلفة، وقد نعرفها من خلال سؤاله بطريقة مباشرة، وبالتالي فإن اختياره لطريقة الإمتنان التي يفضلها هي الدالة على لغة الحب التي يفضلها.
والجدير بالذكر أنه من الممكن أن يكون للشخص الواحد أكثر من لغة في الحب، كأن يميل إلى سماع كلمات الحب والإعجاب والإطراء من الآخرين، وهذه هي لغة الحب الأولى التي يفضلها، وقد يفضل بجانبها لغة أخرى للتعبير عن الحب مثل الهدايا أو أن يُعطيه المحب من وقته واهتمامه.
هل تتساوى طرق التعبير عن الحب عند الجنسين؟
لما أثبتت التجربة وجود خمسة أنماط من الحب عند البشر؛ فإن ذلك لا يعني ضرورة وجود الخمسة أنماط عند النساء وعند الرجال بنفس المعدل والشدة وطريقة الممارسة، حيث إن لكل جنس من الجنسين ما يفضله في التعبير عن الحب والذي سيختلف بالضرورة عما يفضله الجنس الآخر، والشاهد أن طرق التعبير تلك لا تنفك عن خمسة طرق أساسية، أما ترتيبها من حيث الأهمية والأولوية والتفضيل عند كل جنس فأكيد سيختلف.
وتجدر الإشارة إلى أن إعتماد شخص ما – ذكر أو أنثى – لغة حب معينة يؤثر في اختياره للمحب، فإذا افترضنا أن امرأو تفضل تخصيص الحبيب وقت لها للنقاش والحديث والتحاور كتعبير عن حبه، فإن تفضيلها هذا سيجعلها لا إرادياً تتحاشى الحبيب الذي يعتمد على كلام الحب والملاطفة والغزل وتبحث عن الحبيب المتمكن في لغة الحب والإهتمام التي تفضلها.
هل يمكن القول بأن لغة الحب المشتركة قادرة على تصحيح الاختيار الخاطئ لشريك الحياة؟
أكد “نضال” على أنه إذا ما وجدت لغة الحب المشتركة بين الطرفين فإنها قد تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقة وإطالة أجلها في حالة ما كان الاختيار يشوبه بعض الخطأ أو السلبية من البداية، ولكن هذا لا ينفي أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل ومجهود عظيم – بدني ونفسي – من الطرفين، لذلك إن وجد الشعور بالكلل والتعب وعدم القدرة على التحمل أو التضحية فإن لغة الحب المشتركة لن يكون لها الأثر الفعال.
إن كان فشل التواصل بلغة حب مشتركة بين الأزواج له حل نهائي كالإنفصال، فما هو الحال مع العلاقات الأبدية كالأمومة مثلاً؟
العلاقات الميسر التخلص منها لعدم وجود أرضية مشتركة أو قدرة على التواصل يسهل الفكاك منها إن اتبُعت كل السبل دون جدوى، لكن العلاقات الأبدية مثل الأمومة أو الأبوة مع الأولاد؛ فهنا الفطرة الإنسانية التي لا يد للفرد فيها تخلق مساحة أكبر من التضحية دون ضجر أو ملل، فنجد – مثلاً – أن الأم التي لديها ولدين الأول يفضل الإهتمام اللفظي والثاني يفضل الإهتمام بالهدايا تتعامل وتضحي مع كليهما لإشباع لغة الحب التي يفضلها كل واحد منهما، حتى وإن كانت هي تفضل لغة حب مختلفة تماماً عما يفضله الأولاد، ورغم ما يتطلبه ذلك من مجهود ذهني ونفسي وبدني إلا أن التعرف على لغة الحب التي يفضلها كل ابن من الأبناء مع تعزيزها والتخاطب بها يُوثق العلاقة الأسرية ويزيدها ترابطاً وامتداداً.