قبل فترة.. نشرت الشرق الأوسط معلومات عن تنظيم سري يجري حاليا الإعداد لمحاكمة المتورطين فيه بتهمة التآمر لقلب الحكم في البلاد، في البداية وأنا أقرأ عنوان الجريدة توقعت أن يكون هناك تفاصيل جديدة، لكن لا جديد، فالمتهمون الـ16 الذين تنظر الجهات الرسمية قضاياهم هم استمرار لنهج التطرف في البلاد، فالقضايا بشكل مجمل هي التآمر لنشر الفوضى وقلب الحكم والقتال في الخارج والتواصل مع جهات مخابراتية لتنفيذ كل ذلك.
التهمة الجديدة المتمثلة في التواصل مع جهات أجنبية تؤكد أن هناك من لا تهمه مصلحة الوطن، وأنه على استعداد للتحالف مع أي طرف لتنفيذ مخططاته، وأن مثل هذه التهم في حال المتورطين مثبتة للجهات المعنية، لكنها في السابق كانت تورد في حق كثير من المثقفين في البلاد دون دليل، بل كانت جزءا من تشويه سمعة منظم، لو ثبت بعضها لما بقي هؤلاء المتهمون يسيرون بيننا ويعيشون حياتهم بكل حرية.
هذا الكشف الأمني أثبت أن لا أحد فوق الشبهة كما كان سابقا، ما يستوجب أن يحال بين الدخول في هذه المواضيع والنيل من الآخرين لمجرد الاختلاف معهم، فما زلنا نسمع تلك الأصوات التي تقذف مواطنين بأنهم زوار سفارات، في إشارة إلى التشكيك في وطنيتهم، فيما هناك من يعلنها صراحة ويحدد بالأسماء أن فلانا وفلانا ما هم إلا طابور من الجواسيس للدولة الفلانية، ومع كل هذا التصريح لم يتحرك أحد إلى كبح جماح هذه الفئة التي تشق صف الوحدة الوطنية، وتجعلها حكرا يمنحها شخص لآخر.
الشدائد كشفت المعادن، فحين ضرب الإرهاب هذه البلاد التف حولها الكثير من المخلصين من مختلف الفئات والأطياف، وكانت مصلحة البلاد وأمنها هي القيمة العليا، وما أن انتهى الإرهاب خرج من غابوا عن المشهد وقت الحاجة وعادوا إلى ممارسة هوايتهم في تصنيف الآخرين وشق وحدة الصف.
بقلم: منيف الصفوقي
وهنا تقرأ: لجان «تويتر» الشعبية
أيضًا؛ هنا: كارثة الصومال.. أزمة الحاضر وكارثة الغد!