كثير من الزملاء، غير الإعلاميين، يسأل: ما مبدؤك في الإعلام، فقلت لهم: المهنية. قالوا: إذن أنت تضحك علينا.
سألتهم لماذا..؟! فقالوا: إن كل من يخرج علينا برأي نشاز أو بفعل عار يتحدث لدينا في الرياضة ويقدم آراءه بطريقة انتقائية واستفزازية يقول إن هذا ما تفرضه المهنية!!
بالنسبة لي، ما أعلمه أن المقاييس المهنية لـ«بعض» الإعلاميين تقوم على أساس الاستعانة بكل ما يكفل لهم استمرار شهرتهم وعدم اختفاء بريقهم، فالكذب لا عيب فيه والتجني مطلوب ومسح الجوخ لا مناص منه، والانفجار لا يحصل إلا عند فقدان كل ما كان يظهرهم للواجهة على أنهم خبراء ومشاهير ليعيدهم إلى حجمهم الطبيعي وحينها ينفجرون على من دعموهم ويزعجون الجمهور بأصواتهم العالية تحت ذريعة الشفافية وزمن الصراحة وهذا ما يجب أن يقال.. مع أنهم قالوا ما لا يمكن أن يقال عندما كانوا حضارة إعلامية كما صورت لهم أنفسهم.
بناء على تلك العوامل المذكورة ووفقا لواقع الطرح الملموس لهؤلاء «الحضارات»، وبناء على تاريخهم الماضي وماذا كانوا؟ وكيف أصبحوا؟ يستطيع المتابع الجزم بأن صاحب كل صوت عال حاليا ومتهجم ومتجهم ومخترع على خلاف ما كان معهودا عنه في فترات مضت، هو ليس إلا أداة سابقة كانت تشحن بكل ما هو متوفر ويقوم بالمطلوب منه بإتقان حتى انتفت الحاجة إليه، وحينها استيقظ ضميره على أساس أنه كان مخدوعا ليقرر السير في مسار الحقيقة لعل وعسى أن يبقى كما كان، ليعود ويمارس المهنية ويعلم البعض عن ماهيتها.
هذا الأنموذج المتكرر بالنسبة لي وصل إلى حد الممل، وبدأ يضاهيه آخر يحاول أن يعوم في وسط المحيط على أمل البقاء، ونهج هذا المنافس الجديد يقوم على النبش في فتات الأخبار لنفيها أو إثباتها مع مواصلة المحاولة في تأجيج طرف ضد آخر.. زمانك راح يا صحيّح والأكشن ما هو لايق عليك.
بقلم: عبدالعزيز المحسن
واقرأ: أين يبدأ نجاحك؟