مقدمة: آلام الظهر من الحالات الشائعة أسبابها تتعدد، وقد لا تعني بالضرورة آلام في العمود الفقري أو العضل، ومن المشاكل التي قد تسبب ألماً في أسفل الظهر مشاكل الكلى أو البنكرياس، فكيف نميز بين مختلف أنواع الألم، ومتى يجب اللجوء فوراً إلى الطبيب.
كيف نفرق بين ألم الظهر وألم الكلى ؟
يقول “د. حسام القضاة” إستشاري أمراض مسالك بولية (في لقاء مُتلفز على قناة العربية). أن في بعض المرات يكون التفريق بين ألم الكلى وألم الظهر صعب التفريق، ولكن هناك بعض العلامات التي تدل على أن هذا الألم سببه مغص كلوي أو حصاه في الكلى أو ألم العضلات في الظهر. فمثلاً آلام الكلى عادة تكون بجانب واحد، في الجهة التي يكون فيها الحصى (مثال: شخص لدية حصى في الكلية اليمين أو في الحالب الأيمن، يكون الألم في الجهة اليمنى) وعادة يأتي ما بين الأضلاع والحوض في منطقى تسمى الفلانك إريا، أما ألم الظهر يأتي في عضلات الظهر عادة، قد يصيب أي جزء من عضلات الظهر، فألم الكلى يكون في الخاصرة وألم الظهر يكون في وسط الظهر عادة أو في عضلات الظهر حول العمود الفقري، وغالباً آلام الظهر تتأثير بحركة الشخص إذا إنحنى أو رفع أو مال في أحد الجانبين يزيد الألم. أما الكلية فهي عضو داخل لا تتأثر بحركة الشخص المفاجئة، ويمكن للشخص التعرف على ألم الظهر إذا كان لديه ديسك في الظهر، رفع شيء ثقيل قبل يوم أو إثنين، إنزلاق، وقع على الأرض مثلاً، أو السبب تاريخ مرضي يدل على وجود الألم في الظهر. أما الكلى فمن التاريخ المرضي للكلى يكون الفرق في وجود دم في البول، الذهاب إلى الحمام كثيراً، أعراض أخرى تدل على أن الألم أصله من الكلى.
ما هي أسباب التهاب الكلى غير تشكّل الحصوات ؟
يقول “د. القضاة” آلام الكلى يمكن أن تكون نتيجة تشكل الحصوات، ويمكن أن تكون نتيجة إلتهاب في الكلى، والإلتهاب يمكن أن يكون إلتهاب بكتيري يصيب الكلى مرات ويؤدي أولاً إلتهاب في المثانة ثم يصعد إلى الكلى عن طريق الحالب، فيؤدي هذا إلى آلام في الظهر بجانب إرتفاع درجة الحرارة، حرقان في البول، دم في البول أحياناً، فيشعر الشخص أنه بحاجة إلى إستخدام الحمام بشكل متكرر وعدم الشعور بالراحة بالإضافة إلى ألم في أحد الجانبين. الحصى غالباً لا تصاحبها إرتفاع في درجة الحرارة، يمكن وجود ألم شديد مع دم في البول. ألم الحصى قوي للغاية، فهو من أكثر الآلام التي تصيب الإنسان قوة، فيبدأ بالخاصرة ثم ينتقل إلى أسفل البطن في منطقة المثانة، فعندما تسقط الحصى في الحالب تقترب من المثانة، يشعر المريض في هذه الحالة أنه يريد الذهاب إلى الحمام كثيراً، عدم راحة، وجود دم في البول عدة مرات، يمكن للحصى إذا كانت أقل من 1سم أن تسقط في إتجاه الحالب، أما الحصوة التي يكون حجمها من ٠ إلى ٥ ملليمتر ليست بحاجة إلى عمليات جراحية، أو تدخلات منظار أو ليزر أو غير ذلك، لأنها تمر من الحالب فلديها القدرة على ذلك بنسبة ٨٠٪ من المرضى.
سبب الدم الموجود في البول
يقول “د. حسام” أن سبب الدم الموجود في البول أن شكل الحصوة غير منتظمة وغير ناعمة، فيكون شكلها غير منتظم وبها رؤوس مدببة، رؤوس حادة. ففي أثناء نزولها تجرح مجرى البول، فإذا أصبح المريض لديه ألم شديد أو دم في البول يفضل الذهاب إلى الطبيب، فبعض المرضى يشعرون براحة بعد شرب الماء فيشعر بالشفاء ولكن لاتزال الحصى بالحالب مكانها، فتؤدي إلى ضعف وظيفة الكلى، تورم في الكلى، بمرور الوقت يؤدي إلى ضعف وظيفة الكلى بحيث لا تقدر على أداء وظيفتها كما كانت. فلابد من عدم تأخير الموضوع أكثر من ذلك ويجب الذهاب إلى الطبيب.
هل أنواع الأغذية هي التي تسبب تشكل الحصوات أم قلة شرب الماء بكثرة ؟
يقول “د. القضاة” أن هناك أنواع كثيرة من الحصوات ولكن الجامع بينهم هي عبارة عن كريستالات تتجمع وتتبلور في الكلية فتترسب وتكون الحصى، فسبب ترسب هذه الكريستالات وتجمعها هو تركيزها العالي في البول وبالتالي كمية البول قليلة. كل أنواع الحصى أفضل علاج لها هو شرب الماء بصورة كافية بحيث يمنع ترسب هذه الترسبات ولا تتكون الحصى.
وللأغذية دور في تكون الحصوات، أكثر حصوة موجودة في بلادنا هي أكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate Stones) فالمكون الرئيسي لها هو الأوكسالات وهو يوجد في كثير من الأطعمة التي نتناولها مثل (الشاي، القهوة، الشكولاته).